التشكيل المثالي «المحبوب» للدوري الإنجليزي الممتاز

راشفورد يقود لاعبين يحاربون العنصرية ويهتمون بالأعمال الخيرية ونجماً كبيراً ينظّف مراحيض مسجد

من أعلى اليمين: إميليانو مارتينيز... رحيم ستيرلينغ... ماركوس راشفورد... المدير الفني إيما هايز... بوكايو ساكا
من أعلى اليمين: إميليانو مارتينيز... رحيم ستيرلينغ... ماركوس راشفورد... المدير الفني إيما هايز... بوكايو ساكا
TT

التشكيل المثالي «المحبوب» للدوري الإنجليزي الممتاز

من أعلى اليمين: إميليانو مارتينيز... رحيم ستيرلينغ... ماركوس راشفورد... المدير الفني إيما هايز... بوكايو ساكا
من أعلى اليمين: إميليانو مارتينيز... رحيم ستيرلينغ... ماركوس راشفورد... المدير الفني إيما هايز... بوكايو ساكا

لا تمر كرة القدم بفترة جيدة، وتعكس حالة الفوضى التي تسيطر على مجتمعنا ككل. ولكي نغير هذا، ليس لدينا خيار آخر سوى التعامل مع الوضع الحالي، لكن لا ينبغي أن ننسى تقدير من يسهمون في تغيير هذا الوضع السيئ. وفقاً لذلك، نستعرض هنا التشكيلة المثالية لأكثر اللاعبين المحبوبين في الدوري الإنجليزي الممتاز.

حارس المرمى: إميليانو مارتينيز (أستون فيلا)
بالنظر إلى أن الوظيفة الأساسية لحراس المرمى تتمثل في حرمان الجمهور من السعادة عبر منع دخول الكرة إلى الشباك وإحراز الأهداف، فإنه لا يوجد عدد كبير من حراس المرمى المحبوبين. لكننا اخترنا مارتينيز في هذه التشكيلة نظراً لأنه لم يكن موجوداً منذ فترة كافية لإثارة استياء أي شخص، وكذلك بسبب رغبته في الإمساك بأي كرة، مهما كان ذلك صعباً.

الظهير الأيمن: طارق لامبتي (برايتون)
هناك بعض اللاعبين الذين لا يستمدون جاذبيتهم وحب الجمهور لهم من الأداء فقط، ولكن من تعاونهم مع زملائهم داخل الملعب من أجل تحقيق مصلحة الفريق في نهاية المطاف. ويعد طارق لامبتي أحد هؤلاء اللاعبين بالطبع، فرغم أنه كان مغموراً عندما انضم إلى برايتون، فإنه سرعان ما أصبح أحد العناصر الأساسية للفريق، وأضفى حيوية كبيرة على المركز الذي يلعب به بفضل نشاطه الكبير.

قلب الدفاع: تيرون مينغز
(أستون فيلا)
بعيداً عن مستواه الرائع داخل المستطيل الأخضر، فإن مينغر يقوم بتدريب الأطفال ومحاربة العنصرية ومساعدة المشردين. أما داخل الملعب، فيعد مينغر مثالاً رائعاً على اللاعب الذي يمتلك صفات قيادية غير تقليدية تؤهله لبث الحماس في نفوس زملائه.

قلب الدفاع: كيران تيرني
(آرسنال)
رغم أن كل الرياضات تعد تعبيراً عن الذات، فإن كيران تيرني يبذل مجهوداً أكثر من غيره بكثير. ويتميز تيرني بقدرته على التفاعل مع الجماهير بشكل يوحي بالبهجة والسعادة، كما يجعلنا نشعر بالراحة ونحن نراه يتصرف بهذه الطريقة. كما أن تيرني لا يتردد في اللعب في أي مركز من أجل مصلحة الفريق ككل.

الظهير الأيسر: داني روز
(توتنهام)
كان هناك عدد كبير من اللاعبين المرشحين للانضمام لهذه القائمة في هذا المركز، لكننا اخترنا داني روز في نهاية المطاف نظراً لأنه لا يتصف بالأنانية، ومن الممكن أن يتحمل الألم من أجل أن يشعر الآخرون بالسعادة.
خط الوسط: حمزة تشودري
(ليستر سيتي)
يعد حمزة تشودري عنصراً نادراً في كرة القدم الإنجليزية - التي لا تزال تكافح من أجل الترحيب بالاختلاف - نظراً لأنه لاعب بريطاني مسلم من أصول آسيوية. ورغم ذلك، يفتخر تشودري بهويته بكل حب واعتزاز، أما داخل الملعب فيتميز بالقوة البدنية والاندفاعات الشديدة. ويقاتل تشودري داخل المستطيل الأخضر لكي يثبت أنه يستحق القميص الذي يرتديه.

خط الوسط: بوكايو ساكا
(آرسنال)
يتميز بوكايو ساكا بقدرته على اللعب في أكثر من مركز داخل الملعب، وهو ما يجعله خياراً مثالياً للمدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا. ويجب أن نعرف أن ساكا ليس لاعباً فذاً في كرة القدم فحسب، لكنه يجيد أيضاً لعب كرة السلة، ومتفوق في دراسته. وعلاوة على ذلك، لا تفارق الابتسامة وجهه. ويشعر لاعبو كرة القدم بكثير من الحزن من الأشخاص الذين ينسون أنهم - كما الحال مع معظمنا - كانوا حمقى تماماً في شبابهم، حتى دون أن يكون لديهم كثير من العوامل المساعدة لذلك والتي تصاحب لاعبي كرة القدم، مثل الموهبة والمال والتملق. لكن ساكا يتعامل مع هذه الأمور بذكاء لا يقل عن الذكاء الكبير الذي يظهره داخل الملعب، بحماسه ورباطة جأشه. إنه عاشق لكرة القدم، ونحن نعشقه لذلك.

