رئيس الأركان المصري يشدد على «اليقظة» أثناء تفقده العمليات العسكرية في سيناء

الفريق فريد خلال تفقده مراحل سير العمليات العسكرية بشمال سيناء أمس (صفحة المتحدث العسكري)
الفريق فريد خلال تفقده مراحل سير العمليات العسكرية بشمال سيناء أمس (صفحة المتحدث العسكري)
TT

رئيس الأركان المصري يشدد على «اليقظة» أثناء تفقده العمليات العسكرية في سيناء

الفريق فريد خلال تفقده مراحل سير العمليات العسكرية بشمال سيناء أمس (صفحة المتحدث العسكري)
الفريق فريد خلال تفقده مراحل سير العمليات العسكرية بشمال سيناء أمس (صفحة المتحدث العسكري)

طالب الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، خلال تفقده أمس مراحل سير العمليات العسكرية في شمال سيناء، وإجراءات التأمين، من مركز العمليات الدائم بالعريش، بـ«ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والجاهزية للتصدي للتهديدات كافة»، في وقت «اختتمت فعاليات التدريب البرمائي المشترك المصري - البريطاني (T - 1) أمس». وشدد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية على «أهمية اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات لتهيئة أفضل الأحوال المعيشية والإدارية للمواطنين، وأيضاً لعناصر القوات المسلحة المكلفة بالقضاء على العناصر الإرهابية، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة في سيناء». وتفقد الفريق فريد «الحالة الأمنية لعدد من الكمائن الأمنية المرتكزة على الطرق والمحاور الرئيسية وعدد من المنشآت التعليمية والإدارية والتنموية في سيناء، للتأكد من عودة الحياة الطبيعية». ونقل المتحدث العسكري للجيش المصري، العميد تامر الرفاعي، أن رئيس الأركان التقى «بعناصر تأمين شمال سيناء من القوات المسلحة، وأشار إلى الدعم الكامل من القيادة العامة للقوات المسلحة لتوفير سبل الحياة الكريمة لأهالي سيناء»، لافتاً إلى أنهم «وقفوا جنباً إلى جنب مع رجال القوات المسلحة في التصدي والقضاء على الإرهاب وعودة الحياة إلى طبيعتها لمدن شمال سيناء واستعادة الأمن والأمان وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار والتنمية الشاملة بالمحافظة». وأضاف الرفاعي أن «رئيس الأركان أشاد بما لمسه من روح معنوية عالية من القادة والضباط والصف والجنود، والتمسك بقيم الولاء والانتماء للوطن والاستعداد الدائم للتضحية».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ عام 2018 لتطهير هذه المنطقة من عناصر متطرفة تابعة في أغلبها لتنظيم (ولاية سيناء - أنصار بيت المقدس سابقاً) والموالي لـ(داعش). وتعرف العملية باسم (المجابهة الشاملة - سيناء 2018)».
في غضون ذلك، اختتمت فعاليات التدريب البرمائي المشترك المصري - البريطاني «تي - 1» أمس، وذلك بمشاركة حاملة المروحيات المصرية «أنور السادات»، من طراز الميسترال، ومجموعتها القتالية، والفرقاطة «شرم الشيخ»، طراز بيري، ولنش الصواريخ «علي جاد» من طراز «سليمان عزت» وسفينة الإبرار «ألبيون أتش إم إس» البريطانية ومجموعاتها القتالية المصاحبة وعدد من الفرقاطات واللنشات.
وأفاد بيان عسكري مصري أن «التدريب تضمن كثيراً من الأنشطة التدريبية المختلفة ذات الطابع الاحترافي، منها التدريب على تنفيذ تشكيلات الإبحار المختلفة، التي أظهرت مدى قدرة الوحدات المشتركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية»، بالإضافة إلى «تنفيذ تدريب متميز لتبادل وسائط الإبرار البحري بين الجانبين، عكس مدى التناغم والكفاءة القتالية العالية التي يتمتع بها العناصر المشاركة في التدريب كافة».
وأوضح المتحدث العسكري للجيش المصري، في بيان أمس، أن «المرحلة الختامية للتدريب شهدت تنفيذ عملية برمائية ناجحة لإبرار مجموعات من القوات المحمولة بحراً أو المحملة على وسائط الإبرار والقوات الخاصة البحرية وتأمينها حتى وصولها للساحل وتنفيذ عملية اقتحام ناجحة للشاطئ تمهيداً لإبرار القوة الرئيسية». ونفذت القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية تدريبات عسكرية عدة، إذ أجرت في الثالث من الشهر الحالي، تدريباً مع القوات البحرية الفرنسية بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط.
يأتي هذا في وقت أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية» أمس أن «8 أشخاص قتلوا في تحطم مروحية تابعة للقوة متعددة الجنسيات بسيناء»، وفق بيان نقلته عن هذه القوة. وتضمن البيان أن «المروحية تحطمت (خلال مهمة روتينية في منطقة شرم الشيخ بمصر)»، كما أن «القوة متعددة الجنسيات في سيناء ستجري تحقيقاً لمعرفة أسباب الحادث»، فيما «لم تصدر إفادة رسمية مصرية حول الحادث».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.