10 لحظات فارقة في انتخابات الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) وجو بايدن خلال المناظرة الأخيرة (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) وجو بايدن خلال المناظرة الأخيرة (أ.ب)
TT

10 لحظات فارقة في انتخابات الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) وجو بايدن خلال المناظرة الأخيرة (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) وجو بايدن خلال المناظرة الأخيرة (أ.ب)

مع خوض دونالد ترمب السباق الرئاسي لإعادة انتخابه كان المتوقع دائما أن تكون انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020 مثيرة وحافلة بالأحداث. لكن أحدا لم يتنبأ بجائحة عالمية تقلب جميع جوانب الحملة رأسا على عقب.
وفيما يلي 10 لحظات محورية في عام انتخابي «مذهل» وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء:
1) تبرئة ترامب في الخامس من فبراير (شباط) 2020
في بداية العام كانت الأوضاع تبدو طيبة بالنسبة للرئيس الجمهوري. ففي مجلس الشيوخ انتهت محاكمة ترمب في قضية العزل بتبرئته من اتهامين نسبهما إليه الديمقراطيون. ولم يعد أثر تقرير مولر (عن التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016) عالقا فوق رأسه. وكان الاقتصاد يبدي علامات قوة وبدت بوادر إعادة انتخابه قوية نسبيا. لكن حتى في الوقت الذي بدت فيه الأوضاع وردية بشكل أكبر بالنسبة للرئيس بدأت تنتشر حالات «كوفيد - 19» في كاليفورنيا وولايات منطقة شمال غربي الولايات المتحدة.
2) بايدن يكسب الانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية يوم 29 فبراير 2020
بعد نتائج غير مرضية في المجمع الانتخابي في ولاية أيوا والانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير بدت فرصة بايدن في الانتخابات الرئاسية وقد انتهت. لكن مساعديه في الحملة الانتخابية أكدوا أن الأوضاع ستنقلب بمجرد بدء تصويت الأميركيين من أصل أفريقي بأعداد كبيرة، وكانوا على حق. وحقق بايدن المفاجأة في كارولاينا الجنوبية مما جعل عدة منافسين يخرجون من السباق على الفور وجعل المسرح يتهيأ لسباق مذهل حقق لبايدن ترشيح الحزب الديمقراطي في غضون أسابيع. وربما يثبت بايدن أنه الديمقراطي المؤهل أكثر من غيره لاجتذاب الناخبين المعتدلين من ترمب في الغرب الأوسط وغيره.
3) ترمب يوجه خطاب فيروس «كورونا» يوم 11 مارس (آذار) 2020
بعد أسابيع من التهوين من شأن خطر فيروس «كورونا»، ومع ارتفاع حالات الإصابة بسرعة الصاروخ في البلاد وجه ترمب خطابا نادرا إلى الأمة من المكتب البيضاوي في محاولة لطمأنة الجماهير الغاضبة. وبعد يومين أعلن حالة الطوارئ على المستوى العام. وغيّر الفيروس الحياة الأميركية بإغلاق المدارس والأعمال والمطاعم وحبس ملايين الأميركيين في البيوت. وصار الفيروس الموضوع المهيمن على انتخابات 2020 وأيضا جعل الفيروس ترمب وبايدن بشكل أكبر يغيبان عن سير الحملة شهورا.
4) خروج ساندرز في الثامن من أبريل (نيسان) 2020
مع الشلل الذي أصاب الولايات المتحدة بسبب فيروس «كورونا» صار بيرني ساندرز المنافس الأخير لبايدن الذي يخرج من سباق ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة. وأيد ساندرز انتخاب بايدن بعد أيام قلائل مما ضمن أن الحزب لن يضربه الانقسام مثلما حدث قبل 4 سنوات عندما رفض السيناتور ساندرز التسليم بالهزيمة أمام هيلاري كلينتون إلى أن عُقد المؤتمر العام للحزب. وسمحت خطوة ساندرز لبايدن بأن يركز اهتمامه تحديدا على الانتخابات العامة قبل قرابة 7 أشهر من إجرائها. وعمل بايدن على جعل أنصار ساندرز يشعرون بأنهم يلقون الترحاب في الحزب وشكل سلسلة من لجان العمل السياسي التي ضمت أصواتا تقدمية موالية لساندرز.
5) لحظة «بليتش» لترمب يوم 23 أبريل 2020
مع اقتراب حصيلة وفيات الجائحة من 50 ألفا اقترح ترمب بشكل عفوي في أحد إيجازاته الصحافية عن الفيروس حقن منظفات مثل «بليتش» في أجسام البشر لأنها يمكن أن تقضي على الفيروس. وبسرعة حذر خبراء الصحة العامة المواطنين من أن فعل مثل هذا الشيء يسبب التسمم. وفي وقت لاحق زعم ترمب أنه كان يمزح. وكان الغضب الشديد الناتج عن تصريحه سببا في قراره بعد أيام إلغاء هذه المؤتمرات الصحافية بالكامل رغم أن استطلاعات الرأي أظهرت في أبريل زيادة في التأييد الشعبي لإدارته للأزمة.
