زيدان وكونتي صديقان في يوفنتوس... غريمان في مواجهة الإنتر والريال

كونتي يأمل بقيادة الإنتر لنصر في مدريد - زيدان يبحث عن فوز على زميل الأمس (رويترز)
كونتي يأمل بقيادة الإنتر لنصر في مدريد - زيدان يبحث عن فوز على زميل الأمس (رويترز)
TT

زيدان وكونتي صديقان في يوفنتوس... غريمان في مواجهة الإنتر والريال

كونتي يأمل بقيادة الإنتر لنصر في مدريد - زيدان يبحث عن فوز على زميل الأمس (رويترز)
كونتي يأمل بقيادة الإنتر لنصر في مدريد - زيدان يبحث عن فوز على زميل الأمس (رويترز)

بعد 24 عاماً من بدء صداقتهما في تورينو، حيث لعبا معاً ضمن صفوف يوفنتوس، يلتقي الفرنسي زين الدين زيدان والإيطالي أنطونيو كونتي مجدداً اليوم، ولكن هذه المرة مدربين لريال مدريد الإسباني وإنتر ميلان توالياً، في الجولة الثالثة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا. من لاعبين نموذجيين إلى مدربين غريمين، سيتعين على كونتي وزيدان أن يضعا صداقتهما جانباً، لمحاولة إنقاذ مشوار فريقيهما، إنتر وريال اللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع على التوالي في المجموعة الثانية، بعد انطلاقة متعثرة في المسابقة القارية العريقة.
تاريخهما المشترك الممتد لنحو ربع قرن سيشهد فصلاً جديداً اليوم، ذلك لأن كونتي وزيدان يعرف بعضهما بعضاً أكثر من أي شخص آخر: لاعبين كانا شريكين لخمسة مواسم مع يوفنتوس، وهي المواسم التي شهدت بزوغ «زيزو» على الساحة الدولية (1996-2001)، حيث توج على الخصوص بلقبين في الدوري الإيطالي، وبلغ مباراتين نهائيتين في مسابقة دوري الأبطال عامي 1997 و1998، بالإضافة إلى إنجازين تاريخيين مع منتخب فرنسا في كأس العالم 1998 وفي أمم أوروبا 2000. لعب الصديقان نحو 131 مباراة معاً بقميص السيدة العجوز، وبقيا رفيقين منذ ذلك الحين.
قبيل مواجهتهما الأولى بصفتهما مدربين، في يوليو (تموز) 2016، خلال مباراة ودية بين ريال وتشيلسي الإنجليزي في الولايات المتحدة، كال كونتي الذي كان وقتها مدرباً للنادي اللندني المديح لزيدان، وقال: «في يوفنتوس، لعبت معه، ومع الفرنسي ديديه ديشامب، والهولندي إدغار ديفيدز. خط وسط جيد، أليس كذلك؟ كنا نركض من أجله، وكان الأمر رائعاً، لأنه عندما تصله الكرة، كان من الممكن أن يحدث أي شيء...كان عبقرياً». لكن مباراة اليوم لن تكون ودية على الإطلاق، بين إنتر المحروم المهدد بغياب هدافه ونجمه الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو، وريال مدريد المنتكس على أرضه ضد الفريق الرديف لشاختار دونيتسك الأوكراني (2-3) في الجولة الأولى، وعودته المثيرة في اللحظات الأخيرة أمام مضيفه بوروسيا مونسنغلادباخ، عندما حول تخلفه بثنائية نظيفة إلى تعادل (2-2).
قد تعود إلى ذاكرة كونتي في مدريد فكرة أنه كان قريباً قبل عامين من أن يصبح مدرباً للنادي الملكي، بعد إخفاق جولن لوبيتيغي. كان كل شيء مكتملاً حينها، حتى أنه تم تحديد موعد للمؤتمر الصحافي، لكن كونتي قرر فجأة التخلي عن عقد ذهبي -وفق الصحافة الإيطالية- فعاد زيدان في مارس (آذار) 2019، ليستأنف مهمته التي انقطع عنها لبضعة أشهر فقط، ولا تزال قائمة حتى اليوم. لم يكن هناك ما ينذر بأن هذين اللاعبين النموذجيين سيلتقيان وجهاً لوجه في أكبر المنافسات القارية بصفتهما مدربين لفريقين عريقين بعد 25 عاماً من بداية صداقتهما.
يقول لاعب الوسط الدولي الإيطالي السابق أليساندرو تاكيناردي الذي كان زميلاً لكونتي وزيدان في يوفنتوس: «بالنسبة إلى أنطونيو، كنت سأراهن عليه كثيراً. لقد كان مدرباً بالفعل على أرض الملعب، وكان قدوة للجميع؛ قائد صامت. أما زيدان، فلم أكن أنتظر أبداً أن أراه مدرباً، وها نحن اليوم نتحدث عن واحد من أولئك الذين فازوا بأكبر عدد من الألقاب في العالم». ويتابع تاكيناردي: «لقد كانا شخصين كريمين خجولين. كونتي وزيدان اليوم من كبار المدربين الذين أظهروا كيف يمكنك الفوز بطرق مختلفة. لقد نقلا خصائصهما بصفتهما لاعبين إلى فرقهما. كما أنهما يتمتعان بكاريزما فريدة من نوعها تعد سلاحاً إضافياً».
لكن ما يميز زيدان عن كونتي اليوم هو أن الفرنسي فاز بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في كأس السوبر الأوروبية، فيما لا يزال كونتي يلهث وراء أول لقب قاري له، بعد إخفاقه الموسم الماضي في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام إشبيلية الإسباني.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.