حملات دعاية مبكرة في العراق استعداداً للانتخابات التشريعية

التيار الصدري يحث أتباعه على المشاركة لنيل «حصة الأسد»

TT

حملات دعاية مبكرة في العراق استعداداً للانتخابات التشريعية

رغم الفترة الزمنية الطويلة نسبيا التي تفصل القوى السياسية عن موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة مطلع يونيو (حزيران) 2021. إلا أن ملامح التحضير والاهتمام بهذه الانتخابات بدأت مبكرا وأكثر من المعتاد.
وفيما دعا معاون زعيم التيار الصدري أتباع التيار إلى التهيؤ والمشاركة في الانتخابات لنيل «حصة الأسد» فيها يتحدث ائتلاف «دولة القانون» عن فقدان ملايين البطاقات الانتخابية، في محاولة للتشكيك في نتائجها بوقت حتى قبل إجرائها.
وصادق رئيس الجمهورية برهم صالح الأسبوع قبل الماضي، على قانون الانتخابات الجديد الذي يعمل وفق آلية الدوائر الانتخابية المتعددة على مستوى البلاد بعد أن صوت عليه البرلمان نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويبقى أمام البرلمان اجتياز عقبة التصويت على قانون المحكمة الاتحادية المعنية بالمصادقة على نتائج الانتخابات بعد إجرائها، ومع عدم إقرار القانون قبل موعد الانتخابات في 6 يونيو (حزيران)، فمن المرجح تأجيلها حتى إنجاز القانون.
واختل نصاب المحكمة الاتحادية بعد تقاعد أحد أعضائها قبل نحو عام، الأمر الذي يعطل صلاحياتها بوصفها أعلى هيئة قانونية مختصة بالفصل في النزاعات القانونية بين السلطات العراقية والتصديق على نتائج الانتخابات.
ويساور القلق غالبية الكتل السياسية من نتائج الانتخابات المقبلة، نظرا لعوامل كثيرا، تتعلق بانحسار شعبية معظم أحزاب وفصائل السلطة، إلى جانب طبيعة قانون الانتخابات الجديد الذي يقسم فيها البلاد إلى دوائر انتخابية متعددة ويرشح فيها بشكل منفرد من دون أن يتمكن رئيس القائمة أو الائتلاف توزيع المتبقي من أصواته الكثيرة التي حصل عليها على بقية المرشحين ضمن قائمته كما حدث في غالبية الدورات الانتخابية السابقة.
من جانبه، طالب ما بات يعرف بـ«وزير الصدر»، صالح محمد العراقي أول من أمس، حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«الإيفاء بوعودها بإجراء انتخابات مبكرة». وهدد أن «مصيرها سيكون كسابقتها» في حال عدم التزامها بذلك. وطالب اتباع التيار الصدري بـ«توحيد الصفوف والتحلي بالحكمة والتهيؤ بما يليق للاشتراك بالانتخابات لتخليص العراق من براثن الفساد والتبعية الخارجية».
من جهة أخرى، تحدث ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أمس، عن «فقدان» ملايين البطاقات الانتخابية الإلكترونية، لكن مفوضية الانتخابات نفت ذلك. وقال النائب عن الائتلاف والمتحدث باسم الكتلة في البرلمان بهاء الدين النوري في تصريحات صحافية: إن «القانون الذي جرى التصويت عليه بعجالة باستخدام البطاقتين (الإلكترونية) و(البايومترية) للتصويت، سينتج عملية سياسية مزورة مقدماً في ظل فقدان 4 ملايين من البطاقات الإلكترونية من مفوضية الانتخابات، وهي مجهولة المصير ولا يعرف إذا ما تم توزيعها بين الكتل السياسية أو من الجهة التي استولت عليها». وطالب النوري بـ«إجراء الانتخابات بالبطاقة البايومترية فقط، لأنها تضمن أن تكون عادلة وخالية من التزييف».
لكن المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات جمانة الغلاي نفت ذلك، وقالت: إنه «لا يوجد مثل هذا العدد من البطاقات المفقودة، والفقدان جرى في انتخابات سابقة، حتى قبل 2018. ولكن حفاظاً على أصوات الناخبين وجهت الإدارة الانتخابية بتقديم دراسة بشأن بطاقات الناخبين غير المستلمة والمفقودة وتشكيل لجان تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث ومعرفة الموظفين المقصرين ومعاقبتهم قانونياً، وتم ذلك». وأكدت أن المفوضية «قامت بتعطيل وإلغاء جميع البطاقات المفقودة، ولن تعود صالحة للعمل إطلاقاً، ولا يمكن لغير صاحب البطاقة الرسمي أن ينتخب وذلك لتقاطع البصمة في جهاز التحقق الإلكتروني الذي يعتمد على البيانات الرسمية والحيوية (الصورة الشخصية وبصمة الأصابع العشرة)».
وكانت الانتخابات الماضية التي جرت في مايو (أيار) 2018، تعرضت لمقاطعة شعبية واتهامات واسعة بالتزوير، ما دفع القضاء إلى الحكم بإعادة عمليات العد الفرز للكثير من صناديق الاقتراع يدويا بعد أن أجريت بطريقة إلكترونية، الأمر الذي مهد لاحقا لحركة الاحتجاج الشعبي التي أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بعد نحو عام من توليها مهام عملها، والتزمت حكومة الكاظمي التي خلفتها بتحديد موعد مبكر للانتخابات الجديدة في يونيو المقبل، الذي يسبق انتهاء ولاية الدورة البرلمانية الحالية بنحو عام.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.