6) إطلاق الغاز على المحتجين أمام البيت الأبيض في أول يونيو (حزيران) 2020
كانت واشنطن واحدة من عدة مدن شهدت احتجاجات سلمية إلى حد كبير في أعقاب وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، في 25 مايو (أيار) بعد أن جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه في مينيابوليس. وفي أول يونيو، ألقى ترمب خطابا في البيت الأبيض تحدث خلاله عن «القانون والنظام» الذي سيستخدمه خلال بقية حملته الانتخابية. وأطلقت الشرطة وأفراد من قوات الحرس الوطني، مرتدين ملابس مكافحة الشغب، رذاذ الفلفل لإخراج المحتجين من حديقة أمام البيت الأبيض حتى يتمكن ترمب من السير إلى كنيسة سان جون التاريخية والتقاط صورة وهو يحمل الكتاب المقدس. وتحول هذا المشهد إلى صورة تطارد ترمب إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن الأميركيين يدعمون إلى حد كبير الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية. وسرعان ما انخفضت نسبة تأييد ترمب إلى أدنى مستوى لها منذ 7 أشهر.
7) هاريس تنضم إلى بطاقة بايدن الانتخابية في 11 أغسطس (آب) 2020
اختيار بايدن السيناتورة كامالا هاريس من ولاية كاليفورنيا، التي كانت تنافس من أجل نيل ترشيح الحزب، لم يكن مفاجأة. ورغم أنها كانت طوال الوقت الأقرب لذلك، فإنها سرعان ما أثبتت أنها الأقدر على تقديم كل ما يحتاجه بايدن، لتمنحه شريكا متمرسا ولامعا في الحملة الانتخابية وحيويا فيما يتعلق بالقاعدة الديمقراطية. كما أنها استخدمت براعتها في جمع الأموال لدعم بايدن لتصل المساهمات في حملته إلى مستويات عالية بمجرد إدراجها على بطاقته الانتخابية.
8) وفاة القاضية غينسبورج في 18 سبتمبر (أيلول) 2020
تحققت أسوأ مخاوف الليبراليين عندما توفيت القاضية روث بادر غينسبورج متأثرة بإصابتها بمرض السرطان قبل أقل من شهرين من انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). لم يتردد ترمب في شغل منصبها في المحكمة العليا فرشح القاضية آمي كوني باريت إلى المحكمة لتحل محلها، وهو ما يجعله يضمن أغلبية محافظة لسنوات مقبلة. أعطت هذه الخطوة المحافظين سببا للتعبير عن فرحتهم في عام كان يمثل تحديا للرئيس. لكنها أيضا حفزت الديمقراطيين، وخصوصا النساء، مما هيأ الفرصة بسهولة لحملة بايدن لإطلاق تحذيرات من التهديدات لقانون الرعاية الميسرة وحقوق الإجهاض.
9) أول مناظرة بين ترمب وبايدن في 29 سبتمبر 2020
في مسعى لتعزيز فرصه، دخل ترمب في مناظرته الأولى مع بايدن بحثا عن ساحة للاشتباك، وهو ما ارتد عليه. قاطع ترمب مرارا بايدن والمنسق كريس والاس لدرجة أن الحدث برمته خرج عن نطاق السيطرة. كما هاجم ترمب عائلة بايدن. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت بعد ذلك ومختصون بمتابعة المناظرة أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد شعروا بالصدمة من سلوكه. وانسحب ترمب لاحقا من المناظرة الثانية بعد أن تم تحويلها إلى مناظرة عبر الإنترنت في أعقاب تشخيص إصابته بـ«كوفيد - 19»، ثم تبنى لهجة أكثر تحفظا في المواجهة النهائية مع بايدن في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
10) إصابة ترمب بـ«كوفيد - 19» في الثاني من أكتوبر 2020
ظل ترمب على مدى أسابيع يعقد مؤتمرات انتخابية، كان يتم خلالها تجاهل تدابير السلامة من انتشار فيروس «كورونا» إلى حد كبير، لكن بعد ذلك ثبتت إصابة ترمب وعدد من مساعديه بمرض «كوفيد - 19». وأبقته فترة المرض والحجر الصحي القصيرة بعيدا عن مجريات الحملة الانتخابية لمدة 10 أيام. ومع ذلك، فإن صورة ترمب ربما تكون تعرضت للضرر الأكبر. ومع انتقاد غالبية الأميركيين لأسلوب تعامل ترمب مع الوباء، فإن تشخيص إصابته بالمرض جعل البيت الأبيض يبدو متعثرا ومنافقا. وأكد البيت الأبيض أن الفيروس سيظل القضية المركزية للحملة قبل أسابيع فقط من يوم الانتخابات.



