الولايات المتأرجحة تنذر بنقل المعركة الانتخابية إلى المحكمة العليا

عدم نيل ترمب أو بايدن 270 صوتاً في المجمع الانتخابي يبقي الطرق مفتوحة أمام كل منهما

موظفون يفرزون بطاقات اقتراع في فيلادلفيا مساء الثلاثاء (أ.ب)
موظفون يفرزون بطاقات اقتراع في فيلادلفيا مساء الثلاثاء (أ.ب)
TT

الولايات المتأرجحة تنذر بنقل المعركة الانتخابية إلى المحكمة العليا

موظفون يفرزون بطاقات اقتراع في فيلادلفيا مساء الثلاثاء (أ.ب)
موظفون يفرزون بطاقات اقتراع في فيلادلفيا مساء الثلاثاء (أ.ب)

تأرجحت نتائج الانتخابات الأميركية بين الرئيس دونالد ترمب ومنافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن، إذ لم يتمكن أي منهما من انتزاع الأصوات الـ270 الضرورية في المجمع الانتخابي (538 ناخباً كبيراً)، على رغم مضي ساعات طويلة على إغلاق صناديق الاقتراع، وبدء فرز الأصوات، وإعلان النتائج في غالبية الولايات، باستثناء تلك المصنفة متأرجحة، حيث بدت النتائج متقاربة إلى حد يحول دون إعلان فوز حاسم لأي من المرشحين الجمهوري أو الديمقراطي، مما أدخل البلاد في حالة من الغموض لن تفصل فيها إلا قاعات المحاكم وصولاً إلى المحكمة العليا.
وتجنبت وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية المؤيدة لكل من ترمب وبايدن إعلان فوز أي منهما بعد المعارك الانتخابية الضارية التي شهدتها الولايات المتحدة منذ ما قبل يوم الثلاثاء الانتخابي، لتنتقل بعد ذلك على الفور إلى نتائج فرز الأصوات، أملاً من كل منهما في الحصول على الأصوات الـ270 الضرورية من العدد الإجمالي لمن يسمى بـ«الناخبين الكبار» البالغ عددهم 538 في المجمع الانتخابي. وحافظت وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» على المبدأ ذاته في عدم استباق النتائج النهائية. وتفاوتت الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام بحسب الطريقة المعتمدة في تحليل النتائج، من دون أن يصل أي من هذه النتائج إلى الرقم 270.
وانتظر الأميركيون بقلق اكتمال ظهور النتائج النهائية لمعرفة ما إذا كان الرئيس ترمب تمكن من تجديد بقائه أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض، أم أنه سيجد نفسه مضطراً إلى تسليمه إلى بايدن في حال تمكنه من النجاح، في ظل تقارب حرج للغاية في الأصوات التي يتواصل فرزها في الولايات المتأرجحة، علما بأن ترمب حسن حظوظه بشكل لافت بعدما فاز في ولايتي فلوريدا وتكساس، مما دفعه إلى إعلان انتصار لم يعترف به أحد على الفور. وفي المقابل، تقلصت حظوظ بايدن من دون أن تغلق أمامه الأبواب للوصول إلى البيت الأبيض. وهذا ما دفع بايدن أيضاً إلى القول إنه واثق من الفوز.
- أرقام دون الـ270
ومع الانتهاء من عمليات الاقتراع وبدء عمليات الفرز، توالت النتائج في العديد من الولايات وفقاً لما كان متوقعاً. وفاز ترمب على التوالي بولايات كنتاكي (8 ناخبين من الكبار في المجمع الانتخابي)، إنديانا (11 ناخباً كبيراً)، ويست فيرجينيا (5 ناخبين)، ساوث كارولاينا (9)، تينيسي (11)، ألاباما (9)، ميسيسيبي (6)، أوكلاهوما (7)، أركنساس (6)، لويزيانا (8)، نبراسكا (5)، ساوث داكوتا (3)، نورث داكوتا (3)، وايومنغ (3)، كنساس (ناخبين 6)، مونتانا (3)، أيداهو (4)، يوتاه (6)، أيوا (6)، ميسوري (10)، أوهايو (18 ناخباً)، فلوريدا (29)، تكساس (38). ويتوقع فوز ترمب في آلاسكا (3). وبناء عليه، أجمعت وسائل الإعلام، بما في ذلك صحف «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» وشبكتا «سي إن إن» و«فوكس نيوز» وموقع «بوليتيكو» على تسجيل 213 ناخباً كبيراً لمصلحة ترمب.
وفي المقابل، تلاحقت النتائج المتوقعة أيضاً لمصلحة بايدن، الذي فاز بولايات فيرجينيا (13 ناخباً كبيراً في المجمع الانتخابي)، فيرمونت (3 ناخبين من الكبار)، ماساتشوستس (11)، ميريلاند (10)، دالاوير (3)، نيوجيرسي (14)، واشنطن العاصمة (3)، رود آيلاند (4)، كونيتيكت (7)، نيوهامبشير (4)، ماين (4)، نيويورك (29)، إلينوي (20)، مينيسوتا (10)، كولورادو (9)، نيومكسيكو (5)، أريزونا (11)، أوريغون (7)، كاليفورنيا (55)، واشنطن (12). ويتوقع فوز بايدن في هاواي (4). وبينما أعطت «فوكس نيوز» و«بوليتيكو» 238 ناخباً كبيراً لمصلحة بايدن، كانت «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«سي إن إن» أكثر تحفظاً إذ أعطته ما بين 227 و224 ناخباً كبيراً.
