مطاردة عصابات تهريب البشر في 3 مدن ساحلية ليبية

مهاجرون غير نظاميين على متن سفينة إسبانية بعد اعتراضهم قبالة السواحل الليبية في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي (أ.ب)
مهاجرون غير نظاميين على متن سفينة إسبانية بعد اعتراضهم قبالة السواحل الليبية في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي (أ.ب)
TT
20

مطاردة عصابات تهريب البشر في 3 مدن ساحلية ليبية

مهاجرون غير نظاميين على متن سفينة إسبانية بعد اعتراضهم قبالة السواحل الليبية في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي (أ.ب)
مهاجرون غير نظاميين على متن سفينة إسبانية بعد اعتراضهم قبالة السواحل الليبية في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي (أ.ب)

على مقربة من شاطئ التليل بمدينة صبراتة الليبية، التف مواطنون يفحصون هيكلاً عظمياً يرجح أنه يعود لأحد المهاجرين، كان قد لفظه البحر منذ أيام، لكن فرق انتشال الجثث غفلت عنه لكثرة ما اعتادت على التقاط مثل هذه العظام من بين رمال الشاطئ الغربي للبلاد.
وقال مصدر أمني بمدينة صبراتة الواقعة غرب العاصمة طرابلس، في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «دائماً ما يطرح البحر جثامين لغرقى، ويتبين لنا بعد فحصهم أنها تعود لمهاجرين فروا بواسطة عصابات الاتجار بالبشر الذين لا يتوقفون عن ابتزاز الحالمين بالهجرة». وأضاف: «للأسف، أصبحت هذه العصابات في تزايد مستمر نظراً لكثرة الأموال التي يحصلون عليها من المهاجرين غير النظاميين بالبلاد، وبعض أفراد الجاليات العربية الموجودة في بلادنا».
وحدد المصدر الأمني، وهو ينتمي إلى جهاز مكافحة الهجرة بغرب البلاد، ثلاث مدن ساحلية رئيسية تطارد فيها الأجهزة الأمنية عصابات تهريب البشر، وهي زوارة والزاوية والقرة بوللي. وقال إن السلطات باتت تعرف أسماء بعض المتورطين في التهريب، وإنها تعثر من وقت إلى آخر على مهاجرين أفارقة ومواطنين من العمالة الوافدة بينهم مصريون تمت تخبئتهم في أوكار سرية قصد تهريبهم إلى أوروبا.
وتحدث المصدر عن كثرة فرار الأسر الليبية عبر البحر المتوسط بغية الوصول إلى أوروبا، وقال: «هذا شيء محزن، بعد أن كنا نذهب إلى أوروبا لقضاء الإجازات، بات الليبيون يهربون سراً متجاهلين الموت، للبحث عن أرزاقهم في دول أوروبية، لكن للأسف من يصل منهم قليل».
وعاشت مدينة الزاوية الليبية أجواء من الحزن الأسبوع الماضي، بعد انقلاب قارب كان يقل عدة أسر عدة من المدينة الساحلية، قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وزاد من عظم المأساة فقد طفلة تسمى ليلى، بعدما سقطت من يد أسرتها في المياه.
وحسب جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة - فرع طرابلس، فإن القوات التابعة إلى وحدة التحري والقبض بمركز إيواء طرابلس (طريق السكة) ألقت القبض على مهرب بشر، حدد حرفان من اسمه بـ«م. ي»، وعمره 39 عاماً، وذلك أثناء دخوله إلى ضواحي مدينة طرابلس، «بعد عملية معقدة طويلة من جمع المعلومات والاستدلالات والترصد».
ولفت الجهاز إلى أن الشخص المقبوض عليه مطلوب لدى نيابة الهجرة غير المشروعة بمكتب النائب العام، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية ستواصل رصد باقي المتهمين في عمليات تهريب للبشر، وإنها ستواصل «الضرب بيد من حديد على كل المجرمين وتجار البشر».
ونوه جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة أنه نقل منتصف الأسبوع عدداً من المهاجرين غير النظاميين ممن لديهم قضايا إلى نيابة الهجرة التابعة إلى مكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بمرافقة عناصر الأمن التابعين إلى وحدة التحقيق بمركز إيواء طرابلس (طريق السكة).
وشهد شاطئ ليبيا الغربي مؤخراً مأساة إنسانية جديدة، تمثلت في مصرع 15 مهاجراً غير نظامي على الأقل بعد غرق قاربهم قبالة ساحل مدينة صبراتة، خلال محاولة للهرب إلى الشاطئ الأوروبي.
وبحسب خمسة ناجين تمكن صيادون ليبيون من سحبهم إلى الشاطئ، فإن مأساة المهاجرين في ليبيا تزداد سوءاً بالنظر إلى ازدياد موجات الهجرة وقلة الجهود الأمنية في التصدي لها نظراً لاتساع الحدود التي يتسربون منها إلى داخل البلاد.
وكان رئيس المنظمة الدولية للهجرة لدى ليبيا فيديريكو سودا أفاد في تغريدة له على «تويتر» أن «ما لا يقل عن 15 مهاجراً يعتقد أنهم في عداد الأموات بعد غرق قاربهم قبالة ساحل صبراتة في ليبيا، بحسب خمسة ناجين تمكن صيادون من سحبهم إلى الشاطئ»، مضيفاً: أن «أكثر من 70 آخرين تم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا من قبل خفر السواحل الليلة الماضية».
ولقي ما لا يقل عن 500 شخص في وسط البحر الأبيض المتوسط مصرعهم هذا العام، كما بلغ عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم أو إنقاذهم من الغرق قبالة السواحل الليبية نحو 10 آلاف مهاجر منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع الشهر الجاري، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ومن حين لآخر تلقي الأمواج بجثامين الغرقى على شواطئ المدن الساحلية، فتسارع فرق الإنقاذ والانتشال بجمعية الهلال الأحمر الليبي برفعها، لكن جثماناً من هذا ظل حتى قاربت الرمال على طمره، وقال أحمد عبد الحكيم حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، قال إن «هيكلاً عظميا على وضعه منذ شهور أمام شط (التليل) بمدينة صبراتة، كان من بين الجثامين التي تقذفها الموج إلى الشاطئ كل حين، متسائلاً: «أين أفراد قسم إدارة الجثث في الدولية للهجرة؟ وأين المجلس البلدي في المدينة؟».
وتعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الهاربين من انعدام الاستقرار في مناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط والساعين للتوجه إلى أوروبا.
وسبق لوزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» أن أعلنت اعتقال عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ«البيدجا»، في 14 أكتوبر الجاري، لاتهامه بالاتجار في البشر وتهريب المهاجرين والوقود. وكان النائب العام الليبي أصدر أمراً قبل 3 أعوام بالقبض على «البيدجا» وآخرين لذات التهم، لكن نفوذهم والمواءمات السياسية بالعاصمة كانت تحول دول إتمام ذلك.
ووفقًا للتقرير الأول للمهمة الأوروبية البحرية «إيريني» فإن السفن التابعة لها نفذت 128 عملية إنقاذ أو اعتراض لـ9050 مهاجراً خلال الفترة ما بين 1 مارس (آذار) و31 يوليو (تموز) العام الجاري، بالبحر المتوسط أغلبها قبالة السواحل الليبية.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.