تستمر لعبة التخمين لمعرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد يومين من إدلاء ملايين الناخبين بأصواتهم، وأصبحت متابعة الأرقام المتذبذبة والتوقعات المتغيرة الشغل الشاغل للأميركيين، والعالم، حتى مساء أمس.
ووجه المراقبون اهتمامهم لحفنة ولايات رئيسية قد تحسم مصير الانتخابات لصالح أحد المتنافسين على البيت الأبيض. وفيما أكدت حملة الديمقراطي جو بايدن «ثقتها» بالفوز، أطلق معسكر الرئيس الجمهوري دونالد ترمب دعاوى قضائية تشكك في نزاهة عمليات فرز الأصوات.
واشتدت حالة التوتر بين الحملتين مع إطلاق حملة الرئيس ترمب عدة تحديات قضائية تشمل نتائج الولايات المتأرجحة التي فاز بها بايدن، وإشاعة حالة من التشكيك على الأصوات التي يتم فرزها في كل من بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا.
- وقف الفرز
وكتب ترمب في تغريدة على موقع «تويتر»: «أوقفوا تعداد الأصوات!»، في إشارة واضحة إلى أنه يرى فرصه في الفوز بولاية ثانية، مع تواصل فرز الأصوات التي أرسلت عبر البريد والتي تصب معظمها في صالح بايدن.
وحتى مساء أمس، حقق بايدن تقدما ملموسا في الطريق نحو البيت الأبيض، وكان عليه الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
وحظي بايدن بدعم 253 من كبار الناخبين على الأقل، إذا تم احتساب أريزونا (11 من كبار الناخبين). واعتبرت وكالة «أسوشييتد برس» وشبكة «فوكس نيوز» أنه فاز بها. لكن وسائل إعلام أخرى تشككت في النتيجة النهائية لهذه الولاية بسبب عدد الأصوات التي يجب تعدادها، واشتداد المنافسة فيها أمس. وبعد تحقيقه فوزين مؤكدين في ميشيغان وويسكونسن، لم يعد بايدن يحتاج إلا إلى أصوات 17 من الناخبين الكبار لتسجيل الأصوات الـ270 اللازمة، والتي قد ينالها في نيفادا (6) وجورجيا (16) أو بنسلفانيا (20) اعتبارا من مساء أمس.
في المقابل، يستفيد ترمب في أريزونا من الأصوات التي يتم فرزها تباعا، إذ أن الفارق يتقلص بينه وبين منافسه. فيما بدت حملته واثقة من انتزاعها الفوز في نورث كارولاينا وجورجيا، وتحقيقها تقدما كبيرا في بنسلفانيا.
ولم يشر ترمب إلى أن لديه أي خطط للتنازل، وتصر حملته على أنه لا يزال بإمكانه الانتصار. كما أعلنت أنها تتوقع بدء إجراءات قانونية إضافية في بنسلفانيا ونيفادا، وتوقعت تأكيد فوز الرئيس الجمهوري في الانتخابات الأميركية بحلول مساء الجمعة.
وشككت حملة ترمب في نيفادا من تزوير الانتخابات وغياب الشفافية في ظل عدم السماح بمراقبة عملية فرز أصوات المقترعين في الولاية. وقال مدير حملة ترمب بيل ستيبين للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن ترمب «لديه فرصة جيدة ويتمتع بقدرة على الفوز بالسباق الرئاسي. فيما رأى مستشار الحملة جيسون ميللر أنه يتوقع اتخاذ إجراء قانوني في ولاية بنسلفانيا، لضمان التدقيق في فرز الأصوات.
وإذا مضى ترمب قدما في تقديم الطعون القانونية في نزاهة عملية فرز الأصوات، والتي قد تصل إلى المحكمة العليا، فقد يستفيد من نجاحه في تعيين القاضية آمي كوني باريت. وفيما لم تلتزم باريت بتنحية نفسها عن أي قضايا متعلقة بالانتخابات قد تُعرض على المحكمة، يحذر المراقبون من اعتبار القضية محسومة لصالح ترمب.
- رئيس محاصر؟
إذا حُسم السباق الانتخابي لصالح الديمقراطي جو بايدن، فإنه قد يجد نفسه «محاصرا» وغير قادر على تمرير برنامجه التشريعي، إذ أن أداء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ جاء أقل من المتوقع ونجح الجمهوريون في الحفاظ، إن لم يكن تعزيز، غالبيتهم في مجلس الشيوخ. ويرجح هذا السيناريو أن يفشل الديمقراطيون في محو «العلامة التجارية» الخاصة بالرئيس ترمب وبصمته التي تركها على الساحة السياسية. خاصة مع استمرار تأثيره على الحزب الجمهوري وأولوياته، والحديث المتزايد عن سعيه للترشح في اقتراع 2024.
حملة بايدن واثقة من تقدمه وترمب يطعن في النتائج
حملة بايدن واثقة من تقدمه وترمب يطعن في النتائج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة