تل تمر... بلدة سورية تتقاسمها أطراف دولية وإقليمية ومحلية

الجيش الأميركي يسيّر دورية قرب القوات الروسية

صورة أرشيفية لدورية أميركية في تل تمر شرق سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لدورية أميركية في تل تمر شرق سوريا (الشرق الأوسط)
TT

تل تمر... بلدة سورية تتقاسمها أطراف دولية وإقليمية ومحلية

صورة أرشيفية لدورية أميركية في تل تمر شرق سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لدورية أميركية في تل تمر شرق سوريا (الشرق الأوسط)

سيرَ الجيش الأميركي أمس، دورية في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي ضمن مناطق نفوذ انتشار الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام السوري.
والدورية هي من نوعها وتفقدت المنطقة خلال أقل من أسبوع وضمت 4 عربات وعشرات الجنود، انتشروا في مدخل بلدة باتت منقسمة السيطرة منذ عام بين جهات عسكرية دولية وإقليمية متصارعة بهذه البقعة من سوريا.
ولوحظ أن كل جهة تعمل على حفر الأنفاق والخنادق العسكرية وتعمد إلى رفع السواتر الترابية، وكثفت من انتشار نقاط التفتيش التي باتت مشهداً مألوفاً لسكان المنطقة.
وتدعم الولايات المتحدة الأميركية «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية التي تسيطر على مركز البلدة وقسميها الجنوبي والشرقي، فيما تدعم تركيا فصائل سورية مسلحة موالية لها تبسط سيطرتها على ريف البلدة الشمالي والغربي إلى مدينة رأس العين الخاضعة للأخيرة.
أما الشرطة العسكرية الروسية والقوات الحكومية، فتنتشر في حدود التماس على طول منطقة «الزركان» وناحية أبو راسين حتى الحدود التركية شمالاً، كما توجد بالجهة الغربية في قرى «دردارة» و«قبر الصغير» و«شيخ العلي» و«مسلطة» و«العبوش» و«باب الخير غربي» حتى آخر نقطة لها قرية «أم الخير» وقرية «العالية»، المطلة على الطريق الدولي (M.4).
وأفادت صفحات إخبارية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن ثلاثة جنود من الجيش التركي قتلوا بانفجار لغم أرضي على خطوط التماس مع الجيش السوري بريف الحسكة الشمالي، ظهر الجمعة الماضي أثناء مرور دورية عسكرية في المنطقة القريبة من القاعدة التركية في قرية «باب الفرج» الواقعة بين أبو راسين وتل تمر.
في السياق ذاته، قصفت المدفعية التركية قرية «عنيق الهوى» الواقعة على الطريق السريع الواصل بين بلدتي تل تمر وأبو راسين دون ورود معلومات عن إصابات أو خسائر مادية، رداً على تنفيذ عمليتين قامت بهما قوات خاصة تتبع «قسد» الأولى كانت في قرية «تل شعير» والثانية في «مزرعة الديري»، استهدفت اجتماعاً لقيادات الفصائل الموالية لأنقرة أسفرت عن 15 قتيلاً، بعد تسلل عناصرها ليل الخميس الجمعة الماضية وتمكنوا من تفجير مقر الاجتماع وأسرت «قسد» 3 عناصر من الفصائل.
في شرقي محافظة دير الزور، قتل ثلاثة عناصر من قوات «قسد» بين قريتي «الطكيحي» و«الضمان»، وبحسب مصادر عسكرية اتهمت خلايا تنظيم «داعش» بتنفيذ العملية، كما أعدمت تلك الخلايا النشطة عن طريق القتل النحر مواطناً من قرية «الضمان» وشخصاً ثانياً يتحدر من قرية «الصبيحي» بنفس المنطقة.
ورغم العمليات الأمنية ومهمات الإنزال الجوي التي تنفذها قوات التحالف الدولي في الآونة الأخيرة؛ لا تزال خلايا التنظيم تنشط بريف دير الزور وتنفذ عمليات تفجير واغتيالات، كان آخرها تصفية مسؤول إداري يعمل بالإدارة الذاتية على يد مسلحين مجهولين، واستهدفت مقاتلي «قسد» عبر تفجير دراجة نارية مفخخة كانت مركونة بجانب المركز الصحي في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي.
بالتزامن، عقد وفد بارز من قوات التحالف الدولي اجتماعاً مع قادة مجلس دير الزور العسكري برئاسة أحمد الخبيل وعدد من المسؤولين في بلدة الصور بريف دير الزور الشرقي، لبحث تدهور الوضع الأمني وكيفية القضاء على العناصر النشطة الموالية للتنظيم، إلى جانب العمل على تأمين الخدمات وتكثيف جهود عمليات الاستقرار. وكشف الخبيل نية التحالف وقوات «قسد» بإطلاق حملة أمنية واسعة لاستهداف المناطق الصحراوية مترامية الأطراف المتاخمة للحدود العراقية، والتي ينتشر فيها عناصر موالية للتنظيم وتشن هجمات مباغتة، وقال في حديث: «تباحثنا مع وفد من التحالف للشؤون العسكرية والمدنية آليات فرض الأمن وتحسين واقع الخدمات بريف دير الزور، وناقشنا توسيع الخطة الأمنية لتشمل البؤر والمناطق المشتبه بوجود عناصر إرهابية».
بدوره، أعلن واين ماروتو الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي، بأنهم وشركاؤهم نفذوا 14 عملية ضد عناصر التنظيم المتشدد خلال الأسبوع الماضي، وكتب تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «ألقينا القبض على خمسة قياديين بتنظيم (داعش) المتطرف وإقصاء 4 من الإرهابيين».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.