هل سينجح بايدن في تغيير دبلوماسية ترمب؟

دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ب)
دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ب)
TT

هل سينجح بايدن في تغيير دبلوماسية ترمب؟

دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ب)
دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ب)

وعد جو بايدن الذي أُعلِن فوزه، اليوم (السبت)، في السباق إلى البيت الأبيض، باستعادة الريادة الأميركية وتجميع الحلفاء الديمقراطيين للولايات المتحدة، لكن يجب أن تتعامل سياسته الخارجية مع العالم المضطرب الموروث عن حقبة دونالد ترمب ولا يمكنه ببساطة العودة إلى الوراء، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب نائب الرئيس السابق بداية العام في مجلة «فورين أفيرز» أن «مصداقية الولايات المتحدة وتأثيرها في العالم تراجعاً منذ غادرت أنا والرئيس باراك أوباما السلطة»، ووعد بالحرص على أن «تقود أميركا العالم من جديد»، وستكون القطيعة مع دونالد ترمب حادة في عدة ملفات.
ويرغب جو بايدن في أن يقوم منذ أول أيام ولايته في يناير (كانون الثاني) 2021 بالانضمام مجدداً إلى اتفاق باريس حول المناخ الذي انسحب منه الرئيس الجمهوري، ويعيد العلاقات مع منظمة الصحة العالمية التي جرى التخلي عنها في خضم جائحة كوفيد - 19.
واقترح أن ينظم خلال أول عام له في البيت الأبيض «قمة للديمقراطيات» لتحسين صورة الولايات المتحدة وإعادة تأكيد التزامها بالتعددية القطبية التي تعرضت للتشكيك طيلة أربعة أعوام، وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الغربيين التي أضرت بها الدبلوماسية الترمبيّة.
وتعتبر سيلينا بيلين من «معهد بروكينغز» للأبحاث أنه «ثمة تهديد» بأن يرى بايدن العالم على النحو الذي تركه عند مغادرته منصبه وليس كما يبدو اليوم، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى الوضع العادي»، وأضافت: «لكن العالم تغيّر وغيّر ترمب قواعد اللعب في كثير من المواضيع».
من جهتها، قالت كاترينا موليغان من مركز «أميريكان بروغريس» القريب من الديمقراطيين: «بصفة عامة، لا أظن أن سياسة بايدن الخارجية ستكون نسخة معادة من السياسة الخارجية خلال حقبة أوباما».
وتابعت أنه «يجب خلال هذه الولاية الرئاسية التعامل مع صعود السلطوية وحقيقة أن الديمقراطية لم تعد تتمدد في العالم».
وأوضح وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمونت بون أنه على القارة العجوز عدم توقع أن «يكون الوضع مثلما كان قبل انتخاب الرئيس ترمب».
وأضاف أمام صحافيين في واشنطن: «أظن أن بعض توجهات رئاسة ترمب الضغط على الاتحاد الأوروبي في موضوع جهود الدفاع والموقف الصارم حول التجارة والمواجهة مع الصين ستتواصل بطريقة أو بأخرى».
بعيدا عن الأسلوبين المتناقضين والتكتيكات المختلفة، لا وجود لفروقات بين دونالد ترمب وجو بايدن حول مواضيع مهمة.
أراد الأول، الوافد الجديد على عالم السياسة «وضع حد للحروب بلا نهاية»، وبدأ في سحب الجنود الأميركيين من سوريا والعراق وأفغانستان.
أما الثاني فقد عمل سيناتوراً لمدة 36 عاماً، وله حصيلة ثقيلة. ومن أبرز محطاتها التصويت لصالح غزو العراق عام 2003 لكنه أقر بـ«الخطأ» في هذا الموضوع وصار مقتنعاً بأن الرأي العام ملّ من التدخلات العسكرية.
لذلك من المستبعد أن يرسل الديمقراطي قوات كبيرة إلى أفغانستان، وهو يفضل الاعتماد على مهمات مكافحة إرهاب تنفذها القوات الخاصة.
بايدن الذي ينتمي إلى الطبقة الحاكمة التي تحمل آمالا منذ وقت طويل بأن تتحول الصين إلى الديمقراطية بفضل انفتاحها الاقتصادي، قام بمراجعات أيضاً حول هذا الموضوع المهم في وقت تبدو واشنطن وبكين على شفير حرب باردة جديدة.
وصار الديمقراطي يكرر أن «على الولايات المتحدة أن تكون صارمة مع الصين»، لكن قد يكون ذلك نابعاً من رغبة في درء نقد دونالد ترمب الذي اتهمه بأنه «ضعيف» ويمكن التلاعب به بسهولة.
ويقدّر بيل بورنس الذي يرأس «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي» أن إدارة هذا التنافس الاستراتيجي ستحدد «نجاح أو فشل السياسة الخارجية الأميركية»، واعتبر أن إدارة بايدن ستركز أكثر على إنشاء شبكة تحالفات في آسيا.
ويبقى الأمر معلقاً لمعرفة إن كان جو بايدن سيعتمد على هوامش المناورة التي شكّلها الرئيس السابق في ملفات الصين والتجارة والنووي الإيراني وكوريا الشمالية.
وتتساءل سيلينا بيلين في هذا الصدد إن كان «على غرار ترمب سيفسخ ما حققه سلفه لبدء كل شيء من الصفر؟ لكن حينها (هناك تهديد بأن يجد حلفاءه مرهقين)».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.