بوادر أزمة بين الحكومة والبرلمان في تونس

البرلمان التونسي في جلسة له يوم 26 فبراير 2020 (أ.ب)
البرلمان التونسي في جلسة له يوم 26 فبراير 2020 (أ.ب)
TT

بوادر أزمة بين الحكومة والبرلمان في تونس

البرلمان التونسي في جلسة له يوم 26 فبراير 2020 (أ.ب)
البرلمان التونسي في جلسة له يوم 26 فبراير 2020 (أ.ب)

كشف رفض البرلمان التونسي قانون المالية التكميلي للعام الحالي، عن بوادر أزمة حادة في علاقة الجهازين التنفيذي والتشريعي.
لأول مرة في تاريخ المؤسستين، سحبت حكومة هشام المشيشي قانون المالية التكميلي نتيجة ضغط من أعضاء اللجنة المالية في البرلمان، وأغلبهم من التحالف البرلماني الثلاثي الداعم للحكومة، والمكون من حركة النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة.
ويرى مراقبون أن الحكومة باتت في عزلة عن التحالف الداعم لها، إذ إن عدداً من النواب وجّهوا نقدهم اللاذع إلى الحكومة مما أفرز غياب التنسيق بين الجانبين.
ويبدو أن البرلمان رفض المشروع بعدما تبلغ بأن عجز الميزانية العامة بلغ حدود 14 مليار دينار تونسي، أي 13.4% من الناتج الإجمالي للبلاد، في حين كان متوقعاً أن يكون العجز في حدود 3% فقط.
ونتيجة للخلاف بين الجانبين، عبّر مروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي، عن عدم استعداد البنك لتعبئة موارد مالية إضافية من السوق المحلية في ظل عدم قدرة السلطات التونسية على التوجه إلى الاقتراض الخارجي. وكان علي الكعلي وزير المالية والاقتصاد، قد حثّ محافظ البنك المركزي على تمويل الاقتصاد التونسي نظراً إلى عدم قدرة البلاد على التوجه نحو الاقتراض من السوق المالية إلى حد نهاية السنة الحالية.
وكان مفترضاً أن تصادق لجنة المالية أمس، على مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2020، إلا أن التحفظات على صيغ الحكومة لسد عجز ميزانية للسنة الجارية أدت إلى سحبها المشروع بهدف تعديله عبر إيجاد طرق أخرى لسدّ العجز، وذلك بالتوازي مع توجه لجنة المالية إلى لعب دور تحكيمي بين الحكومة والبنك المركزي للخروج من أزمة رفض البنك لتمويل خزينة الدولة.
ويمثل تاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبل الأجل الأقصى لمصادقة الجلسة العامة للبرلمان على مشروع قانون المالية التعديلي.
ويتمثل أحد الحلول المطروحة لتجاوز مشكلة تعبئة 10.3 مليار دينار في ظرف الشهرين المتبقيين من سنة 2020 في مبادرة تشريعية تتقدّم بها الكتلة الديمقراطية، الاثنين المقبل، لتعديل الفصل 25 من القانون الأساسي للبنك المركزي يُمكن بمقتضاه فسح المجال أمام البنك لتمويل خزينة الدولة بتوفير نحو نصف المبلغ المطلوب لسدّ العجز.
أما المبادرة التشريعية الثانية فسيتقدّم بها نواب حركة الشعب، أحد مكوني الكتلة الديمقراطية، بداية الأسبوع المقبل مع طلب استعجال النظر. ووفق ما كشفه النائب عن حركة الشعب ورئيس لجنة المالية هيكل المكي لـ«المغرب»، فإن مقترح القانون سيشمل تنقيح القانون الأساسي للبنك المركزي في اتجاه التخلّي عن استقلاليته التي فرضتها الجهات المالية المُقرضة على تونس في ظرف مالي واقتصادي متردٍّ يستوجب توحيد جهود كل مؤسسات الدولة وتكريس دورها الاجتماعي أكثر فأكثر.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.