الأردنيون ينتخبون أعضاء برلمانهم اليوم

لافتات انتخابية في العقبة للمجلس التشريعي الأردني الذي يشهد اقتراعاً اليوم (إ.ب.أ)
لافتات انتخابية في العقبة للمجلس التشريعي الأردني الذي يشهد اقتراعاً اليوم (إ.ب.أ)
TT

الأردنيون ينتخبون أعضاء برلمانهم اليوم

لافتات انتخابية في العقبة للمجلس التشريعي الأردني الذي يشهد اقتراعاً اليوم (إ.ب.أ)
لافتات انتخابية في العقبة للمجلس التشريعي الأردني الذي يشهد اقتراعاً اليوم (إ.ب.أ)

يتوجه الأردنيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب التاسع عشر، وسط مخاوف واسعة من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في البلاد، وتحديات تأثيره على نسب المشاركة الشعبية، أمام تراجع ملحوظ لحراك المرشحين الانتخابي وفق متابعين.
وفيما تزدحم قوائم المرشحين بالأعداد، توقع رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تقترب نسبة المشاركة لهذا الموسم من مواسم سابقة، بعد أن كثفت الهيئة حملتها الإعلامية في شرح الضمانات الوقائية للناخبين، والإجراءات المتخذة للحد من احتمالات انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد داخل مراكز الاقتراع.
وأكد الكلالدة أن المشاركة الحزبية الواسعة في الانتخابات الحالية، وزيادة عدد المرشحين، قد يساهمان في رفع نسبة المشاركة، مشدداً على مبدأ الحق الدستوري للناخب في اختيار النائب الذي يمثله، في حين أن تراجع نسب المشاركة قد ينعكس بالضرورة على مخرجات صناديق الاقتراع وشكل المجلس النيابي الذي يطمح إليه الأردنيون.
وحول موعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية، رجّح الرئيس الكلالدة أن تبدأ النتائج بالظهور مع ساعات فجر الأربعاء، بعد توزيع اللجنة الخاصة لتدقيق النتائج على 3 أقاليم في الشمال والوسط والجنوب، وذلك لضمان سرعة العمل، واختصاراً للوقت الذي تحتاجه عمليات نقل محاضر الفرز النهائية من دوائر المملكة كافة إلى مقر اللجنة الخاصة المركزية في عمان لتجميعها وتدقيقها. ويترشح للانتخابات النيابية، بحسب الإحصائية النهائية للقوائم، «294» قائمة، في حين بلغ عدد المترشحين داخل تلك القوائم 1674 مرشحاً، 1314 منهم ذكور، و360 إناث، يتنافسون على ملء 130 مقعداً، موزعة على 23 دائرة انتخابية.
وفيما استقر قانون الانتخاب في ثاني مواسمه الانتخابية للمرة الأولى في البلاد، فقد سمح القانون بالترشح على القائمة النسبية المفتوحة، ضمن حدود الدائرة الانتخابية التي اعتمدت حدود المحافظات، حسب التقسيم الإداري، مع منح مدن الكثافة السكانية في العاصمة والزرقاء وإربد دوائر أكثر، وتحديد 15 مقعداً مخصصة للنساء، من أصل 130 مقعداً للمجلس.
ويحق لنحو 4.68 مليون ناخب، التصويت في الانتخابات النيابية الحالية، وذلك بعد تنقيح الجداول النهائية لأسماء الناخبين وقبول الطعون والاعتراضات عليها.
وبعد جدل واسع حول فرص تغيير موعد الاقتراع، حسمت الهيئة المستقلة للانتخاب مبكراً التزامها بمواقيت الاستحقاقات الدستورية، بعد أن واجهت الهيئة ضغوطاً شعبية طالبتها بتأجيل موعد يوم الاقتراع، فيما سعت الهيئة لتوثيق عملية الاقتراع للناخبين ضمن أعلى معايير الوقاية والحماية الصحية، عبر فيديوهات بثّتها على موقعها الإلكتروني، أكدت فيها عدم السماح للازدحام داخل مراكز الاقتراع، والحرص على التباعد الجسدي، وتأمين لباس طبي وقائي للجان الاقتراع والفرز، واستخدام تكنولوجيا القارئ الآلي منعاً للمس أي أوراق، أو أسطح تنقل العدوى.
وفور انتهاء عمليات اقتراع الناخبين في مناطق المملكة التي ستبدأ في تمام الساعة السابعة صباحاً، اليوم، فمن المتوقع أن تشهد ساعات الاقتراع تمديداً سقفه الزمني لن يتجاوز الساعة التاسعة من مساء اليوم، ليبدأ بعدها تنفيذ خطة الحظر الشامل في البلاد، اعتباراً من الساعة العاشرة مساء، ويستمر حتى صباح الأحد المقبل.
ويأتي القرار الحكومي بتنفيذ الحظر، خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، وقبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات، لمنع التجمعات بعد ظهور النتائج، مثل إقامة بيوت تهنئة للنواب الفائزين، وتحسباً لأي احتجاجات قد تنشأ على خلفية ظهور النتائج، ما يتسبب بارتفاع أرقام المصابين بفيروس كورونا نتيجة الاختلاط والتجمعات الكبيرة.
وأمام الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الهيئة المستقلة للانتخاب داخل أماكن الاقتراع والفرز، وإعلانها عن سلسلة خطوات بدءاً من دخول المقرات حتى الخروج منها، طالبت الهيئة جمهور الناخبين بضبط التجمعات والالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي خارج أماكن التصويت، متحصنة بخطة أمنية ينفذها أكثر من 50 ألف عنصر من كوادر جهاز الأمن العام وقوات الدرك، الذين بدأوا بالانتشار، أمس، تحسباً لأي مظاهر تخالف قرارات الدفاع، ولفرض السيطرة خلال العملية الانتخابية ومنع التجاوزات، وفق بيان صحافي لمدير الأمن العام، اللواء حسين الحواتمة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.