هل من العبث الاستمرار في المنافسات الأوروبية مع تفشٍ جديد لـ«كورونا»؟

رئيس «يويفا» أكد أنه وضع قواعد صحية صارمة حتى لا يصاب اللاعبون لكن بعضهم ينتقده لتجاهله الوباء

رئيس «يويفا» ألكسندر سيفرين يرى أن أي توقف جديد لكرة القدم سيفلس الأندية (أ.ب)
رئيس «يويفا» ألكسندر سيفرين يرى أن أي توقف جديد لكرة القدم سيفلس الأندية (أ.ب)
TT

هل من العبث الاستمرار في المنافسات الأوروبية مع تفشٍ جديد لـ«كورونا»؟

رئيس «يويفا» ألكسندر سيفرين يرى أن أي توقف جديد لكرة القدم سيفلس الأندية (أ.ب)
رئيس «يويفا» ألكسندر سيفرين يرى أن أي توقف جديد لكرة القدم سيفلس الأندية (أ.ب)

هناك جدل حول من الشرير الحقيقي في فيلم الإثارة والرعب الأميركي «الفك المفترس»؟ هل هو القرش الذي يسبح في المياه قبالة منتجع «أميتي» ليلتهم ضحاياه؟ أم لاري فون، عمدة المدينة الذي يرفض إغلاق الشواطئ المحلية على الرغم من تنبيهه بوجود قرش مفترس؟! بعد إحدى المناقشات من هذا القبيل في حلقة بأحد البرامج الأميركية، شعر أحد المستمعين بأنه مضطر للاتصال بكاتب سيناريو الفيلم، كارل غوتليب، الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، والذي علق على الأمر قائلاً إنه لا يمكنه إلقاء اللوم بالكامل على القرش المفترس أو على عمدة المدينة.
وقال غوتليب: «حسناً، من الواضح أن القرش هو الشرير الأساسي، نظراً لأنه هو من يأكل الناس بالفعل. لكن عمدة المدينة شرير أيضاً لأنه بفشله في اتخاذ الإجراء المناسب عرض حياة مزيد من الناس للخطر، وهو ما أدى إلى مقتل مزيد من الأشخاص». وأشار غوتليب إلى أن العمدة فون لم يكن يستحق قدراً كبيراً من الازدراء، لأنه كان يحاول على الأقل خدمة الصالح العام في مواجهة «الاضطراب الذي لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق».
في الحقيقة، يمكننا أن نقول الشيء نفسه عن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر سيفرين، وأعضاء لجنته التنفيذية، الذين تحركوا بسرعة تستحق التقدير والإشادة وقرروا تأجيل بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، بعد قرار كثير من البطولات الأوروبية الكبرى بتأجيل مواسمها في شهر مارس (آذار)، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وعلى الرغم من استئناف دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لاحقاً في نسختين مصغرتين عن طريق إقامة الأدوار الإقصائية من مباراة واحدة ودون جماهير، فإن التكلفة، التي تحملها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في صورة الخصومات المالية التي مُنحت لجهات البث التلفزيونية التي لم تتمكن من إذاعة عدد المباريات التي اتفقت عليها وقت توقيع عقود البث، تجاوزت 500 مليون جنيه إسترليني.
وبالتالي، لم يكن من الغريب أنه في ظل استمرار تفشي الفيروس في جميع أنحاء أوروبا وتصاعد معدلات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء القارة بمعدل أكبر من أي وقت مضى، لم يكن هناك حتى الآن أي اقتراح بتأجيل أو إلغاء دوري أبطال أوروبا، تلك البطولة التي تحقق عائدات مالية تصل إلى أربعة مليارات جنيه إسترليني سنوياً.
والخميس الماضي، أعلنت إنجلترا أنها ستدخل فيما يشبه الإغلاق الثاني، لتسير على خطى كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا واليونان. كما تم الإعلان عن اتخاذ إجراءات متزايدة في إسبانيا وإيطاليا، ومن شبه المؤكد أن دولاً أخرى ستسير على نفس الطريق.
وتمثل هذه الدول السبع 21 نادياً من الأندية الـ32 التي تلعب في النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، كما أنها ممثلة بشكل جيد للغاية في بطولة الدوري الأوروبي. وبينما يُلعب الآن دور المجموعات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، فإن البطولتين تفتخران بأنهما تضمان أندية من 40 دولة مختلفة عبر طول وعرض القارة العجوز، التي تعاني حالياً من وباء قاتل وشديد العدوى لم يظهر أي علامة على التراجع.
وفي القرون المقبلة (إذا وصلت البشرية إلى هذا الحد من الأساس)، لن يكون لدى طلاب التاريخ نقص في دراسات الحالة التفصيلية التي توضح عدم كفاءة المسؤولين في التعامل مع هذا الوباء، وسيكون خير مثال على ذلك هو إصرار المسؤولين عن كرة القدم الأوروبية على مواصلة إقامة دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، بشكل يتطلب سفر 30 أو 40 نادياً من أندية النخبة لكرة القدم عبر أنحاء القارة، لا لشيء إلا لتحقيق العائدات والمكاسب المالية. ومن المؤكد أن الأجيال القادمة ستتساءل عما كنا نقوم به وتقول: كيف كانوا يفكرون بحق الجحيم؟
وحتى في أفضل الأوقات، يمكن التنبؤ بهوية الأندية التي تتأهل من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حيث دائماً تتأهل الأندية الأغنى للأدوار الإقصائية، بصرف النظر عن الاستثناءات الغريبة والملحوظة للجميع. وتُلعب مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم خلف أبواب مغلقة وتواصل فعالياتها رغم تفشي الوباء من أجل الأموال فقط، وهو ما يجعل الأمر برمته غارقاً في حالة من العبث والضباب وعدم اليقين!
إننا جميعاً على دراية بتلك «الليالي الأوروبية الاستثنائية على ملعب آنفيلد»، لكن دعونا نرى مدى روعة تلك الليالي عندما يتأهل ليفربول بالفعل لمراحل خروج المغلوب من البطولة هذا العام قبل خوضه مباراتين على الأقل من مباريات مجموعته، وسيستضيف أياكس في مباراة تحصيل حاصل لا أهمية لها بالنسبة للريدز في اليوم الأول من الشهر المقبل!
لكن في نهاية الموسم، سيتم تتويج الفريق الفائز باللقب وسط حد أدنى من الصخب والضجيج، وسيتم توزيع العائدات المالية للبطولة على الأندية، وسيتم ملء دفاتر الأرقام القياسية، وسيحقق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أرباحاً ضخمة أخرى! في الحقيقة، لم يسبق أن كانت كرة القدم بهذا الشكل المحبط والكئيب الذي لا يفكر في شيء سوى في الأمور المالية على حساب أي شيء آخر!
وربما يحتاج المسؤولون إلى أن يموت لاعب رفيع المستوى بعد إصابته بفيروس كورونا - ونأمل ألا يحدث ذلك - لكن الوباء أسهم بالفعل في قدر كبير من الاضطرابات في بداية الموسم الحالي. وخلال فترة الراحة الدولية الأخيرة، عندما تم إخراج اللاعبين من فقاعات أنديتهم والانضمام إلى زملائهم الدوليين وسافروا عبر حدود متعددة في غضون 10 أيام قبل العودة إلى مبارياتهم المحلية، أصيب عدد كبير من اللاعبين بالفيروس.
وخلال الأسبوع الماضي، اضطر لاتسيو للسفر إلى بروكسل بعدد محدود للغاية من اللاعبين، الذين تم وضعهم لاحقاً في الحجر الصحي قبل مباراة الفريق في نهاية الأسبوع أمام تورينو. وحتى لو تمكن الفريق الإيطالي من الدفع بعدد من اللاعبين غير المصابين في المباراة، فكان يتعين عليه أن يسافر الأربعاء إلى سانت بطرسبرغ، التي شهدت تسجيل أكثر من 18 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا يوم السبت من الأسبوع الماضي! وبالتالي، يبدو الأمر غير مسؤول وغير منطقي بالمرة!
ويدافع الاتحاد الأوروبي عن خططه بأنه يتبع قواعد صارمة من أجل تفادي إصابة أي لاعب، وإنه أجرى 61859 اختباراً للكشف عن فيروس كورونا منذ أغسطس (آب) الماضي، ما سمح بإقامة أكثر من 500 مباراة أوروبية ليجعل كرة القدم واحدة من أكثر البيئات أماناً في العالم.
وقال «يويفا» الذي انتقدته بعض وسائل الإعلام بسبب الضغط الذي مارسه لإقامة مباريات دولية في خضم الجائحة، إن 340 فقط من هذه الاختبارات جاءت إيجابية بنسبة 0.55 في المائة من إجمالي الاختبارات، كما ألغيت 3 في المائة فقط من المباريات.
وقال سيفرين: «البروتوكول الذي وضعناه أثبت نجاحه ويضمن سلامة جميع المشاركين حتى في هذه الأوقات العصيبة، حيث ترتفع معدلات الإصابة بالوباء في جميع أنحاء القارة. هذا يمنحنا الثقة في إقامة مسابقاتنا كما خططنا». ووصف الاتحاد الأوروبي هذه الجهود بأنها ثمرة تعاون هائل بين دول القارة بأكملها.
وأضاف أنه منذ أغسطس، أقام «يويفا» مباريات في ثماني مسابقات هي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ودوري الأبطال للسيدات ودوري الشباب ودوري الأمم وملحق تصفيات بطولة أوروبا وتصفيات تحت 21 عاماً وتصفيات بطولة أوروبا للسيدات، وأن ذلك حال دون إفلاس أندية واتحادات عديدة.
لقد قال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في سبتمبر (أيلول) الماضي: «منذ ستة أشهر، كان يتم إغلاق كل شيء، والآن عدنا يا أصدقائي. لا يمكننا أن نقول إن كل شيء بات طبيعياً، وإن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قريباً». في الحقيقة، تذكرنا تصريحات سيفرين بتعليقات العمدة فون لمواطنيه في فيلم «الفك المفترس»، عندما قال: «إنه يوم جميل، والشواطئ مفتوحة والناس يقضون وقتاً رائعاً». لكن تصريحات العمدة فون كانت مضللة للغاية، وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على تصريحات سيفرين نفسه!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.