خط الوسط: خوان ماتا
(مانشستر يونايتد)
يتميز خوان ماتا بأنه شخص لطيف وساحر، للدرجة التي تجعله يبدو مثل البطل الخارق في برنامج تلفزيوني للأطفال يتجول بطريق الخطأ في لعبة للكبار ليجد أنه يفهمها بشكل أفضل منهم جميعاً! إنه يتسم بالمهارة والذكاء الكروي الحاد والرصانة، وهي الصفات التي تجعله محبوباً من الجميع. وإذا لم يكن كل هذا كافياً، فإن مبادرته الخيرية، التي تحمل اسم «الهدف المشترك»، تجعله يحظى بحب واحترام العالم.

الجناح الأيمن: رحيم ستيرلنغ (مانشستر سيتي)
أولاً، قرر رحيم ستيرلينغ أن هناك شخصاً واحداً فقط لديه السلطة لتحديد المكان الذي سيلعب به - وهو ستيرلينغ نفسه - وهو الأمر الذي يجعله يتحرك وفقاً لمشاعره الخاصة، على الرغم من آراء غيره. وعلاوة على ذلك، فإنه يتحدث علانية عن العنصرية بكل جمال وقوة عندما يرى أن الوقت مناسب لذلك. أما داخل الملعب، فإنه لا يتوقف عن إبهارنا دائماً بمهاراته وسرعته وأهدافه الاستثنائية. والآن، يعتزم ستيرلينغ إعادة توظيف هذا النجاح لصالح الآخرين، من خلال إطلاق مؤسسة لمساعدة الأطفال. في الحقيقة، يعد ستيرلينغ أحد أهم اللاعبين في هذا الجيل، أو في كل الأجيال على الإطلاق.

قلب الهجوم: ماركوس راشفورد (مانشستر يونايتد، قائد الفريق)
في الحقيقة، لا توجد كلمات مناسبة لوصف نجم مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد. فداخل الملعب، يلعب اللاعب الشاب بكل انضباط وقوة وذكاء وسرعة، للدرجة التي تجعلك تشعر بأنه يملك كل المقومات التي تجعله لاعباً من الطراز العالمي. لكنه خارج الملعب أفضل من ذلك بكثير، حيث قام ببراعة بتلخيص الخطاب السياسي بأكمله في سؤال واحد: هل نحن سعداء بجوع أطفالنا؟ لقد قاوم كل الضغوط ورفض كل الإغراءات، وتعامل مع الأمور بكل نزاهة وخبرة وتركيز. لقد لخص راشفورد كل هذا من خلال قيادة مانشستر يونايتد للفوز على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء الماضي، ثم محاسبة الحكومة صباح اليوم التالي عندما أكد أن مجهوده لنصرة الأطفال ليس «حملة بل حركة». من المؤكد أننا سنشعر بفخر كبير لو كان لنا صديق مثل راشفورد، لكننا نشعر أنه صديق لنا جميعاً، ونحن فخورون به وبما يبذله.

الجناح الأيسر: ساديو ماني
(ليفربول)
يمكن وصف النجم السنغالي ساديو ماني بأنه «القاتل اللطيف»، نظراً لأنه يقتل المنافسين داخل الملعب بمجهوده الوفير وأهدافه الحاسمة، لكنه في الوقت نفسه شخص لطيف ومهذب للغاية. وعندما كان ماني صغيراً في السن، هرب من منزل عائلته ليحقق حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم. وعندما أصبح لاعباً شهيراً، عاد إلى منزله ليساعد الآخرين في تحقيق أحلامهم. لقد بنى مدرسة، ويعمل الآن على بناء مستشفى، ويرسل أموالاً إلى كل أسرة في قريته في شهر رمضان من كل عام. وعلاوة على ذلك، قام النجم السنغالي بتنظيف المراحيض في مسجد توكستث. وإذا لم يكن ماني رجلاً محبوباً، فمن يكون محبوباً إذن؟

الاحتياطي
باتريك فان أنهولت (كريستال بالاس)؛ هيكتور بيليرين (آرسنال)؛ بن مي (بيرنلي)؛ آلان سانت ماكسيمين (نيوكاسل يونايتد)؛ أداما تراوري (وولفرهامبتون واندررز)؛ سون هيونغ مين (توتنهام هوتسبير)؛ دومينيك كالفيرت لوين (إيفرتون).

المدير الفني: إيما هايز
(فريق تشيلسي للسيدات)
لقد انتهكنا قواعدنا الخاصة هنا، لكن بعد فحص قائمة المديرين الفنيين لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز عدة مرات، قررنا اختيار إيما هايز لتقود هذه التشكيلة من اللاعبين المحبوبين، بفضل حكمتها وشخصيتها الجذابة. ومن المؤكد أن اللاعبين الذين تم اختيارهم في هذه القائمة سيكونون سعداء للغاية باللعب تحت قيادتها.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».