بدء الصمت الانتخابي... والأردنيون يختارون برلمانهم غداً

مخاوف من انخفاض المشاركة بسبب «كورونا»

تجهيز صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس التشريعي في الأردن الثلاثاء (رويترز)
تجهيز صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس التشريعي في الأردن الثلاثاء (رويترز)
TT
20

بدء الصمت الانتخابي... والأردنيون يختارون برلمانهم غداً

تجهيز صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس التشريعي في الأردن الثلاثاء (رويترز)
تجهيز صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس التشريعي في الأردن الثلاثاء (رويترز)

أكدت الهيئة المستقلة للانتخابات بدء فترة الصمت الانتخابي من صباح الاثنين، لتتوقف بذلك كل عمليات الدعاية الانتخابية، تمهيدا لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، الثلاثاء.
ويتوجه الأردنيون إلى صناديق الاقتراع، غدا، لاختيار أعضاء مجلس النواب التاسع عشر، بعد إحباط مطالب بتغيير موعد الانتخابات بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في البلاد، ومخاوف من تدني نسب المشاركة أمام ارتفاع أرقام الإصابات اليومية، التي شهدت ارتفاعا حادا خلال الشهر الأخير.
وفيما أكدت الحكومة الأردنية التزامها بمواقيت الاستحقاقات الدستورية، واجهت الهيئة المستقلة للانتخاب ضغوطا شعبية طالبتها بتغيير موعد يوم الاقتراع، فيما سعت الهيئة لتوثيق عملية الاقتراع للناخبين ضمن أعلى معايير الوقاية والحماية الصحية، عبر فيديوهات بثتها على موقعها الإلكتروني، أكدت فيها عدم السماح بالازدحام داخل مراكز الاقتراع والحرص على التباعد الجسدي، مع تأمين لباس طبي وقائي للجان الاقتراع والفرز، واستخدام تكنولوجيا القارئ الآلي منعا للمس أي أوراق أو أسطح تنقل العدوى.
وفيما تنتهي عملية الاقتراع في مراكز الاقتراع في مختلف مناطق المملكة التي من المتوقع أن تشهد تمديدا سقفه الزمني لا يتجاوز الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء، أعلنت الحكومة الأردنية بدء تنفيذ حظر شامل في البلاد من الساعة العاشرة من مساء نفس اليوم، يستمر حتى صباح الأحد المقبل.
ويأتي القرار الحكومي بتنفيذ الحظر خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، بعد ظهور نتائج الانتخابات، بحسب وزراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، لمنع التجمعات بعد ظهور النتائج، وتحسبا من إقامة بيوت تهنئة للنواب الفائزين، ومنعا لأي احتجاجات قد تنشأ على خلفية ظهور النتائج، ما يتسبب بارتفاع أرقام المصابين بفيروس كورونا نتيجة الاختلاط والتجمعات الكبيرة.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخاب، قد منعت استخدام المقار الانتخابية، «منعاً باتاً»، في تعديل للتعليمات التنفيذية الخاصةً بقواعد حملات الدعاية الانتخابية التي كانت تتيح ذلك بشروط محددة، في وقت احالت فيه نحو 30 مرشحاً إلى السلطات المختصة، لارتكاب مخالفات تتعلق بالمقار الانتخابية وعدم الالتزام بشروط السلامة العامة وأوامر الدفاع.
ويقاوم المرشحون للانتخابات النيابية المقبلة تحديات تفشي وباء فيروس كورونا، عبر حملات دعائية إلكترونية، في حين افتتحت قائمة «معا» المحسوبة على تيار الدولة المدنية، أول مقر انتخابي افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تكثف قائمة الإصلاح المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، حملاتها الانتخابية على منصاتها الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
وتغيب المظاهر الانتخابية في موسمها الحالي بسبب التفشي المجتمعي لوباء كورونا، أمام فتور شعبي قد يتسبب بانخفاض نسب المشاركة، وإحجام نخب تقليدية في المشاركة أو دعم مرشحين، في حين أخفق مرشحون في ابتكار أساليب دعاية انتخابية، ما سمح بتعزيز انتشار ظاهرة «المال الأسود» لشراء أصوات ناخبين، الأمر الذي دفع الهيئة المستقلة للانتخاب إلى تحريك عدد من القضايا بعد تثبيت عدد من الوقائع بالصوت والصورة.
ويغيب التحليل السياسي عن الدوائر الانتخابية؛ باستثناء أجواء المنافسة التي تشهدها الدائرة الثالثة في عمان، حيث يتسابق لنيل حصة من مقاعدها كتلة الإصلاح وقائمة «معا»، وقوائم محسوبة على الأحزاب اليسارية والقومية (القائمة التقدمية)، في الوقت الذي ينافس هؤلاء جميعا، قوائم مدعومة من رجال أعمال ساهمت في انتشار مظاهر «المال الأسود» في الدائرة التي كانت تسمى بدائرة «الحيتان».
وكشف استطلاع رأي أخير، أن «46.5 في المائة من الأردنيين لن يشاركوا» في التصويت، مقابل 33.7 في المائة من الذين يحق لهم الاقتراع، فيما قال 19.8 في المائة أنهم لم يتخذوا قراراً بعد، وقال 53 في المائة من الأردنيين، إن جائحة كورونا ستؤثر على نسبة المشاركة «بشكل كبير».
وتضاعفت أرقام الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال الأسابيع الماضية، ليتجاوز حاجز الوفيات، حتى الأمس، سقف 1187 وفاة، فيما تخطى عدد الإصابات بالفيروس 104802 حالة منذ بدء الجائحة وتسجيل أول إصابة في مطلع مارس (آذار) المقبل.
ويترشح للانتخابات النيابية المقررة في العاشر من الشهر الجاري، بحسب العدد النهائي للقوائم 294 قائمة، تضم 1674 مرشحا، منهم 1314 ذكور، و360 إناث، فيما يبلغ عدد الناخبين الأردنيين وفق جداول الأسماء النهائية، نحو 4.68 مليون ناخب، موزعين على 23 دائرة انتخابية في المملكة.
وتجرى الانتخابات النيابية المقبلة حسب القانون الذي أقره مجلس النواب السابق مطلع العام 2016، والذي انقلبت فيه حكومة عبد الله النسور على قانون الصوت الواحد الذي جرت بموجبه الانتخابات النيابية منذ العام 1993 وحتى العام 2013. ونص القانون الجديد على الترشح على القائمة النسبية المفتوحة، عن الدائرة الانتخابية التي اعتمدت حدود المحافظات حسب التقسيم الإداري، مع منح مدن الكثافة السكانية، في العاصمة والزرقاء وإربد، دوائر أكثر، وتحديد 15 مقعدا مخصصة للنساء، من أصل 130 مقعدا للمجلس.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.