موقع إسرائيلي يكشف كيف تمكنت فتاة من توريط قيادي في حزب الله

مصادر في تل أبيب تقول إن خالد مشعل قد يستقر في تركيا

موقع إسرائيلي يكشف كيف تمكنت فتاة من توريط قيادي في حزب الله
TT

موقع إسرائيلي يكشف كيف تمكنت فتاة من توريط قيادي في حزب الله

موقع إسرائيلي يكشف كيف تمكنت فتاة من توريط قيادي في حزب الله

كشف موقع إخباري في تل أبيب تفاصيل جديدة عن الاختراق الأمني الذي حدث في صفوف حزب الله مؤخرا، والذي تحدث عنه نائب الأمين العام نعيم قاسم بعد اعتقال القيادي في الحزب محمد شواربة (42 عاما) في الشهر الماضي. وجاء في التفاصيل أن فتاة عملت لصالح شواربة في أوروبا، وأصبحت في وقت لاحق زوجته، كانت تعمل لصالح جهاز مخابرات يعتقد بأنه «الموساد» الإسرائيلي، وأنها هي التي استطاعت توريط شواربة والحصول على معلومات خطيرة عن حزب الله، ثم اختفت عن الأنظار منذ الكشف عن ارتباطها بهذا القيادي، ولم يستطع رجال حزب الله في أوروبا ولا المخابرات الإيرانية التوصل لطرف خيط بسيط يقود لهذه الفتاة.
وقال موقع «دبكا» الإسرائيلي، استنادا إلى مصادر استخبارية، إن محمد شواربة الذي كان نائب قائد وحدة 910 في حزب الله ومسؤولا عن الأمن الشخصي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عمل منذ عام 2000 رئيسا لشركات وهمية تابعة لحزب الله في إيطاليا وإسبانيا، وقام بتأمين السلاح والأموال لصالح هذه الشركات في العواصم الأوروبية، واستعان بفتيات صغيرات السن للدخول إلى هذه العواصم، ومن بين هؤلاء السيدات الفتاة التي أصبحت في وقت لاحق زوجته. وفي نهاية سنة 2005 وقع شواربة في حب هذه الفتاة، قبل أن يقرر الزواج منها عام 2007. لكنه أبقى الخبر سرا، ولم يبلغ حزب الله بهذا الارتباط. ومن خلال هذه العلاقة بدأت هذه «الزوجة» في معرفة الكثير من التفاصيل عن حزب الله، ومن ضمنها الكشف عن الوحدة الأكثر سرية في الحزب: «وحدة الحرب الإلكترونية»، ومعلومات عن الشخص المركزي في هذه الوحدة حسن اللقيس، والذي تم اغتياله في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 في بيروت أمام منزله، وقد حمل حزب الله المسؤولية في حينها لإسرائيل.
وأضاف الموقع أنه بعد الكشف عن زواج محمد شواربة من قبل حزب الله في بيروت، وعملية اعتقاله والكشف عن ارتباطه، قام حزب الله بإرسال عناصره للبحث عن الزوجة بمساعدة عناصر مخابرات إيرانية، ولكنها اختفت تماما، ولم تترك أي أثر يقود إليها. وبقيت شخصيتها مجهولة، وكذلك الجهة التي كانت تعمل لصالحها، والتي قدمت لها معلومات خطيرة عن قيادة حزب الله ونشاطاته المختلفة.
من جهة ثانية، ورغم النفي الصادر عن حركة حماس وعن أوساط قطرية، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تصر على أن هناك قرارا بإبعاد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، من الدوحة. كما حددت جهات إسرائيلية بأنه سينتقل إلى تركيا، رغم أن جهات أخرى أعلنت أنه لن يكون من السهل على أنقرة استضافته، وأنه قد يستقر في نهاية المطاف في إيران.
ورغم الارتياح الذي يسود إسرائيل تجاه قطر، فإن تل أبيب تواصل مراقبة تحركات حماس عن كثب، ولا سيما أن قيادة حماس بدأت تغازل إيران من جديد في الآونة الأخيرة. ويصل «عدم الارتياح» هذا، حسب بعض المراقبين، إلى درجة القلق من انتقال مشعل إلى طهران، لأن ثمن هذا الانتقال سيكون دفع حماس إلى الحرب مع إسرائيل، ولذلك فإن تل أبيب تفضل أن يتوجه إلى تركيا، لأنها تستطيع أن تملأ الفراغ الذي خلّفته قطر، كحاضنة للقيادة السياسية للحركة، مع محاذير تفرضها علاقاتها مع أوروبا.



تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
TT

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)

يشتكي غالبية مزارعي الحبوب في اليمن من تراجع إنتاجهم سنوياً بسبب تقلبات المناخ وتغير مواسم الأمطار وما تسببه غزارتها غير المتوقعة من جرف للتربة وتخريب للأراضي، وهو ما يتسبب لاحقاً في الإضرار بأمنهم الغذائي خلال الأشهر المقبلة التي تدخل فيها البلاد حالة من الجفاف الموسمي.

وينتهي، منتصف الخريف، موسم زراعة الحبوب في غالبية أنحاء اليمن، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وانقطاع الأمطار الموسمية ودخول البلاد في حالة من الجفاف، ويبدأ المزارعون حصر إنتاجهم من الحبوب وتخزينها للاستهلاك، كما يتم تخزين الزرع كأعلاف للمواشي التي تعاني من جفاف المراعي وشح الحشائش والأعشاب التي تتغذى عليها.

وبقدر ما يشعر المزارعون بالفرح خلال فترة جمع محصول موسم زراعة الحبوب، التي تشهد احتفاليات متوارثة تتعدد فيها الأغاني والأهازيج، يخالطهم شعور بالحزن بسبب اضطرارهم لانتظار موسم الأمطار المقبل لأشهر طويلة، وأملهم بهطول أمطار شتوية تساعدهم في زراعة أنواع أخرى من الحبوب.

امرأتان يمنيتان في محافظة تعز تنقلان العلف لتخزينه كغذاء للمواشي بعد انتهاء موسم الحصاد وبدء مواسم الجفاف (البنك الدولي)

يقول سعيد محمد، وهو مزارع مخضرم في مديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز (جنوب غرب) إن فصلي الخريف والشتاء يشهدان في الغالب تراجعاً كبيراً في الإنتاج الزراعي، لكن بعض الأعوام قد تشهد سقوط أمطار خفيفة تساعد بعض المزارعين في إنتاج كميات محدودة من حبوب مختلفة عن تلك التي أنتجوها خلال الموسم السابق.

ويوضح المزارع السبعيني في رسالة نقلها لـ«الشرق الأوسط» أحد أبنائه، بسبب عدم خبرته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أن بعض المزارعين يحتاطون لمواسم الجفاف بتجميع مياه السيول في خزانات مبنية من الحجارة والأسمنت لزراعة أنواع من الخضراوات، بينما ينتظر آخرون هطول الأمطار الشتوية الخفيفة، وهي نادرة ويقضي المزارعون شتاءهم في انتظارها.

الأمل بأمطار الشتاء

ينتج المزارعون خلال موسم الأمطار الصيفية الذرة الشامية والذرة الرفيعة بأنواعها ومن البقوليات اللوبياء، أما في الشتاء فيكتفون بالذرة الشامية والشعير والعدس والخضراوات.

لكن المزارع حسين أحمد، من مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج (جنوب)، يشير إلى أن أمطار الشتاء عادة ما تكون وخيمة على المزارعين، خصوصاً مالكي المواشي التي قد تعاني لأسابيع وأشهر طويلة من الجوع وانقطاعها عن المرعى، واعتمادها على ما جرى تخزينه من أعلاف.

مزروعات حبوب يبست في انتظار الأمطار بسبب عدم خبرة المزارعين اليمنيين بتغير مواسم الأمطار (غيتي)

ويبين أحمد، لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الشتوية تأتي خفيفة وعلى مدى أيام طويلة متصلة مصحوبة بانتشار ضباب كثيف، خصوصاً في المرتفعات الجبلية، ويمنع المزارعون من استخدام الأراضي بشكل جيد، بينما لا تتمكن المواشي من مغادرة مأواها بسبب هذه الأمطار.

إلا أنه، وبعد انقشاع الضباب وتوقف الأمطار، تعود الحياة إلى المراعي التي تعود الحشائش للنمو فيها، وهو ما يفيد المزارعين في الحصول على المزيد من الألبان ومنتجاتها.

وتساهم أمطار الشتاء، على ندرتها، في زيادة المياه الجوفية بفضل هطولها البطيء والطويل مما يساهم في تغلغلها داخل طبقات الأرض وفقاً للخبراء الجيولوجيين، كما تعمل على تحسين جودة الإنتاج الحيواني.

وتراجعت المساحة التي تحتلها زراعة الحبوب في اليمن من أكثر من 585 ألف هكتار قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2014، إلى أقل من 529 ألف هكتار بحسب بعض البيانات والتقديرات عن هيئات حكومية وأخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، أي بما يزيد على 56 ألف هكتار، من إجمالي المساحة المحصولية المقدرة بـمليون و 124 ألف هكتار.

استثمار بلا ضمانات

يستمر موسم زراعة الحبوب أكثر من 5 أشهر، ويبدأ غالباً منتصف مايو (أيار) الذي يشهد إلقاء البذور في التربة، لينتهي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) وبدايات نوفمبر (تشرين الثاني) بحصد السنابل، ثم نزع الزرع.

مزارع يمني يحصّل منتوجاً قليلاً من قصب السكر الذي يزرع على نحو محدود في البلاد (رويترز)

ويرى الخبير الزراعي محمد سيف ثابت أن أوضاع المزارعين في السنوات الأخيرة تتشابه في جميع الفصول، خصوصاً مع تبدل مواسم الأمطار الصيفية وتغير مواقيتها، ما يصعِّب عليهم تحديدها أو توقعها، إلى جانب التغير الكبير في كمياتها وما تتسبب به من جرف للتربة وتخريب للأراضي.

ويقول ثابت في إيضاحاته لـ«الشرق الأوسط» إن ما يعاني منه المزارعون في الصيف خلال الأعوام الأخيرة، يشبه إلى حد كبير ما يمرون به في الشتاء، حيث يلجأ الكثير منهم إلى بذل جهد كبير وإنفاق أموال في تسوية الأرض ودفن البذور متوقعاً هطول الأمطار. إلا أن تلك البذور قد تتحلل قبل هطول الأمطار، أو تنبش الطيور التربة لتناولها، وهو ما يدفع بعضهم إلى دفن بديل عنها. أما إذا هطلت الأمطار ولم تنبت تلك البذور بسبب تحللها أو نبشها من قبل الطيور، فإنه يستحيل على المزارعين إعادة التجربة قبل أن تعود التربة إلى الجفاف مرة أخرى.

الذرة الرفيعة من أكثر أنواع الحبوب التي يفضلها المزارعون اليمنيون لسهولة الحصول على منتوج وفير منها (إكس)

وأبدى مصدر في وزارة الزراعة اليمنية انزعاجه من لجوء غالبية المزارعين إلى حصد سنابل الحبوب قبل نضجها وتناولها بعد شيها أو سلقها بوصفها وجبات إضافية، فيما يُعرف محلياً بـ«الجهيش»، وهو ما يتسبب في إهلاك الكثير من المحصول والإضرار بالأمن الغذائي للمزارعين خلال الأشهر اللاحقة.

وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن هذه العادة المتوارثة أصبحت غاية لغالبية المزارعين، لكن الفارق أن المزارعين في السابق، قبل عشرات وربما مئات السنين،كانوا يعتمدون على «الجهيش» بوصفها وجبات أساسية، إلى جانب قلة استهلاكهم لها، في الوقت نفسه الذي يملكون فيه كميات من ناتج الحبوب يغطي موسم الجفاف.

أما في الوقت الراهن؛ فإن غالبية المزارعين يكتفون بالحصول على «الجهيش» ولا يقومون بتخزين سوى كميات قليلة من الحبوب.