الاتحاد الأوروبي يندد بهدم إسرائيل قرية بدوية

هدم إسرائيل لقرية طوباس شمال غور الأردن الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)
هدم إسرائيل لقرية طوباس شمال غور الأردن الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يندد بهدم إسرائيل قرية بدوية

هدم إسرائيل لقرية طوباس شمال غور الأردن الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)
هدم إسرائيل لقرية طوباس شمال غور الأردن الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)

ندد الاتحاد الأوروبي الخميس بهدم إسرائيل مساكن تعود لفلسطينيين وبنى تحتية على نطاق واسع، مطالباً بالتخلي عن مشروعات هدم مدارس.
ويحتج الأوروبيون على هدم أكثر من سبعين مسكناً ومنشأة صحية تعود إلى 11 عائلة فلسطينية تضم 41 طفلاً في قرية خربة حمصة الفوقا (حمصة البقيعة)، في شمال غور الأردن، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان.
ودمرت جرافات إسرائيلية مساء الثلاثاء قرية «حمصة البقيعة» البدوية الصغيرة بأكملها، بما في ذلك الخيام وحظائر الماشية والألواح الشمسية قرب مدينة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، تاركة وراءها عشرات من المشردين، بحسب ما شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث إن «هذا الهدم الواسع النطاق يؤكد مرة جديدة الاتجاه المؤسف لعمليات المصادرة والهدم (المتبع) منذ مطلع العام». وأكد أن ذلك «يُضاف إلى التهديد بهدم مدرسة فلسطينية في تجمع رأس التين، في وسط الضفة الغربية التي شارك في تمويلها الاتحاد الأوروبي ودول أعضاء في الاتحاد»، مشيراً إلى أن 52 مدرسة فلسطينية مهددة بالهدم.
وذكَّر الاتحاد الأوروبي بأن «التعلم هو حق إنساني أساسي ينبغي حمايته والمحافظة عليه». وختم البيان بالقول، إن «مثل هذه التطورات تشكل عقبة أمام حل الدولتين، والاتحاد الأوروبي يطالب مرة جديدة إسرائيل بوضع حد لكل عمليات الهدم هذه، بما فيها (هدم) المنشآت الممولة من الاتحاد الأوروبي؛ خصوصاً بالنظر إلى الأثر الإنساني لوباء فيروس (كورونا) المستجد المنتشر حالياً».
وغور الأردن أو وادي الأردن، هو شريط من الأراضي الاستراتيجية الحدودية يمتد من بحيرة طبريا وحتى البحر الميت. ويقع الغور بشكل أساسي في المنطقة المصنفة «سي» أو «جيم» من أراضي الضفة الغربية التي تخضع تماماً لسيطرة إسرائيل والتي تخطط لضمها.
ويحتاج تشييد المباني في هذه المنطقة، وفق إسرائيل، إلى تصاريح مسبقة من السلطات الإسرائيلية التي تهدم المنازل التي يبنيها الفلسطينيون من دون تصاريح على حد قولها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد واصلت، أمس الخميس، ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين في مجالات عدة وفي شتى المناطق. فقد اقتحمت بلدة سبسطية في محافظة نابلس بقوات كبيرة من الجنود المدججين بالأسلحة وفنيين من دائرة الهندسة، وأغلقت الموقع الأثري أمام المواطنين الفلسطينيين تمهيداً لإزالة العلم الفلسطيني والسارية التي يرفرف فوقها على ارتفاع 17 متراً، في «ساحة البيادر» التي تعدّ جزءاً من المنطقة المصنفة «ب»، وتخريب أعمال الترميم التي نفذتها الحكومة الفلسطينية تحت إشراف منظمة «اليونيسكو»، والتي يحاول الاحتلال تحويلها إلى حديقة عامة لخدمة المستوطنين وزوارهم.
وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واقتحامات لمناطق مختلفة في الضفة الغربية تخللها اعتقال عدد من المواطنين، فيما نكل عناصر من شرطة الاحتلال بشبان وبفتى من القدس المحتلة. وأفاد تقرير لـ«نادي الأسير» بأن الاعتقالات شملت 17 مواطناً، وتركزت أمس في محافظة طولكرم، وبين المعتقلين 10 أشخاص من الأسرى المحررين. وفي محافظة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال حمادة عمر عبيات بعد دهم منزله وتفتيشه من منطقة أبو فريحة في مدينة بيت ساحور. وفي محافظة رام الله، اعتقلت غسان إحسان الريماوي بالطريقة نفسها. وفي منطقة العين في سلوان، نكلت بفتى مقدسي بضربه والاعتداء عليه، بالتزامن مع انتشار أعداد كبيرة من قوات الاحتلال في المنطقة. وعند باب الأسباط اعتدى جنود الاحتلال على مجموعة من الشباب وجدوا في المكان.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.