جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة والأكبر في تاريخها

فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية ليصبح الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأميركية بعد سباق استمر عدة أيام وضبابية وتنافس قوي عبر ساحات الولايات المتأرجحة.
وبحلول الحادية عشرة والنصف صباحاً بتوقيت واشنطن صباح السبت أعلنت السلطات في ولاية بنسلفانيا الانتهاء من فرز الأصوات وتقدم جو بايدن بأكثر من 30 ألف صوت، بعد أن أبلغت مدينة فيلادلفيا عن 3000 بطاقة اقتراع. فاز بايدن بنسبة 85 في المائة من هذا العدد. وسيكون بايدن، الذي سيبلغ من العمر 78 عاماً في وقت لاحق من هذا الشهر، أكبر رئيس سناً يؤدي اليمين الدستورية في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومن المتوقع صدور المزيد من النتائج في فرز الأصوات في أريزونا ونيفادا وجورجيا رغم الدعاوى القضائية التي رفعها محامو ترمب لكن بايدن يحتل الصدارة. وقد تعهد بايدن بتوحيد الولايات المتحدة بعد سنوات شهدت العديد من تأجيج العنف والاستقطاب.
يتوج فوز بايدن بعودة دراماتيكية لمرشح بدا أن حملته الانتخابية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي محكوم عليها بالفشل. وقد انتهي بايدن في المركز الرابع المخيب للآمال في المؤتمرات الحزبية لولاية أيوا، والخامس في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، والثاني في نيفادا، خلف السيناتور بيرني ساندرز لكن بايدن استطاع حصد التأييد له حينما حصل على 49 في المائة من الأصوات للفوز بالانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا بفضل دعمه بين الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي.
وقد أعاد بايدن تشكيل قيادات حملته في مواجهة الرئيس الحالي دونالد ترمب الذي جمع أكثر من مليار دولار من أجل حملته الانتخابية، وجذب بايدن أموال المانحين الديمقراطيين الغاضبين من طريقة تعامل ترمب مع الرئاسة، واستطاع حصد مبالغ قياسية من الأموال. وبقراره اختيار السيناتور كامالا هاريس (ديمقراطية عن كاليفورنيا) - أول امرأة وأول شخص ملون سيتولى منصب نائب الرئيس - إلى مضاعفة حماس المانحين لحملة بايدن.
ويوم الثلاثاء الماضي الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) استطاع بايدن حصد رقم قياسي من أصوات الناخبين تجاوز 72 في المائة، وهو ما يعد رقماً لم يحصل عليه أي مرشح رئاسي آخر في تاريخ الولايات المتحدة.
وسيتولى بايدن منصبه في العشرين من يناير مع مجموعة من الأزمات، حيث يتعين على بايدن معالجة جائحة وباء كورونا في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا ويشعر الأميركيون بتزايد اللامبالاة.
ويجب عليه إعادة بناء اقتصاد أغلقته عمليات الإغلاق بسبب الوباء، وسيحتاج إلى إعادة بناء علاقات أميركا مع الحلفاء المقربين والهيئات الدولية. وربما كان الأمر الأكثر صعوبة هو أن يعالج أمة منقسمة بشدة بسبب الحزبية والعداء العرقي والحروب الثقافية المستمرة التي يذكيها النفوذ المحلي والأجنبي.
سيضطر على الأرجح إلى العمل مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على عكس أوباما الذي كان قادراً على العمل مع الكونغرس وهو بالكامل في أيدي الديمقراطيين.
هزيمة ترمب ستضع رئاسته في صفوف أولئك الذين لم يفزوا بولاية ثانية في المنصب. لكن من غير المرجح أن يسير على خطى الرؤساء المخلوعين مؤخراً مثل جورج إتش. بوش وجيمي كارتر وجيرالد فورد، الذين تقاعدوا من السياسة ليصبحوا رجال دولة أكبر سناً يستفيدون من الصالح العام. بدلاً من ذلك، من المرجح أن يكون ترمب معلقاً غزير الإنتاج عبر «تويتر»، ومشاركاً نشطاً في تشكيل الجيل القادم من الحزب الجمهوري الذي صاغه في عباءته الشخصية.