- 6 متأرجحات
وأبقت جميع هذه المؤسسات النتائج معلقة في كل من ويسكونسن (10) وميشيغن (16) وبنسلفانيا (20) ونورث كارولاينا (15) وجورجيا (16) ونيفادا (6)، أي ما يصل مجموعه إلى 83 ناخباً كبيراً غير محسومين لأي من المرشحين حتى أمس.
وهكذا أبقت هذه الولايات الست، والتي أضاف إليها البعض أريزونا، الطريق مفتوحة أمام المرشحين للحصول على الأصوات الـ270. على رغم ضيق الهوامش المتبقية، إلى حد يمكن أن يدفع هذا الطرف أو ذاك أو ربما كلاهما، إلى خوض نزاع قانوني لا شك في أنه سيطول. وهذا هو تحديداً الشبح الذي كان يخشاه الأميركيون الذين أقبلوا على عمليات الاقتراع بكثافة قياسية، ليس فقط بطريقة الانتخاب التقليدية، بل أيضاً بالتصويت المبكر أو عبر البريد الذي وصل إلى نحو مائة مليون شخص، بسبب الخشية المتزايدة من تفشي فيروس «كوفيد - 19» على نطاق واسع في البلاد.
وبعد ليلة انتخابية طويلة مليئة بالتقلبات والانتصارات الدراماتيكية لكلا المرشحين، خاض ترمب وبايدن نزاعاً متقاربا على الأصوات الانتخابية. ومع استمرار عمليات الفرز لأصوات المقترعين عبر البريد التي لا يسمح باحتسابها إلا بعد انتهاء الانتخابات، أو التي يتأخر وصولها إلى مراكز الفرز، حقق بايدن تقدماً محدوداً الأربعاء في ويسكونسن وميشيغن ونيفادا وأريزونا. وإذا احتفظ بهذا التقدم، وفاز بتلك الولايات، فسيكون لديه ما يكفي من أصوات المجمع الانتخابي. ولم يتأخر ترمب في إعلان النصر، ملوحاً بأنه سيقدم التماساً إلى المحكمة العليا للمطالبة بوقف فرز هذه الأصوات. بينما حض بايدن مؤيديه - وضمناً ترمب أيضاً - على التروي والسماح باستكمال عملية الفرز. وأوحت هذه التطورات أن تنتقل المعركة الانتخابية إلى المحاكم، حيث استعد محامو ترمب لمناورات قانونية، بينما أكد فريق بايدن القانوني أنه مستعد لهذه المعركة القضائية، بما في ذلك إذا وصلت إلى المحكمة العليا.
ووسط حالة من القلق والانقسام العميقين في الولايات المتحدة، قال بايدن من مسقطه في ديلاوير: «ليس لي أو لدونالد ترمب إعلان من فاز في هذه الانتخابات»، مضيفاً أن «هذا قرار الشعب الأميركي». وسخر من قول ترمب: «سنذهب لى المحكمة العليا الأميركية. نريد أن يتوقف كل التصويت»، مؤكداً أنه سيقارع ترمب في المحكمة أيضاً.
- طرق الفوز مفتوحة
وفيما استمر فرز الأصوات في بنسلفانيا إلى نيفادا، حيث عمل مسؤولو الانتخابات على معالجة سيل من بطاقات الاقتراع عبر البريد وعدد ضخم من الأصوات التي بلغت مستويات قياسية. وحال ترمب، على الأقل حتى أمس، دون فوز بايدن بولايتي جورجيا وكارولاينا الشمالية. بيد أنه لم يتمكن من حسمهما بصورة واضحة لمصلحته على الفور. وكذلك خسر بايدن تكساس، علما بأنه كان يأمل في اختراق الديمقراطيين لهذه الولاية الجمهورية تقليدياً. كما فشل نائب الرئيس السابق في فلوريدا، حيث وجد ترمب طريقه إلى الفوز مع الناخبين الكوبيين الأميركيين في ميامي. لكن بايدن عوض بعض الخسائر عبر تقدم قوي في أريزونا، التي فاز بها ترمب عام 2016، وقد يكون ذلك، بالإضافة إلى حصوله على صوت انتخابي واحد في نبراسكا، أمراً بالغ الأهمية، لأنه يفتح طريقاً محتملاً كي يصل بايدن إلى الرئاسة من دون الفوز بولاية بنسلفانيا، ولكن بشرط الفوز في كل الولايات التي فازت بها كلينتون، مع إضافة ميشيغن وويسكونسن. وكانت الأهمية الاستراتيجية لأريزونا واضحة عندما أعربت حملة ترمب عن سخطها بعدما أعلنت «فوكس نيوز» فوز بايدن بينما كان الفرز جارياً. وبدا ترمب عازماً على طلب وقف الفرز في بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن، حيث أمل بايدن بسد الفجوة. ورد ترمب على ذلك بالقول «إنهم يحاولون سرقة الانتخابات».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».