توافُق مصري يوناني على التصدي لـ«تهديد الاستقرار» في المنطقة

الرئيس المصري يؤكد أن الإرهاب لا يجب ربطه بأي دين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يسار) ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في اليونان (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يسار) ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في اليونان (أ.ب)
TT

توافُق مصري يوناني على التصدي لـ«تهديد الاستقرار» في المنطقة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يسار) ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في اليونان (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يسار) ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في اليونان (أ.ب)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الأربعاء)، أن الإرهاب ظاهرة عالمية «ولا يجب ربطها بأي دين على الإطلاق»، مؤكداً ضرورة نشر التسامح وقبول الآخر.
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، في أثينا، اليوم: «إننا توافقنا اليوم مع رئيس الوزراء اليوناني على مواصلة التعاون من أجل التصدي لكل ما من شأنه تهديد الاستقرار والأمن الإقليمي»، مضيفاً أنه تم أيضاً التوافق على التصدي الحاسم لنقل المقاتلين والسلاح إلى الميليشيات في ليبيا.
وأشار الرئيس إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة التصدي للانتهاكات في شرق المتوسط، مؤكداً دعم مصر لمبدأ الحل الشامل والعادل للقضية القبرصية، وفقاً لمقررات الأمم المتحدة.
بدوره، قال رئيس الوزراء اليوناني إن مصر واليونان وقَّعتا اتفاقيات ثنائية للتعاون والسلام في المنطقة وآخرها توقيع ترسيم الحدود البحرية.
وأوضح أن التحركات الدبلوماسية تخلق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن مصر تعد حليفاً كبيراً لأوروبا، وعلى الصعيد الأفريقي أيضاً.
وأضاف: «لدينا أهداف استراتيجية مشتركة والبلدان، مصر واليونان، سيكونان أكثر جاذبية في المستقبل».
وعُقدت أعمال القمة المصرية - اليونانية التي جمعت بين السيسي ورئيس الوزراء اليوناني، في العاصمة اليونانية أثينا، اليوم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان صحافي اليوم، إن القمة هدفت إلى بحث وتبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
والتقى السيسي خلال زيارته الرسمية لليونان رئيسة البلاد كاترينا ساكيللاروبولو.
https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman/posts/1025886947930685
وصرح المتحدث بأن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وسُبل تحقيق التعايش بين الأديان، ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة.
كما جرى تبادل وجهات النظر فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث استعرض الرئيس المصري جهود بلاده في هذا الإطار خلال السنوات الماضية، وقد تم التوافق على تكثيف تبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة العابرة للحدود.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.