الأردن: الانتخابات النيابية في موعدها وحظر شامل بعد إعلان النتائج

استطلاع أظهر أن 46.5 % من الأردنيين لن يشاركوا

TT

الأردن: الانتخابات النيابية في موعدها وحظر شامل بعد إعلان النتائج

أكدت الحكومة الأردنية أن لا تغيير في موعد الانتخابات النيابية المقررة في العاشر من الشهر الجاري، وأعلن رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن السلطات ستنفذ حظراً شاملاً نهاية الأسبوع المقبل، وبعد ظهور النتائج.
وفي وقت طالب فيه سياسيون بتأجيل موعد الانتخابات النيابية تحسباً لارتفاع أرقام الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط من أجل تغيير الموعد الذي «سيتسبب في كارثة وبائية» بحسبهم، لافتين إلى أن مراكز الاقتراع والفرز ستكون مناسبة للتجمعات الكبيرة، وسط غياب تام لإجراءات الوقاية والسلامة العامة خارج أسوارها.
كما اعتبرت عاصفة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي دشنها معارضون بمواجهة إصرار الحكومة على عدم تأجيل الانتخابات، أن هناك تراجعاً واضحاً في أولوية صحة المواطن، أمام تقديم الحكومة لمصلحتها في إجراء انتخابات ستقاطعها نسبة كبيرة من المواطنين الذين يخشون على سلامتهم وسلامة أسرهم، ما يؤثر على مخرجات صناديق الاقتراع.
وارتفعت أرقام إصابات فيروس كورونا المستجد في البلاد بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية لتتجاوز في أرقامها الإجمالية منذ بدء الجائحة حاجز 75866 إصابة، وسط ارتفاع أرقام الوفيات اليومية، لتصل بأرقامها التراكمية إلى 866، في حين حذّر الجهاز الصحي في المملكة من الانهيار نتيجة ارتفاع أرقام المراجعين، على الرغم من تنفيذ سياسة العزل المنزلي للإصابات متوسطة الأعراض، وتلك التي لم تظهر عليها أي أعراض.
ويأتي القرار الحكومي بتنفيذ الحظر خلال أيام الخميس والجمعة والسبت، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، لمنع التجمعات بعد ظهور النتائج، وتحسباً لإقامة بيوت تهنئة للنواب الفائزين، كما منعاً لأي احتجاجات قد تنشأ على خلفية ظهور النتائج، ما يتسبب في ارتفاع أرقام المصابين بفيروس كورونا نتيجة الاختلاط والتجمعات الكبيرة.
وأمام الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الهيئة المستقلة للانتخاب داخل أماكن الاقتراع، وإعلانها سلسلة خطوات بدءاً من دخول المقرات وحتى الخروج منها، طالبت الهيئة جمهور الناخبين بضبط التجمعات والالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي خارج أماكن التصويت.
كانت الهيئة المستقلة للانتخاب منعت استخدام المقار الانتخابية «منعاً باتاً»، وذلك من خلال تعديل التعليمات التنفيذية الخاصة بقواعد حملات الدعاية الانتخابية التي كانت تتيح استخدام المقار الانتخابية بشروط محددة، في وقت أحالت فيه 26 مرشحاً إلى السلطات المختصة نتيجة ارتكاب مخالفات تتعلق بالمقار الانتخابية وعدم الالتزام بشروط السلامة العامة وأوامر الدفاع.
جاء ذلك في وقت كشف فيه تحالف «راصد» لمراقبة الانتخابات (مؤسسة مجتمع مدني) عن نتائج استطلاع للرأي أعلن عنه أمس، أن «46.5 في المائة من الأردنيين لن يشاركوا»، في وقت كشف فيه الاستطلاع أيضاً أن 33.7 في المائة من الناخبات والناخبين الذين يحق لهم الاقتراع سيشاركون في الانتخابات المقبلة، فيما قال 19.8 في المائة منهم إنهم لم يتخذوا قراراً بعد بما يتعلق بمشاركتهم من عدمها.
وأشار الاستطلاع إلى أن 53 في المائة من الأردنيين أكدوا أن أثر جائحة كورونا على نسبة المشاركة سيكون بشكل كبير، بينما قال 18 في المائة إن الجائحة ستعمل على تخفيض نسب المشاركة بشكل متوسط، و5 في المائة قالوا إن الجائحة ستعمل على تخفيض نسب المشاركة بشكل محدود، فيما قال 1 في المائة فقط إن الجائحة ستزيد من نسب المشاركة، في المقابل قال 23 في المائة إن الجائحة لن تؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات.
ويترشح للانتخابات النيابية المقررة في العاشر من الشهر الجاري بحسب العدد النهائي للقوائم 294 قائمة، فيما بلغ عدد المترشحين داخل القوائم 1674 مرشحاً، منهم 1314 من الذكور، و360 من الإناث، فيما يبلغ عدد الناخبين الأردنيين وفق جداول الأسماء النهائية نحو 4.68 مليون ناخب؛ 2.2 منهم من الذكور، و2.4 من الإناث، موزعين على 23 دائرة انتخابية في المملكة.
وتجري الانتخابات النيابية المقبلة بالقانون الذي أقره مجلس النواب السابق مطلع عام 2016، الذي انقلبت فيه حكومة عبد الله النسور على قانون الصوت الواحد الذي جرت بموجبه الانتخابات النيابية منذ عام 1993 وحتى عام 2013. ونص القانون الجديد على الترشح على القائمة النسبية المفتوحة، عن الدائرة الانتخابية التي اعتمدت حدود المحافظات حسب التقسيم الإداري، مع منح مدن الكثافة السكانية في العاصمة والزرقاء وإربد دوائر أكثر، وتحديد 15 مقعداً مخصصة للنساء، من 130 مقعداً للمجلس.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.