لم يخفِ النجم الإيفواري ويلفريد زاها رغبته في الرحيل عن كريستال بالاس في نهاية الموسم الماضي، وبالتالي فمن المؤكد أن يواجه الآن الأسئلة المعتادة نفسها عن مدى التزامه مع النادي الذي انضم إليه لأول مرة وهو في الثانية عشرة من عمره، والذي أصبح أحد أهم لاعبيه على الإطلاق.
ورداً على الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها زاها من توني كاسارينو في برنامج «توك سبورت» والذي وصفه بأنه «غير مهتم على الإطلاق» في أعقاب الهزيمة برباعية نظيفة أمام تشيلسي قبل فترة التوقف الدولية، قال النجم الإيفواري: «دعونا ننسى هذا الهراء المعتاد والممل الآن»؛ لكن بعد الفشل في الرحيل عن كريستال بالاس على الرغم من الاعتماد على وكيل الأعمال صاحب النفوذ الكبير، بيني زهافي، قد يتساءل زاها عما إذا كانت فرصة الرحيل قد انتهت تماماً.
وكان عقد زهافي مع اللاعب الذي سيبلغ الثامنة والعشرين من عمره هذا الشهر، قد انتهى في نهاية فترة الانتقالات، ولم يُظهر أي من الطرفين اهتماماً بالتجديد. ومن المفهوم أن زاها يجري محادثات مع وكالتين أخريين حول الاعتماد على وكيل أعمال جديد للمرة الثالثة في غضون 18 شهراً فقط؛ لكن بالنظر إلى تقدم اللاعب في العمر وتمسك كريستال بالاس الشديد بمقابل مادي كبير من أجل الموافقة على رحيله، فمن المؤكد أن أي نادٍ يرغب في الحصول على خدماته سيواجه مهمة شاقة؛ خصوصاً في ظل تضرر سوق انتقالات اللاعبين بسبب تفشي فيروس «كورونا».
وما زال زاها يمنِّي النفس باللعب لأحد الفرق التي تنافس بالبطولات الأوروبية وتحقق الألقاب، وهو هنا يذكرنا بقصة اعتاد رون نواديس، الرئيس السابق لنادي كريستال بالاس روايتها، تخص اللاعب إيان رايت الذي جاء إليه باكياً يترجاه أن يوافق على انتقاله لنادي آرسنال في سبتمبر (أيلول) عام 1991. وقال نواديس في عام 2012: «كان لدينا عرض بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني، وهو ما كان يعد مبلغاً كبيراً للغاية في ذلك الوقت. وجاء إيان إلى منزلي وهو يبكي وسألني لماذا لم نقبل العرض. أتذكر أنها كانت محادثة عاطفية للغاية في مطبخي؛ لكنني في النهاية وافقت على السماح له بالرحيل».
وانضم رايت إلى آرسنال وهو في السابعة والعشرين من عمره، بعدما ساعد كريستال بالاس على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وإنهاء الموسم التالي في المركز الثالث، بفارق 14 نقطة عن متصدر جدول الترتيب والحاصل على اللقب في ذلك الموسم آرسنال. وعلى مدار الأعوام السبعة التالية، أصبح رايت أفضل هداف في تاريخ المدفعجية برصيد 185 هدفاً في 288 مباراة، وأثبت أنه يستحق الأموال التي دفعها آرسنال للحصول على خدماته.
لكن موقف زاها يختلف؛ إذ إن الأندية الكبيرة التي كانت تحاول ضمه غيرت وجهتها، وبعد أن قل اهتمام إيفرتون بالتعاقد معه، كانت هناك فرصة كبيرة لعودة النجم الإيفواري لمانشستر يونايتد بعد سبع سنوات من انضمامه للشياطين الحمر، كآخر صفقة يعقدها المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، قبل اعتزاله التدريب. وبالنظر إلى أن مانشستر يونايتد وضع بنداً في عقد زاها عند بيعه إلى كريستال بالاس يحصل بمقتضاه على نسبة 25 في المائة من إعادة بيع اللاعب لأي نادٍ آخر، فإن نائب المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد، إيد وودوارد، كان حريصاً على طرح فكرة إعادة اللاعب إلى «أولد ترافورد» لتعزيز الخيارات الهجومية للمدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير؛ خصوصاً بعد الفشل في التعاقد مع النجم الإنجليزي الشاب جادون سانشو من بوروسيا دورتموند.
ومع ذلك، يرفض سولسكاير التعاقد مع زاها الذي سبق أن تولى تدريبه في كارديف سيتي، عندما كان اللاعب الإيفواري يلعب هناك على سبيل الإعارة. لكن من غير المعروف ما إذا كان زاها نفسه يفكر في العودة إلى مانشستر يونايتد الذي لم يشارك معه ولا مرة في التشكيلة الأساسية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط شائعات مروعة وغير دقيقة حول حياته الخاصة.
لكن الأداء القوي الذي قدمه زاها في المباراة التي فاز فيها كريستال بالاس على مانشستر يونايتد – الفوز الثاني على التوالي لكريستال بالاس على ملعب «أولد ترافورد» - يعد تذكيراً في الوقت المناسب بالقدرات الفنية الهائلة التي يمتلكها اللاعب، حتى لو لم يكن لذلك التأثير المطلوب تماماً من حيث رحيل اللاعب عن كريستال بالاس. لكن بعد الأداء السيئ الذي قدمه اللاعب أمام تشيلسي قبل فترة التوقف الدولية، وحقيقة أنه لم يلمس الكرة سوى مرتين فقط داخل منطقة جزاء تشيلسي، بات يتعين على اللاعب الإيفواري أن يثبت أنه يبذل قصارى جهده ويبدد أي شكوك حول مدى التزامه مع كريستال بالاس.
وبعد حصوله على ركلة جزاء ساعدت كوت ديفوار على إنهاء سلسلة انتصارات بلجيكا المتتالية في 12 مباراة، الشهر الماضي، غاب زاها عن المباراة التي خسرتها كوت ديفوار أمام اليابان بعد أيام قليلة بسبب الخوف من الإصابة؛ لكن روي هودجسون اطمأن على جاهزية جناحه السريع للمباريات القادمة، بعد أن أظهرت الفحوصات الطبية أنه لا يعاني من تمزق في الفخذ.
وقال هودجسون عندما سئل عن رد فعل زاها بعد فشل انتقاله من كريستال بالاس الذي ما زال يرتبط به بعقد لمدة ثلاث سنوات أخرى براتب أسبوعي يصل إلى 130 ألف جنيه إسترليني: «لقد كان ناضجاً جداً بشأن التعامل مع هذا الأمر. أنا أستمتع بعلاقتي معه، والأمر نفسه ينطبق على اللاعبين الآخرين، ونحن ندرك حقيقة أنه عندما يكون في مستواه المعتاد فإنه يكون خطيراً للغاية على الفرق المنافسة ويصعب إيقافه، وإذا كنا نرغب في تقديم موسم جيد، فسنكون بحاجة إليه في هذا المستوى الجيد. لا يمكننا أن نعرف ما يفكر به الآخرون؛ لكن حتى الآن لا أستطيع أن أقول شيئاً حاسماً بشأنه. إنه يقوم بعمل جيد للغاية في التدريبات وفي المباريات».
زاها لا يزال يبحث عن فريق يتيح له اللعب في البطولات الأوروبية
الجناح الإيفواري الموهوب يواجه شكوكاً بشأن التزامه مع كريستال بالاس بعد فشله في الرحيل
زاها لا يزال يبحث عن فريق يتيح له اللعب في البطولات الأوروبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة