موجة اغتيالات لـ«داعش» بدير الزور.. والمعارضة تقطع إمداد النظام شمال مدينة حلب

قطعت قوات المعارضة السورية أمس، خطوط إمداد القوات الحكومية بين جبهتي حندرات والبريج شمال حلب، في محاولة للالتفاف على قوات النظام السوري التي كانت تسعى لإطباق الحصار على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة، عبر تقدمها شمال شرقي حلب. وبالتزامن، قال ناشطون إن تنظيم داعش يتعرض لعمليات اغتيال لعناصره في دير الزور في شرق البلاد، فيما صدت القوات النظامية هجوما لـ«داعش» على حويجة صكر في ريف المدينة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات المعارضة في منطقة الشيخ نجار في ريف حلب، «نفذت عملية خاطفة، فاجأت القوات النظامية، استطاعت خلالها السيطرة على نقاط عسكرية في نقطتي المجبل والمناشر، المحاذيتين لمخيم حندرات» في شمال المدينة، مؤكدا أن المعارضين «تمكنوا من قطع خطوط إمداد النظام من حندرات إلى البريج»، وهي مناطق تسيطر عليها القوات النظامية، وتنقل معداتها ومقاتليها عبرها.
وقال عبد الرحمن إن هذه العملية المفاجئة التي استهدفت نقاطا حكومية في الخطوط الخلفية بين حندرات والبريج «تركت القوات النظامية تحت الصدمة، كونها لم تكن متوقعة، فيما كان النظام يقاتل على جبهتين منفصلتين، ويحاول إطباق الحصار على مناطق سيطرة المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب»، لافتاً إلى أن القوات النظامية «تسعى منذ أشهر لقطع خطوط الإمداد عن مناطق نفوذ المعارضة، ولم تتمكن من ذلك حتى الآن».
وكان مقاتلون من «الجبهة الشامية» التي تضم مقاتلين إسلاميين وكتائب معارضة، سيطروا على مناطق المجبل وقسم كبير من منطقة المناشر في حلب، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية المدعومة من مقاتلين أجانب. وتكمن أهمية منطقتي المجبل والمناشر في أنهما تقعان قرب مخيم حندرات الذي كانت القوات النظامية تسعى إلى التقدم نحوه، بحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي.
وكانت القوات النظامية السورية سيطرت على منطقة المجبل والمناشر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويعد هذا التقدم، الأول لقوات المعارضة في المنطقة، بعد تأسيس «الجبهة الشامية» التي ظهرت إثر توحيد كتائب عسكرية معارضة، إسلامية مثل «لواء التوحيد» و«جيش المهاجرين»، وكتائب معتدلة في المنطقة. وتأتي في ظل مناقشات عن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب. وتواصلت الاشتباكات أمس في المنطقة نفسها، إذ أفاد المرصد السوري بتقدم جيش «المهاجرين والأنصار» المعارض في منطقة البريج، والسيطرة على الجامع الأخضر، فيما وسعت قوات المعارضة من دائرة استهدافاتها، حيث قصفت مطار النيرب العسكري، كما أطلقت قذائف على بلدتي نبل والزهراء في شمال حلب، اللتين تسكنهما أغلبية شيعية. وقال المرصد إن «عدة قذائف سقطت على مناطق في بلدة نبل، في حين دارت اشتباكات متقطعة وتبادل إطلاق نار في حي جمعية الزهراء غرب حلب، بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر». وأشار إلى وقوع اشتباكات في حي الخالدية وعلى عدة محاور من حلب القديمة، في حين قصفت الكتائب المقاتلة عددا من القذائف المحلية، مناطق في حي الخالدية، فيما قصفت القوات النظامية منطقة العامرية وبستان القصر شرق حلب.
وفيما تشتد المعارض والقصف المتبادل في حلب، يحقق المقاتلون الأكراد ومقاتلو «الجيش السوري الحر» في كوباني (شمال شرقي حلب) الحدودية مع تركيا، تقدما على قوات «داعش» التي حاولت أمس استعادة السيطرة على مدرسة رش. وأفاد المرصد باشتباكات عنيفة وقعت صباحا بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» في محيط مكتبة رش (المدرسة المحدثة) بمدينة كوباني، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين، وسط سماع دوي انفجار عنيف في منطقة الاشتباك، ومعلومات عن إعطاب وحدات الحماية آلية ثقيلة للتنظيم.
وفي دير الزور شرق البلاد، قال ناشطون إن مسلحين مجهولين اغتالوا 6 عناصر من تنظيم «داعش» في منطقة دوار الطيبة جنوب مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، والخاضعة لسيطرة التنظيم، وذلك بعد شهرين على آخر عملية اغتيال نفذت بحق مقاتلي «داعش» باستخدام المسدسات الكاتمة للصوت. وأفاد «مكتب أخبار سوريا»، بأن «مجموعة مؤلفة من 9 مسلحين ملثمين يستقلون دراجات نارية وسيارة دفع رباعي، أطلقوا النار بمسدسات كاتمة للصوت على دورية تابعة للتنظيم، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر، بينهم مقاتل يحمل الجنسية المصرية».