تقرير: ترمب يستغل مسؤوليه لمحاولة البقاء في السلطة

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب يستغل مسؤوليه لمحاولة البقاء في السلطة

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أكد تقرير صحافي أن الرئيس دونالد ترمب، الذي من المفترض أن يترك البيت الأبيض خلال 70 يوماً فقط، يعمل على تسخير قوة الحكومة الفيدرالية لمقاومة نتائج الانتخابات التي خسرها، وهو أمر لم يفعله أي رئيس في التاريخ الأميركي.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن جهود ترمب خلال السنوات الأربع الماضية ركزت على الاستعداد لإمكانية خسارته الانتخابات عن طريق تكديس الحكومة بالمعينين المطيعين لإدارته وتقويض مصداقية المؤسسات الأخرى بما في ذلك وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون ووسائل الإعلام المحايدة.
فقد عبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس (الثلاثاء) عن ثقته في أنه بمجرد إحصاء كل صوت «قانوني» فإن ذلك سيؤدي إلى «فترة ثانية لإدارة ترمب»، رافضاً فيما يبدو فوز بايدن.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية: «سيكون هناك انتقال سلس لإدارة ثانية لترمب». وسعى لاحقاً إلى طمأنة العالم بأن انتقال السلطة في أميركا سيكون ناجحا. وأضاف: «سنحصي جميع الأصوات».
ويوم الاثنين، طلب وزير العدل الأميركي ويليام بار، المعين من قبل ترمب، من ممثلي الادعاء الاتحاديين التحقيق في أي مزاعم «ذات بال» عن مخالفات في عملية التصويت والإحصاء.
ومن جهتها، رفضت إميلي مورفي، رئيسة إدارة الخدمات العامة الأميركية، التوقيع على خطاب يسمح للفريق الانتقالي لبايدن بالحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصّصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة.
وفي السياق ذاته، طالب البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية بإعداد ميزانية للعام المقبل، كما لو كان ترمب سيظل رئيسا للولايات المتحدة.
كما شرع الرئيس في إعادة هيكلة إدارته، فأقال وزير الدفاع مارك إسبر ورؤساء ثلاث وكالات أخرى، في الوقت الذي عين فيه البيت الأبيض أحد الموالين لترمب في منصب رئيسي في وزارة الدفاع وقام بترقية آخر كان قد وصف زورا الرئيس السابق باراك أوباما بأنه إرهابي.
ويتوقع الخبراء أن يقيل ترمب أيضاً مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية.
وقال تقرير «نيويورك تايمز» إن إدارة ترمب طلبت من بعض مسؤولي السفارات الأميركية في البلدان الأخرى عدم دعم أي جهود لمساعدة بايدن على الاتصال بالقادة الأجانب الذين يريدون تهنئته.
ومنذ بدء فرز الأصوات، حشد ترمب إدارته وضغط على حلفائه الجمهوريين للتصرف كما لو كانت النتيجة لا تزال غير مؤكدة، إما بسبب الأمل الضعيف في قلب النتائج فعلياً أو على الأقل التشكيك في نتائج الانتخابات.
وخلال فترة رئاسته، حاول ترمب دفع الكثير من الجمهور الأميركي إلى عدم تصديق أي شخص آخر غيره، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، حيث يدعم الكثير من مؤيديه الادعاءات التي أطلقها بخصوص تزوير الانتخابات رغم عدم وجود أدلة على ذلك.
وأظهر استطلاع رأي تم إجراؤه قبل يومين أن 70 في المائة من الجمهوريين لا يعتقدون أن الانتخابات الأميركية كانت حرة ونزيهة.
وقال مايكل جيه أبراموفيتز، رئيس منظمة «فريدوم هاوس»، وهي منظمة غير ربحية تتعقب الديمقراطية في جميع أنحاء العالم: «ما رأيناه الأسبوع الماضي من الرئيس ترمب يشبه إلى حد كبير تكتيكات القادة الاستبداديين الذين نتعقبهم. لم أكن أتخيل أبداً رؤية شيء كهذا في أميركا».
وأضاف أبراموفيتز: «من خلال إقناع جزء كبير من السكان بوجود تزوير واسع النطاق، فإن ترمب يبذر أسطورة يمكن أن تستمر لسنوات وتساهم في تآكل ثقة الجمهور في النظام الانتخابي للولايات المتحدة».
ومن ناحيته، تجاهل بايدن محاولات ترمب لمنعه من تولي مهام منصبه مؤكداً على أنه «لا يوجد شيء يوقف عملية نقل السلطة.
وسارع بايدن إلى إنشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، وألقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية «أوباماكير» التي طلب ترمب من المحكمة العليا تفكيكها.
وأقر بايدن بأنه سيكون من المفيد الحصول على معلومات سرية مثل الإحاطة الرئاسية اليومية، وهو أمر عادة ما توفره الإدارة المنتهية ولايتها للرئيس القادم. لكنه أضاف: «حقيقة أنهم ليسوا على استعداد للاعتراف بأننا فزنا في هذه المرحلة ليس له تأثير كبير على خطتنا».
ومن المفترض أن يتم تنصيب بايدن في 20 يناير (كانون الثاني).