أغلقت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة من مساء أمس (الثلاثاء) بالتوقيت الأميركي، في ستّ ولايات أميركية بما فيها جورجيا، إحدى الولايات الحاسمة في السباق إلى البيت الأبيض بين الرئيس الجمهوري دونالد ترمب الساعي للفوز بولاية ثانية، ومنافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن.
وتغلق مراكز الاقتراع في الولايات المتّحدة أبوابها تباعاً، من الشرق إلى الغرب في عملية تستمر لغاية الساعة الأولى فجراً بالتوقيت المحلّي، وكان عشرات ملايين الناخبين تقاطروا إلى مراكز الاقتراع خلال الساعات الماضية، بعد أن أدلى مائة مليون ناخب أميركي بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بصورة مبكرة، سواء عن طريق البريد أو التصويت حضورياً.
وفيما يأتي الخطوات المرتقبة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية:
تتمحور المعركة بين الرئيس المنتهية ولايته ونائب الرئيس السابق على الفوز بأغلبية 270 من أصوات كبار الناخبين الـ538 الذين تتألف منهم الهيئة الناخبة، وينتخب هؤلاء المندوبون بالأكثرية المطلقة على مستوى كل ولاية ويتوزّعون وفقاً لعدد سكّان كل منها.
لكنّ المعركة بين ترمب وبايدن محتدمة، لدرجة أنّ معرفة من سيفوز بينهما قد لا تتم كما جرت العادة ليل الثلاثاء، إذ يرجّح أن تستمر لغاية الأربعاء، أو حتى لفترة أطول، كما يمكن أن تؤدّي إلى معارك قانونية حول فرز الأصوات.
بدأ أول الأرقام في الصدور فور إغلاق صناديق الاقتراع في أجزاء من ولايتين.
وينتهي التصويت في غالبية الولايات في الساعة التاسعة ليلاً بالتوقيت الشرقي، ما يمهّد الطريق أمام صدور النتائج تباعاً خلال ساعات معدودة.
لكنّ التصويت في عدد من الولايات، بما فيها كاليفورنيا، الأكبر على الإطلاق، لا ينتهي إلا في الساعة الحادية عشرة ليلاً بالتوقيت الشرقي، في حين أنّ ولايتي هاواي وآلاسكا، الصغيرتين لجهة أعداد الناخبين، تستمرّان في التصويت حتى منتصف الليل والساعة الأولى فجراً بالتوقيت الشرقي، على التوالي.
بالنظر إلى أنّ استطلاعات الرأي تشير بوضوح إلى النتيجة المرتقبة في 38 ولاية من الولايات الخمسين، فإنّ التركيز ينصبّ على الولايات الـ12 المتبقية، التي تعد ساحة الصراع بين المرشّحين.
الولاية الأولى التي تتركز عليها الأنظار هي جورجيا (شرق)، حيث أغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السابعة مساء، وتليها فلوريدا التي تغلق صناديق الاقتراع فيها بين الساعة السابعة والثامنة مساء، بحسب المناطق، ثم ولاية كارولاينا الشمالية حيث تغلق صناديق الاقتراع في الساعة 7.30 مساء، وولاية أريزونا (غرب) التي ينتهي التصويت فيها في الساعة التاسعة مساء.
واستناداً إلى التوقّعات المتعلّقة بالولايات «المحسومة»، فمن الممكن إذا فاز بايدن بفلوريدا وباثنتين من الولايات الأخرى الواردة أعلاه، اعتباره في وقت مبكر من الليل، الفائز بمفاتيح البيت الأبيض، لأنّ مجموع أصوات كبار الناخبين في هذه الولايات يتعدّى أغلبية الـ270 صوتاً اللازمة.
لكنّ النتيجة لن تعرف إذا فاز ترمب بهذه الولايات الأربع جمعاء، لأنّها لا تؤمّن له الغالبية اللازمة.
رسمياً، لا يعرف الفائز بمفاتيح البيت الأبيض إلى أن تصادق كل ولاية على عدد الأصوات التي تم فرزها.
ونظراً للتأخير المتوقع في فرز بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد، فإن هذه المصادقة يمكن أن تستغرق أسبوعاً أو أكثر في بعض الأماكن.
