تفاؤل أميركي وأممي بإنجاز في محادثات غدامس الليبية

واشنطن تهدد بمعاقبة {معرقلي السلام»... وحفتر يتوعد الجماعات الإرهابية

جانب من اجتماعات الأفرقاء الليبيين في مدينة غدامس مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات الأفرقاء الليبيين في مدينة غدامس مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تفاؤل أميركي وأممي بإنجاز في محادثات غدامس الليبية

جانب من اجتماعات الأفرقاء الليبيين في مدينة غدامس مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات الأفرقاء الليبيين في مدينة غدامس مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

وسط تفاؤل أميركي وأممي، واصل الأفرقاء الليبيون، أمس، محادثاتهم العسكرية المباشرة في مدينة غدامس (غرب)، بحضور ستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة.
وتزامن هذا الاجتماع مع لقاء آخر مماثل، عقد أمس في المغرب بين ممثلي وفدي مجلسي النواب والدولة، تمهيداً لانعقاد ملتقى الحوار السياسي الجامع في تونس، أكد فيه المجتمعون على «ضرورة مشاركة السلطات الشرعية في هذا الحوار، وإشرافها على وضع مخرجاته، وفق الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي».
واكتفت البعثة الأممية، في بيان لها، بالإشارة إلى انطلاق المحادثات العسكرية بمقر مجلس غدامس البلدي، تحت شعار «ليبيا أولاً»، دون الخوض في التفاصيل، فيما تحدثت وسائل إعلام موالية لحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج عن «اتفاق على تشكيل غرفة مشتركة، ولجان فرعية للإشراف على إيقاف إطلاق النار».
وعد العميد المختار النقاصة، عضو وفد قوات حكومة الوفاق، أن «المفاوضات تسير بشكل جيد في يومها الثاني، والوفدان على وفاق تام»، مؤكداً «اتفاقهما على تطبيق بنود اتفاق هدنة جنيف كافة».
بدوره، قال اللواء إمراجع العمامي، رئيس وفد الجيش الوطني باللجنة العسكرية، إن الاجتماعات «تسير بشكل جيد، وسيجري من خلالها تشكيل لجان فرعية لوقف إطلاق النار»، لافتاً إلى «ضرورة إخراج المرتزقة من البلاد... وهذا الأمر بدأ فعلياً، وسيجري خلال فترة وجيزة».
وأشادت السفارة الأميركية لدى ليبيا، في بيان لها أمس، بما وصفته بـ«التقدم المستمر الذي يحرزه أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة»، فيما رحّب السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بما وصفه بـ«الجهود الشجاعة التي يبذلها المشاركون الليبيون في مشاورات اللجنة العسكرية المشتركة، الجارية في غدامس، لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لوقف التصعيد، وإنهاء الصراع، والبدء في اتخاذ خطوات ملموسة تؤدي في نهاية المطاف إلى إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب من البلاد».
وقال نورلاند، أمس، إن «هذا المسار المهم سيستمر عندما تلتئم مجموعة واسعة ممثلة لليبيين في تونس العاصمة، بدءاً من يوم الاثنين المقبل، في منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تيسّره الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على خريطة طريق للانتخابات الوطنية، يمكن من خلالها لجميع الليبيين ممارسة سيادتهم، وحقهم الثابت في اختيار مستقبلهم من خلال الوسائل الديمقراطية».
وعبرت السفارة عن ارتياحها لعمل «الغالبية العظمى من الليبيين لاغتنام هذه الفرص التاريخية لاستعادة سيادة ليبيا، وتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً»، لكنها أشارت في المقابل إلى أسفها لسعي مجموعة صغيرة من الليبيين، تنسق مع بعض الجهات الخارجية (لم تحددها)، إلى تقويض الحوار الذي تيسّره الأمم المتحدة، ونهب ثروة ليبيا، وتغليب مطامحهم الشخصية على رفاهية الشعب كافة، مؤكدة أنها تقف إلى جانب الليبيين الذين يرفضون العنف، ويعارضون التدخّل الأجنبي، ويجتمعون معاً في حوار سلمي وطني، وهددت «أولئك الذين يقفون عقبة في طريق التقدم بأنّهم ما زالوا عُرضة لخطر العقوبات».
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها جولة المحادثات العسكرية داخل ليبيا، إذ سبق أن عقدت 4 لقاءات خارج البلاد، كان آخرها بجنيف نهاية الشهر الماضي، ووقعت خلالها لجنة «5+5» اتفاقاً لوقف إطلاق النار بشكل دائم في ليبيا.
إلى ذلك، استغل «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، تأبينه للفريق الراحل ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة، ليتوعد الجماعات الإرهابية. وقال على لسان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، في بيان مساء أول من أمس، إن قواته دائماً -ودون تردد- على استعداد تام لكبح جماح هذه الجماعات أينما وجدت على تراب ليبيا، مؤكداً أن قوات «الجيش» ستظل على عهدها والتزامها في محاربة الإرهاب، وكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد. كما أثنى على كل من شاطر قوات الجيش العزاء في وفاة بوخمادة من الدول الشقيقة والصديقة.
ومن جهة أخرى، التزمت السلطات المصرية الصمت حيال معلومات عن زيارة وشيكة سيقوم بها فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق، إلى القاهرة، تعد الأولى من نوعها منذ توليه منصبه.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق أن أمن السواحل التابع لها تمكن أمس من ضبط قوارب لمهاجرين غير شرعيين، وعلى متنها 182 من جنسيات مختلفة، من بينهم 15 نساء و8 أطفال، مشيرة إلى تعطل أحد هذه القوارب بوسط البحر، قبل أن يتم تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم، بالتعاون مع منظمتي الهجرة والإغاثة الدوليتين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.