وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا علم لنا بزيارة وفد إسرائيلي

وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين
وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين
TT

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا علم لنا بزيارة وفد إسرائيلي

وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين
وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين

رغم تأكيدات مصادر إعلامية إسرائيلية بأن وفداً إسرائيلياً، سيزور الخرطوم، اليوم الأحد، فإن وزارة الخارجية السودانية، قطعت أمس، بعدم علمها ومجلس الوزراء بأي زيارة من هذا النوع، فيما لم تصدر تصريحات رسمية أخرى من المكون العسكري في السلطة الانتقالية، بشأن الزيارة، وتحديد طبيعة الوفد وأجندة زيارته.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء الماضي، أن وفداً إسرائيلياً سيزور الخرطوم اليوم الأحد - ذكر مصدر أن الزيارة قد ترجأ لغد الاثنين - ليبحث مع المسؤولين السودانيين، ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين الدولتين، على خلفية إعلان السودان قبوله تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية، مقابل حذفه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن وزارته ومجلس الوزراء لا علم لهما بتلك الزيارة ولا بتفاصيلها ولم يبلغهم أحد بأجندة الوفد. وأضاف: «أنا وزير الخارجية المكلف، لم يتم الاتصال بي على الإطلاق أو بالوزارة، في أي شيء له علاقة بإسرائيل»، وتابع: «وزارة الخارجية ليس لديها أي علم من أي جهة كانت بوصول أي وفد من إسرائيل. قرأنا عنه مثلنا والآخرين في أجهزة الإعلام».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن الزيارة هي الأولى للسودان بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موافقة حكومة الخرطوم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ونقلت الهيئة أن الوفد سيتكون من موظفين في مجالات مهنية معينة، ولن يكون وفداً ذا طابع سياسي، وأن عدده أقل من الوفد الذي زار دولة الإمارات العربية المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ونقلت «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي عن مصدر «سيادي» قوله إن الوفد المزمع وصوله للبلاد اليوم، يتكون من جنسيات متعددة بينهم إسرائيليون، وإن الزيارة غير مرتب لها «حكومياً»، وإن الوفد ذو طابع فني غير رسمي، ورجح أن تكون الدعوة قد جاءت من رجال أعمال، وإن الحكومة لم توجه الدعوة، ولم تتلق طلباً من تل أبيب بزيارة الوفد.
ودرج المسؤولون السودانيون على التعامل مع «الملف الإسرائيلي» بسرية تامة، ولم يكشفوا أي معلومات بشأنه، قبل أن تقوم بنقلها وسائل إعلام إسرائيلية، وبحسب معلومات مراسل الصحيفة فإن الملف يديره «طاقم مصغر» من مجلس السيادة والوزراء بتكتم شديد.
وفي فبراير (شباط) الماضي، أثار ذيوع أنباء اجتماع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المفاجئ في «عنتيبي» الأوغندية ضجة كبيرة، بيد أن البرهان برر الخطوة التي كشفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها «من أجل مصلحة السودان».
وزار وفد إسرائيلي السودان 22 أكتوبر، كشفت عنه تقارير إسرائيلية، قبل أن تقول الحكومة السودانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الذي زار الخرطوم واجتمع مع مسؤولين سودانيين، هو الوفد نفسه الذي التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في أبوظبي 21 سبتمبر الماضي، وإنه عقد اجتماعات في غاية السرية مع رئيسي مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والوزراء عبد الله حمدوك.
وشهدت دولة الإمارات العربية سبتمبر الماضي، اجتماعات مع وفد إسرائيلي أميركي، بحث حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، شريطة موافقته على تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية، وبحسب المصدر السيادي هو الوفد نفسه الذي زار الخرطوم.
وأعلنت الحكومة السودانية 23 أكتوبر الماضي، موافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مقابلة بثها التلفزيون السوداني 26 من الشهر نفسه، إن ملف تطبيع العلاقات مرتبط بحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وكان وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين قد ذكر للصحافيين في وقت سابق أن الموافقة على التطبيع، سيتم تأكيدها بموافقة المجلس التشريعي «البرلمان» الانتقالي قيد التكوين، فيما كان رئيس الوزراء متمسكاً بالفصل بين إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بيد أن «التسريبات» أشارت إلى أن الرئيس دونالد ترمب اشترط لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب المدرج بها منذ عام 1993، موافقة الحكومة على تطبيع علاقاته مع إسرائيل.



مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».