لكنّ السباق يُعد عادة منتهياً عندما تُعلن كبرى المؤسسات الإخبارية في الولايات المتّحدة هوية الفائز استناداً إلى تقديرات واستطلاعات تجمعها عند أبواب مراكز الاقتراع من كل مقاطعة على حدة.
وتعلن المؤسسات الإعلامية هوية الفائز في كلّ ولاية، وما إن يصل عدد كبار الناخبين الذي حصل عليه المرشح إلى الرقم السحري، أي 270، تعلنه فائزاً بالرئاسة.
في انتخابات 1980، أعلنت المؤسسات الإعلامية الأميركية رونالد ريغان فائزاً بالرئاسة في الساعة الثامنة والربع بالتوقيت الشرقي من مساء الثلاثاء الانتخابي، بعدما حقّق يومها فوزاً ساحقاً.
لكن في انتخابات 2016، لم يتّضح فوز ترمب على هيلاري كلينتون إلا قرابة الساعة الأولى والنصف بالتوقيت الشرقي من فجر الأربعاء، عندما أظهرت التوقعات أنّه فاز بولاية بنسلفانيا.
ولم تقر كلينتون بهزيمتها أمامه إلا بعد ساعة من ذلك، بعدما تيقّنت من خسارتها ولاية ويسكونسن.
في انتخابات 2000، لم تحسم النتيجة إلا بعدما تبيّنت هوية الفائز بولاية فلوريدا التي كان الفارق بين المرشّحين فيها ضئيلاً جداً يومها، إذ لم يتعدَّ بضع مئات من الأصوات. ويومها تنازع الحزبان لمدة أسابيع في القضاء إلى أن حسمت النتيجة لمصلحة جورج بوش الابن.
إذا فاز بايدن بالولايات الرئيسية اللازمة، فيمكن أن تعرف النتيجة اعتباراً من الساعة 11 ليلاً بالتوقيت الشرقي، أو ربّما قبل ذلك، أما إذا لم يتمكّن المرشح الديمقراطي من ذلك، فستعتمد النتيجة على الطريقة التي سيتقاسم فيها المرشّحان الولايات الرئيسية اللاحقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مشاكل فنية يمكن أن تؤخّر صدور بعض النتائج، فعلى سبيل المثال؛ أعلنت لجنة الانتخابات في ولاية كارولاينا الشمالية عصر الثلاثاء، تمديد التصويت في أربع دوائر بسبب مشاكل فنية، ما سيؤخّر نشر النتائج لمدّة 45 دقيقة على الأقلّ.
وفي بنسلفانيا وميشيغان، وهما ولايتان متأرجحتان مهمّتان، قد يؤدّي الفرز البطيء للأصوات المرسلة عبر البريد إلى تأخر صدور النتائج لأيام عدّة.
واستعدّ كل من الطرفين لمعارك قضائية في عدد من الولايات، حيث يمكن لحكم قضائي أن يرجّح كفّة النتائج بطريقة أو بأخرى.
ففي بنسلفانيا، يستعدّ الجمهوريون للطعن بقرار الولاية قبول بطاقات الاقتراع بالبريد، ونظراً لأنّ الديمقراطيين هم أكثر ميلاً للتصويت عبر البريد، فإنّ الجمهوريين يسعون إلى إلغاء تلك البطاقات.
وفي واشنطن، قالت مجموعة انتخابية لقاضٍ إنّ هيئة البريد الأميركية فقدت على الأرجح 300 ألف بطاقة اقتراع، وإنّ عمليات تسليم بطاقات الاقتراع تباطأت، ما جعلها عرضة لخطر عدم الفرز.
ويسعى الجمهوريون، في ولاية تكساس، إلى إبطال 127 ألف صوت في معقل للديمقراطيين، وذلك بدعوى أنّ هذه الأصوات أدلى بها أصحابها من دون أن يترجّلوا من سياراتهم، أي على طريقة «درايف ثرو» التي يعدونها مخالفة لقوانين الولاية.
وفي منطقة ذات كثافة ديمقراطية في ولاية نيفادا، سعى الجمهوريون إلى وقف فرز الأصوات البريدية ليتمكّنوا من التدقيق فيها من كثب على أمل إعلان بطلان بعضها.
متى يتم حسم نتيجة الانتخابات الأميركية؟
متى يتم حسم نتيجة الانتخابات الأميركية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة