«نقاء الطين الأبيض»... سيرة تاريخية للمشهد الثقافي السعودي

خالد اليوسف يروي حكايته في مرايا الأدب والأمكنة والأصدقاء

خالد اليوسف
خالد اليوسف
TT

«نقاء الطين الأبيض»... سيرة تاريخية للمشهد الثقافي السعودي

خالد اليوسف
خالد اليوسف

توّج الباحث السعودي خالد اليوسف اشتغاله على مدى سنوات في جمع ورصد وتوثيق وتصنيف الأدب السعودي، بكتابة سيرة ثقافية تمتد من الستينات حتى اليوم، عبر سرد مفصّل لسيرته الذاتية، ورصد للتحولات الثقافية والاجتماعية، اتسم بالعمق في سبر أغوار الثقافة والأدب وعلاقتهما بالمجتمع.
يحمل الكتاب الذي سيصدر قريباً عنوان «نقاء الطين الأبيض: سيرة ثقافية»، ويتناول سيرة كاتبها في مراحل القراءة والكتابة، وعالم الكتاب والمكتبات والمعلومات، والشخصيات المؤثرة في حياته.
خالد اليوسف، المتخصص في المكتبات، عكف منذ نحو 15 عاماً على تصنيف مسارات الأدب السعودي من خلال «دراسة تاريخية بيوغرافية ببلومترية»، تعنى بالنثر والشعر والدراسات الأدبية، مع معجم خاص للإبداع الأدبي في السعودية، ولديه الكثير من الإصدارات الأدبية في القصة والرواية وقدّم للمكتبة العربية أكثر من 45 مؤلفاً.

سيرة وطن
سرد المذكرات الثقافية، بدأ عبر نشر حلقات في صفحته الخاصة في «فيسبوك»، ثم تطورت لتصبح مع الأيام «سيرة وطن، وسيرة رجالات وشخصيات، وسيرة مواقع وأمكنة وأحداث مبهجة وسعيدة... سيرة عطاء ونجاحات متتالية، وفكر تنويري متطلع إلى العطاء غير المحدود». امتدت هذه السيرة على مدى ستين عاماً منذ ولادة الكاتب في حي «دخنة» بالرياض 1960 «نُبش فيها الملفات والأوراق والمحفوظات والأرشيف كاملاً، وهي سيرة صادقة تعبّر عن كل شيء له صلة بالثقافة، وبالكتاب والمكتبات، بالقراءة والكتابة والبحث والنشر». كما تناولت شخصيات كثيرة كان لها أثر كبير على حياته، وتضمن الكتاب ملحقاً هو سرد آخر يترجم سير هؤلاء الأعلام باختصار مركّز ومفيد، وقد تجاوز عددهم الخمسمائة وثلاثين شخصية.
يقول خالد اليوسف «أملي المبهج أن يجد الباحث والكاتب والقارئ كتاباً مرجعاً لتاريخ ثقافة الوطن، كتاباً فيه جميع المعلومات التي يبحث عنها من يبحث عن مسيرة الحركة الأدبية والثقافية، عن الشخصيات الفاعلة في فترة زمنية تأسس فيها الفعل الثقافي بروح مخلصة للوطن».
وحين يتحدث عن مكان وزمان ولادته في حي دخنة بالعاصمة الرياض، ينقل القارئ إلى صورة الحي الطيني الذي يفيض بالتقاليد الراسخة والتي ستظل محركاً رئيسياً في مسارات الكاتب مهما حاول التحرر منها، وكما يقول «أن تكون ولادتك في قلب الرياض الأول: حي دخنة، فهذا يعني أنك ولدت في حضن التاريخ والجغرافيا والمجتمع الأصيل، في قلب الأسر والبيوتات العريقة للرياض؟.. حي دخنة هو الحي الطيني المكون لعشرات البيوت والمساجد والنخيل، سمي الحي بهذا الاسم نسبة إلى بئر قديمة كانت تروي عدة بساتين».
وحول التأثير الثقافي للشخصيات على مسيرته، يذكر أنه لأول مرة يتعرف على تأثير مبهر في حياته من خارج العائلة والمجتمع المحلي، إنه مدرس مادة التعبير أو الإنشاء والذي «كان له الدور الكبير في بناء وتكوين ذائقة الخيال والحكي والقص والقراءة»، كان ذلك في الصف الثالث الابتدائي، وكان الأستاذ هو محمد السبيهين، يقول «غرس - هذا المعلم - في داخلي حب القراءة والكتابة والاطلاع منذ أول يوم التقيت به، ورأيت كيف يتحدث ويرسل شفراته إلى عقلي ليغرس المعرفة فيه... وكثيراً ما حلق بنا في درسه مع حكايات وقصص لا حدود لجمالها، وسحر تسلسلها، وجاذبية إلقائها، مما انعكس علي فيما بعد للبحث عن هذه الحكايات».

