يأمل قطاع واسع من الشباب الليبي بمشاركة سياسية أوسع ضمن منتدى الحوار الذي تعد له البعثة الأممية بالعاصمة التونسية في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ويتخوفون من إبرام «صفقة تكون غير مقبولة» بالنسبة لهم، في وقت تبدي فيه البعثة ترحيبها بذلك، وتؤكد انفتاحها على جميع الأطياف الشبابية، وسماع جميع الآراء قصد التوصل لحل للأزمة الليبية.
وقال أكرم النجار، أحد المسؤولين عن «المؤتمر الشبابي الأول» الذي عقد في الجنوب الليبي مؤخراً، وانتهى إلى إصدار بيان ختامي أطلق عليه «وثيقة تويوة»، وقع عليه أكثر من مائة متضامن، إن عدد الذين سيشاركون من الشباب في منتدى تونس السياسي: «لا يتجاوز 4 شبان فقط»، معبراً عن أسفه لما سمَّاه «إقصاء الشباب من حضور مثل هذه اللقاءات المهمة التي سيترتب عليها تغيير أشياء كثيرة في ليبيا».
وعزا النجار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما سمَّاه «إقصاء الشباب» إلى احتمال «تمرير صفقة من تحت الطاولة، على غرار ما حدث في اتفاق الصخيرات»، قبل قرابة 5 أعوام برعاية أممية. وبالتالي فالبعثة «لا تريد أن تسمع أصواتاً مغايرة قد تفسد هذه الصفقة»، حسب تعبيره.
غير أن «البعثة» قالت إنها استبقت التحضير لـ«منتدى تونس»، بتنظيم اللقاء الأول لمسار الشباب الليبي الذي ضم 40 مشاركاً، يمثلون الجمعيات الشبابية من مختلف التوجهات والمناطق بالبلاد في 18 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ لكن النجار رد على ذلك بالقول بأن «هذا المسار ما هو إلا نوع من استيعاب حراك الشباب شكلياً، ومحاولة لامتصاص غضبه في عدم تمثيلهم بشكل فعلي في منتدى الحوار في تونس». ونقل عن البعثة قولها لهم: «اعتبروا أنفسكم في هذا الاجتماع وكأنكم في منتدى الحوار بتونس... وهذا الحديث أكد لنا أن البعثة لا تريد تمثيلاً حقيقياً للشباب داخل لجنة الحوار، رغم قدرتهم على الإنتاج الحقيقي؛ لأنهم هم من دفع ضريبة نتائج كل الاتفاقيات التي أبرمت خلال العشر سنوات الأخيرة».
وأضاف النجار موضحاً: «يبدو أن هناك صفقة سياسية لتقاسم السلطة من جديد في ليبيا، ولا يريدون حضور من يعطلها».
وفي مستهل اللقاء الذي جمع شباناً من ألوان الطيف الليبي، أشادت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ورئيسة البعثة، ستيفاني ويليامز، بقبولهم الدعوة للمشاركة في هذا الحوار، وأكدت على دور الشبان «كونهم يمثلون الأمل والمستقبل لليبيا» مبرزة أن التوصيات التي يتوافقون عليها «ستلاقي طريقها إلى جدول أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي».
وقالت إن أكثر ما لفت انتباه البعثة «هو فقدان الشباب الثقة في الوضع القائم والجهات المسؤولة عنه؛ لكن رغم الصورة القاتمة للوضع الحالي، وجدنا أن الشباب الليبي ما زال يملك الأمل في السلام ومستقبل أفضل لليبيا».
ولم تختلف وجهة نظر أحمد التواتي، الناشط السياسي وأحد القائمين على مؤتمر «الشباب الأولي» الذي عُقد في بلدة تويوة الجنوبية، بالتأكيد على أن اللقاء الذي عقدته «البعثة» مع الشباب عبر تقنية «زوم»: «لا يعكس أي تمثيلية حقيقية للشباب، ولا يرتب أي إلزامية للأخذ بتوصياتهم من قبل المتحاورين».
ورأى التواتي في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن هذا اللقاء «هو مجرد محاولة من البعثة لامتصاص ارتفاع نبرة الشباب، المطالب بالمشاركة في رسم مستقبل بلاده». وقال بهذا الخصوص: «بعد 4 ساعات من اللقاء كانت حصة الشباب في عرض وجهة نظره دقيقتين... ولذلك لا يمكن أن تكون البعثة جادة في إيجاد أو تنفيذ حلول يطرحها الشباب، بالإضافة إلى محاولة تدخلها في التوصيات التي أصدرناها، وهو ما تم رفضه بعدما أصررنا على صياغتها بأنفسنا».
وأضاف التواتي متسائلاً: «لا ندري بعد ذلك، ما إذا كان سيتم اعتماد ما توصلنا إليه في حوار تونس الذي لا يوجد للشباب تمثيل فيه يتناسب مع وزنه؛ خصوصاً وأن البعثة استدعت 9 في المائة من الليبيين ليقرروا مستقبل 91 في المائة من الشعب».
واتفق الشبان المجتمعون في اللقاء الأول لمسار الشباب الليبي، على أن يكون هناك عدد كافٍ من الممثلين لهم ضمن الحوار المرتقب في تونس، وعدم الاكتفاء بمسار الشباب المنعقد «افتراضياً».
شباب ليبيا يتخوفون من «صفقة غير مقبولة» في «حوار تونس»
شباب ليبيا يتخوفون من «صفقة غير مقبولة» في «حوار تونس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة