مصر تفتتح قلعة شالي الأثرية بواحة سيوة بعد ترميمها

مصر تفتتح قلعة شالي الأثرية بواحة سيوة بعد ترميمها
TT

مصر تفتتح قلعة شالي الأثرية بواحة سيوة بعد ترميمها

مصر تفتتح قلعة شالي الأثرية بواحة سيوة بعد ترميمها

افتتحت مصر صباح اليوم قلعة شالي في واحة سيوة (غرب مصر) بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، وشارك في افتتاح القلعة وزراء ومسؤولون مصريون ووفد ممثل للاتحاد الأوروبي في مصر الذي ساهم في تمويل مشروع التطوير.
ووفق بيان من مكتب الاتحاد الأوروبي في مصر، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه فإنه «تم تنفيذ المشروع تحت عنوان «مبادرة إحياء قلعة شالي في واحة سيوة» بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبتمويل مشترك وتصميم وتنفيذ من قبل شركة جودة البيئة الدولية لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطةEQI - SME».
وحرص عدد من السفراء الأجانب والملحقين الثقافيين لدى مصر على غرار أنغولا وأستراليا وبلجيكا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وفرنسا وألمانيا وآيرلندا وإيطاليا واليابان والأردن ولاتفيا ونيوزيلندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وتايلاند والولايات المتحدة الأميركية؛ في حضور حفل الافتتاح، بجانب بحث فرص تحويل سيوة إلى مركز مشهود عالميا للحياة المستدامة والسفر الذي تستحقه.
ويهدف المشروع إلى إحياء قرية شالي الأثرية من خلال ترميم منازلها وشوارعها القديمة، بالإضافة إلى استكمال واكتشاف مسار السور القديم للقرية، وكذلك إنشاء مركز للرعاية الاجتماعية والصحية لسكان سيوة.

وتم تنفيذ أعمال الترميم بمواد طبيعية من البيئة السيوية ومنها الكرشيف والطين وجذوع النخيل وعروق الزيتون، وهي من تنفيذ شركة نوعية البيئة الدولية.
ويرجع تاريخ قرية شالي الأثرية لسنة ١٢٠٣م ٦٠٠هـ وتضم المسجد العتيق والذي تم افتتاحه بعد أعمال ترميمه عام ٢٠١٥م، ومسجد تطندي والذي تم افتتاحه بعد أعمال ترميمه عام ٢٠١٨م، وتحتوي القرية على ثلاثة مداخل رئيسية هي البابنشال وقدومة وأترار، بالإضافة إلى ثلاثة بيوت بجوار مسجد تطندي تم ترميمها وتحويلها لمركز للرعاية الاجتماعية والصحية، وذلك بناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية للاستفادة من الخدمات التي سيوفرها المركز للسكان ولربطها بالتاريخ والثقافة والتراث السيوي. بحسب وزارة السياحة والآثار.
وتسلط الفعالية الضوء على العمل الذي تم تنفيذه في المشروع منذ عام 2018، والذي سيستمر حتى نهاية عام 2020، بهدف إحياء وترميم وصيانة موقع قلعة شالي الأثرية المبنية بتقنية الكرشيف، والمهجورة جزئياً مع الاستيطان المتدهور المحيط بها، مما سيحفز اقتصاد سيوة من خلال تحسين مكانتها الدولية كوجهة رائدة للسياحة البيئية.

وقال الدكتور خالد العناني: «إن الاعتراف بأننا بالفعل متحدون مع تراثنا الثقافي والطبيعي، ومع بعضنا البعض - بغض النظر عمن أو أين نحن - لهو وسيلة جيدة لإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك.، لأن برنامج سيوة للتنمية المستدامة يدور حول هذه الفرصة».
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن «الدعوة إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص لم تكن أكثر أهمية من قبل، ومن خلال إشراك المجتمعات المحلية وجميع أصحاب المصلحة في بيئة من التعاون الوطني والدولي يمكننا تحفيز التأثير من خلال تعزيز النمو الشامل والمستدام».
وتتضمن المبادرة العديد من العناصر الأساسية التي كانت مفيدة في التمكين الاقتصادي للمجتمع في سيوة، من خلال الحفاظ على التراث، عبر ترميم وصيانة وتكييف استخدام الهياكل والمساحات في الموقع الأثري، ورفع مكانة شالي كواحدة من مناطق الجذب السياحي الثقافية الرئيسية في سيوة، وبناء قدرة السكان المحليين على استعادة ممتلكاتهم باستخدام الطرق التقليدية في البناء.
من جانبه، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر كريستيان برجر: «سيوة مكان ساحر فريد من نوعه؛ حيث تقدم مزيجا خاصا بها من الجمال الطبيعي والمواقع التراثية والثقافية التي تم بناؤها ورعايتها من قبل المجتمع الذي عاش هنا لأجيال. أنا فخور بأن أرى تشجيع الاتحاد الأوروبي لنهج مستدام للحفاظ على التراث يجذب المزيد من السياحة، ولكنه يفيد أيضا المجتمع المحلي الذي يوفر فرصا أفضل للنمو الاقتصادي المستدام.
كما وفرت المبادرة منصة لتحسين سبل العيش، وقد ساعد في تحقيق ذلك إعادة بناء وترميم المناطق التجارية والأسواق التقليدية المعروفة باسم «الخص» حيث يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة والحرفيين عرض منتجاتهم وبيعها، وتؤكد المبادرة عبر تصميم وإنشاء وتجهيز متحف هندسة الأرض على التراث المعماري والثقافي المميز والفريد لواحة سيوة، كمثال على تراث مصر المعماري.
وبحسب الاتحاد الأوروبي فإن المبادرة ساعدت في الاستجابة لاحتياجات الرعاية الصحية العاجلة لشرائح السكان الأكثر ضعفا في الواحة - لا سيما النساء والأطفال - من خلال إنشاء وتجهيز مركز رعاية صحة الأم والطفل الذي يوفر خدمات الرعاية الصحية الإنجابية الأساسية للنساء والرعاية الصحية الأولية للأطفال.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.