اتصالات إسرائيلية مع النيجر ومحاولات مع المغرب

TT

اتصالات إسرائيلية مع النيجر ومحاولات مع المغرب

قال وزير شؤون المخابرات في الحكومة الإسرائيلية، إيلي كوهين، إن هناك اتصالات سرية مع النيجر، من أجل التوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات بينها وبين إسرائيل. وقال مقرب منه، إن هناك محاولات إسرائيلية أيضاً لإبرام صفقة مع المغرب لإقامة علاقات.
وقال كوهين إن «النيجر هي أكبر دولة مسلمة في غرب أفريقيا، تعداد سكانها يزيد عن 25 مليوناً. والاتفاق معها، وكذلك الاتفاقيات الأخرى المتوقعة بين إسرائيل وبين دول إسلامية أخرى في أفريقيا، ستساعد في الاستقرار الإقليمي. والانتخابات القريبة في النيجر ستكون جوهرية بالنسبة لتقدم العملية (تطبيع العلاقات) بين الدولتين».
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن التقديرات في وزارة الخارجية تشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ستواصل السعي لعقد مزيد من الاتفاقيات السلمية بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية. والنيجر ستكون «الدولة المسلمة التالية»، بعد تشاد، التي ستبرم اتفاقية تطبيع علاقات مع إسرائيل. وهي تتوقع أن تسفر الانتخابات الرئاسية في النيجر، الشهر المقبل، عن فوز وزير الداخلية السابق عن حزب «النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية»، محمد بازوم، الذي يؤيد التطبيع مع إسرائيل. وادعت هذه التقارير أن هناك مصالح مشتركة بين الدولتين، أهمها مكافحة الإرهاب، إذ إن النيجر تعتبر دولة منكوبة بـالإرهاب الإسلامي، ولذلك يتوقع أن يجري تعاوناً أمنياً مع إسرائيل.
من جهة ثانية، أشار المحرر السياسي في القناة 12 التلفزيونية، عميت سيغال، في مقاله الأسبوعي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس الجمعة، إلى أن إسرائيل خططت قبل انتخابات الرئاسة الأميركية لصفقة تمارس بموجبها ضغوطاً على إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، كي تعترف بسيادة المغرب في الصحراء، وفي المقابل توقع المغرب على اتفاقية تطبيع علاقات مع إسرائيل.
وحسب سيغال، فإن سيناتوراً واحداً سد الطريق أمام صفقة كهذه، «بسبب معارضته لموقف المغرب تجاه الصحراء». واعتبر سيغال أنه «إذا غير هذا السيناتور موقفه في الأسابيع القريبة المقبلة، فإنه سيتم، في السنة القريبة، فتح سفارة إسرائيلية في الرباط وسفارة مغربية في تل أبيب».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.