معهد الرياض العلمي
في سنّ المراهقة درس خالد اليوسف في معهد الرياض العلمي، أحدث هذا في حياته «نقلة غير عادية؛ علمياً وتعليمياً؛ إذ انتقلت من مناهج وزارة المعارف في الابتدائية إلى الكتب الأمهات في علوم شتى مع بداية المرحلة المتوسطة، ثقافياً رأيت ما لم أره من قبل، ففيه الإذاعة الصباحية قبل الحصص، والضحى بعد الحصة الثانية لمدة تصل إلى نصف ساعة، ورأيت نشاطاً في الصحافة على حيطان المعهد، ورأيت نشاطاً مسرحياً! فشعرت بأني في هذه المرحلة بدأت في تكوين جديد عليّ».
خلال دراسته في المعهد، يلاحظ المؤلف أسماء بارزة من الشخصيات الدينية والأدبية زاملته في الدراسة في المعهد، بينها مثلاً الدكتور الشيخ عبد الرحمن السديس الذي يتولى حالياً رئاسة الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى الإمامة والخطابة في الحرم المكي، والداعية الدكتور عايض القرني.
في تلك المرحلة، كان المعهد تتجاذبه تيارات محافظة جداً وأخرى أقل محافظة، بالنسبة للكاتب فقد وجد نفسه مراراً في خضم هذا التجاذب، يروي أنه حين انضمّ إلى جمعية الصحافة، حيث كانت تصدر جريدة يومية يتولى ترتيبها في كل يوم طالب بمفرده، أخذه الحماس بالتميّز فـ«نشرتُ مرّة قصيدة غزلية لجميل بن معمر: جميل بثينة، وبعد ساعة واحدة سحبت من مكانها وسُلمت إلى المشرف، وجاءني عتاب شديد، فحمدت الله أني لم أسمع رغبات وطلبات عدد من الطلاب لعرض قصيدة غزلية قوية لنزار قباني، وإلا لربما فصلت من المعهد نهائياً!... ومرة تجرأت ونشرت صورة كاريكاتيرية سبق أن نشرت في إحدى الصحف المحلية، وبالطريقة نفسها سُحبت وسُلمت إلى المشرف! فطلبني وحذرني تحذيراً شديداً، وقال لي: لا تنسَ أنك في معهد الرياض العلمي».

