أظهرت بيانات أمس (السبت)، أن عدداً قياسياً من الأميركيين بلغ 90 مليون ناخب صوّتوا مبكراً في الانتخابات الرئاسية، فيما قام الرئيس دونالد ترمب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، بحملة في مختلف أرجاء البلاد لمحاولة التأثير على الناخبين القلائل الذين لم يحسموا أمرهم.
ويعكس العدد المرتفع للتصويت المبكر، نحو 65% من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016، الاهتمام الشديد بالانتخابات قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء الحملة الانتخابية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأدت المخاوف من التعرض للإصابة بفيروس «كورونا» في أماكن الاقتراع المزدحمة يوم الثلاثاء إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يصوّتون عن طريق البريد أو بأنفسهم في مواقع الاقتراع المبكر.
وأمضى ترمب الجمهوري الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في توجيه اللوم اللاذع إلى المسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي للجائحة والعاملين في المجال الطبي.
وتُظهر استطلاعات الرأي تراجع ترمب خلف نائب الرئيس السابق بايدن على مستوى البلاد، لكنّ المنافسة محتدمة أكثر في الولايات التي ستقرر نتيجة الانتخابات. ويقول الناخبون إن فيروس «كورونا» هو مصدر قلقهم الأكبر.
وقال بايدن في تجمع انتخابي حضره الرئيس السابق باراك أوباما بمدينة فلينت في ولاية ميشيغان: «لا يهمني إلى أي مدى يحاول دونالد ترمب. لا يوجد أي شيء -دعوني أقل ذلك مجدداً- ليس بوسعه القيام بأي شيء لمنع شعب هذا البلد من التصويت بأعداد غفيرة واسترداد هذه الديمقراطية».
ويقول مسؤولون في عدة ولايات ومنها بنسلفانيا وويسكونسن إن الأمر قد يستغرق أياماً عدة لفرز كل البطاقات المرسلة بالبريد وهو ما يعني انعدام اليقين لأيام إذا تعلقت النتيجة على تلك الولايات.
وفي تجمع صغير في نيوتاون بولاية بنسلفانيا، سخر ترمب من بايدن لانتقاده سجل الجمهوريين في مكافحة «كوفيد - 19» الذي أودى بعدد كبير من الأرواح في الولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر في العالم.
وقال ترمب للحاضرين الذين لم يضع بعضهم الكمامات: «شاهدت جو بايدن وهو يتحدث أمس. كل ما يتحدث عنه هو كوفيد كوفيد. ليس لديه أي شيء آخر ليقوله سوى كوفيد كوفيد».
وقال إن الولايات المتحدة «على بُعد أسابيع فقط» من التوزيع الشامل للقاح آمن للوقاية من «كوفيد - 19» الذي يدفع المستشفيات إلى العمل بكل طاقتها ويقتل ما يصل إلى ألف شخص في الولايات المتحدة يومياً. ولم يذكر ترمب تفاصيل تدعم تصريحاته بشأن لقاح وشيك، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
واتهم بايدن الرئيس الأميركي بالبلطجة وانتقد افتقاره إلى استراتيجية للسيطرة على الجائحة كما انتقد جهوده لإلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) وتجاهله لعلم تغير المناخ.
وعرض بايدن برنامجه الاقتصادي (صنع في أميركا) على النقيض من نهج ترمب «أميركا أولاً»، قائلاً إنه سيجعل الأثرياء يدفعون حصتهم العادلة ويتأكد من توزيع الأرباح بشكل أكثر إنصافاً.
* تقرير ستانفورد
أصدر الاقتصاديون بجامعة ستانفورد أمس (السبت)، تقديراً يشير إلى أن تجمعات ترمب الانتخابية التي عُقدت في الفترة من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول) أدت إلى أكثر من 30 ألف إصابة إضافية بـ«كوفيد - 19» وربما ما يصل إلى 700 حالة وفاة.
واستندت الدراسة إلى نموذج إحصائي لا إلى تحقيقات فعلية لحالات الإصابة بفيروس «كورونا». ولم تستشهد الدراسة بخبراء الأمراض من بين مؤلفيها ولم تخضع لمراجعة نظيراتها.
وحذر مسؤولو الصحة العامة مراراً من أن فعاليات حملة ترمب قد تؤدي إلى زيادة تفشي الفيروس، لا سيما تلك التي تقام في الأماكن التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالفعل. ومن الصعب تحديد التأثير الفعلي لتلك التجمعات على معدلات الإصابة بسبب الافتقار إلى تعقب قوي للمخالطين في العديد من الولايات.
ووصف أميش أدالجا، خبير الأمراض المعدية في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي، التقرير بأنه «موحٍ». وقال: «أود أن أقول فقط إنه موحٍ ولكن من الصعب عزل التأثير المحدد لحدث واحد تماماً دون بيانات قوية لتتبع المخالطين للحالات».
وسرعان ما استحوذت حملة بايدن على نتائج ستانفورد وكانت الحملة قد حدّت بشدة من حجم الحشود في التجمعات أو ألزمت المؤيدين بالبقاء في سياراتهم.
وقال أندرو بيتس، المتحدث باسم حملة بايدن، في بيان: «ترمب لا يهتم حتى بحياة أشد مؤيديه». ولم تردّ حملة ترمب على طلب التعليق على التقرير.
ويركز ترمب حملته على بنسلفانيا ويعقد أربعة تجمعات هناك. ولم تشهد الولاية حتى الآن قفزات كبيرة في حالات الإصابة بـ«كورونا» كتلك التي تهدد قدرة المستشفيات في ويسكونسن وغيرها من الولايات الأخرى الحاسمة. ومع ذلك توفي نحو 8700 شخص في الولاية جراء المرض هذا العام.