المرغوب والممنوع
أول إطلالة للمؤلف على الفن كانت من نافذة الفن التشكيلي، حيث اكتشف أن لديه موهبة كامنة في الرسم والتشكيل، التقطها من التفاصيل الدقيقة للحارات القديمة التي نشأ فيها، «اكتشفت شيئاً جديداً بعد فترة من سكن بيتنا الجديد في حي السبالة، اكتشفت أن ملامح الرسم المتقن والجميل بدأت تتضح في خطوط ولمسات يدي».
أما السينما فقد كانت تواجه ممانعة على كل الصعد، ومع ذلك فقد وجدت طريقها لعشرات الشباب في قلب الرياض كغيرها من مناطق السعودية في حقبة السبعينات، عن هذه المرحلة يلاحظ خالد اليوسف في كتابه الجديد، كيف كان الشباب يعتادون على مشاهدة أفلام السينما في أحواش وأماكن معزولة عن الأعين، وعبر جهاز العرض على الجدران... «تشبعتُ من مشاهدة كثير من الأفلام السينمائية في بيت جدي، حيث إن خالي يعرضها علينا عند زياراتنا إليهم في ليالي الجمعة، وهو ممن يمتلك ماكينة العرض السينمائية، ويتحول سطح بيتهم الواسع إلى صالة عرض أسبوعية، كنا نحن – أمي وإخوتي الثلاثة – وخالتي وأبناؤها وجدي وجدتي جمهوراً ينتظر هذه الليلة بفارغ الصبر، خصوصاً أنه يحرص على إحضار أحدث الأفلام المصرية واللبنانية».
لكن دوام الحال من المحال، فقد جاء من ينظر للسينما بشزر، وحدث أن كان المؤلف وأبناء عمه يجتمعون سراً لمشاهدة تلك الأفلام، حيث اجتمع الفتيان لاستئجار ماكينة عرض سينمائية مع أربعة أفلام مصرية حديثة، من محال السينما المنتشرة في حي المربع، «واتفقنا أن يتم العرض بعد العشاء في بيت ابن عمي محمد الذي لا يوجد فيه أحد من أهله، حيث إنهم يسافرون إلى مدينتنا الزلفي في كل صيف، وجهزنا الجدران بشراشف بيضاء، وتم تهيئة المكان ووضع سماعة للصوت خارجية؛ لكي لا تكون فضيحة عند الجيران، وجلسنا جميعاً قبالة الشاشة والسماعة بيننا، ولكننا نسينا شيئاً مهماً، أن بيت ابن عمي مجاور للمسجد، وصلاة الفجر يتم قيامها في سطوح المسجد في فصل الصيف، وبمجرد أن صعد المؤذن إلى سطح المسجد شاهد على الجدران الصور المتحركة، فصدم وجن جنونه: بيت بن يوسف فيه جن يتحركون!»، وتلقى الفتيان عقوبات متفاوتة نظير ما فعلوا. الطريف أن عقوبة أحدهم كانت تزويجه فوراً من إحدى قريباته! وعن دور الجماعات المتشددة وسلطتها المتعسفة، يروي اليوسف أنه في إحدى الرحلات الطلابية أثناء دراسته في المعهد كان يخرج جهاز تسجيل صغيراً ويدير شريطاً بصوت هادئ لأم كلثوم، لكن المشرف على الرحلة اكتشفه ووبخه «وختم حديثه بأنه لن يتخذ ضدنا أي موقف أو قرار إذا طبقنا طلباته، وبالفعل سمعنا أوامره وطبقناها؛ لكن علمنا بعد ذلك أن الذي كان يراقبنا (شخص) من هذه الجماعات!».

أروقة الصحافة والنشر
تعرف اليوسف على عالم النشر في الصحافة السعودية في السبعينات، حين نشر قصصه القصيرة وقصائده في جريدتي «الرياض» و«الجزيرة». وشهد عام 1979 ولادته قاصاً أدبياً، حيث نشر أول قصة بعنوان «وهم المطر»، وجاء نشرها بعد نصوص تجريبية في كتابة القصة القصيرة. وصدرت مجموعته القصصية الأولى، تحت عنوان «مقاطع من حديث البنفسج» يقول عنها «استطعت أن أثبّت أقدامي في عالم القصة القصيرة السعودية والعربية. ومن هنا جاء ترشيحي لأمثّل القصة القصيرة السعودية في مهرجان الشباب الأدبي الأول في دول الخليج العربي الذي عقد في دبي عام 1985، وكان معي الصديق عبد العزيز الصقعبي في المجال نفسه».

شخصيات ثقافية
من الشخصيات الكثيرة التي مرت بذاكرة الأدب السعودي من خلال سرد خالد اليوسف، عبد الكريم الجهيمان، (1912 - 2011)، وهو من رواد الصحافة السعودية، ومن أبرز مؤلفاته «أساطيرنا الشعبية»، في ثلاثة أجزاء، يذكر المؤلف أنه أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة، كان يعمل في الصيف في المحكمة بالرياض وحدث أن جاء رجل يطلب منه صكاً له، فسأله عن اسمه، ليتبين أنه عبد الكريم الجهيمان، كاتب القصص والحكايات والأساطير، وعند تسليمه الصك سأله: هل أنت الأستاذ عبد الكريم الجهيمان صاحب كتاب الأساطير الشعبية؟ قال: نعم، «وبسرعة تقدمت لتقبيل رأسه، ففوجئ بما قمت به وبمعلوماتي عنه، شكرني وعند خروجه طلب معرفة اسمي».
حدث ذلك في صيف 1395هـ/ 1975م، ويضيف «في الغد فوجئت بعودته قبل صلاة الظهر، قائلاً: يا ابني أنا رجعت علشانك، وأقدم لك هذه الهدايا من كتبي! كانت أعظم هدية بالنسبة لي! وأعظم موقف لا يمكن أن أنساه». تتعد الشخصيات الأدبية والثقافية والصحافية وغيرهم ممن أثروا في حياة خالد اليوسف داخل السعودية وخارجها، وكما يقول «ولأن عددهم كبير جداً لن أستطيع إحصاءهم». لكن يبقى هذا الكتاب إضافة مهمة لقراءة المشهد الثقافي السعودي برصد تاريخي وتحليلي شامل.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.