الاتحاد الأوروبي يطالب إسرائيل بالحفاظ على صحة الأسير الأخرس

فلسطينيات خلال تجمع للمطالبة بالإفراج عن الأسير الموقوف إدارياً في إسرائيل ماهر الأخرس بمدينة غزة في 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيات خلال تجمع للمطالبة بالإفراج عن الأسير الموقوف إدارياً في إسرائيل ماهر الأخرس بمدينة غزة في 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يطالب إسرائيل بالحفاظ على صحة الأسير الأخرس

فلسطينيات خلال تجمع للمطالبة بالإفراج عن الأسير الموقوف إدارياً في إسرائيل ماهر الأخرس بمدينة غزة في 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينيات خلال تجمع للمطالبة بالإفراج عن الأسير الموقوف إدارياً في إسرائيل ماهر الأخرس بمدينة غزة في 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إن الاتحاد يتابع عن كثب الحالة الصحية المتدهورة بسرعة للأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، ماهر الأخرس (49 عاماً)، في ظل مواصلته الإضراب عن الطعام منذ يوليو (تموز) الماضي احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
وأكد ستانو أن الاتحاد الأوروبي يكرر مخاوفه القديمة بشأن الاستخدام الواسع النطاق من قبل إسرائيل للاعتقال الإداري دون توجيه تهم رسمية، بغض النظر عن الادعاءات الموجهة ضد الأخرس. وأضاف: «يوجد حالياً حوالي 350 فلسطينياً رهن الاعتقال الإداري، وللمحتجزين الحق في أن يتم إبلاغهم بالتهم الكامنة وراء أي احتجاز وأن يخضعوا لمحاكمة عادلة». ودعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني والتزاماتها تجاه حقوق الإنسان وتجاه جميع الأسرى، والالتزام باتفاقية جنيف الرابعة، والحفاظ على صحة الأخرس.
ودخل الأخرس أمس يومه الـ97 على التوالي، في إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال، احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
والاعتقال الإداري هو اعتقال كان معمولاً به أيام الانتداب البريطاني وتستخدمه إسرائيل اليوم ضد الكثير من الفلسطينيين ويجيز لمخابراتها اعتقال أي شخص لأي فترة بدون محاكمة تحت بند «سري».
واعتقلت إسرائيل الأخرس من بلدة سيلة الظهر قرب جنين بالضفة، في 27 يوليو (تموز) 2020. ثم نقلته إلى مركز معتقل «حوارة»، قبل أن يشرع في إضرابه المفتوح عن الطعام، ثم يجري تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور في سجن «عوفر». ومنذ ذلك الوقت لم يوقف الأخرس إضرابه مطالباً بالإفراج الفوري عنه.
والأحد الماضي رفضت محكمة إسرائيلية اقتراحاً فلسطينياً بتحويله إلى مستشفى فلسطيني لاستكمال العلاج.
ويُعاني الأسير الأخرس من أوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده، وتشنجات متكررة، وفقدان للوعي، وصعوبة في الحركة، وضعف في السمع والرؤية، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وهو أبرز الأعراض التي تفاقمت لديه مؤخراً.
وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الأخرس قد يتعرض لانتكاسة مفاجئة في أحد أعضائه الحيوية، نظراً لنقص نسبة الأملاح والسوائل لديه، ورفضه الحصول على المحاليل والمدعمات. وقال المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه في تصريح بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «إن الأسير الأخرس القابع في مستشفى (كابلان) الإسرائيلي يعاني من إعياء وإجهاد شديدين، وبدأ يشعر بألم في قلبه، إضافة لآلام جسده، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، ويتعرض لنوبات تشنج وألم شديد في مختلف أنحاء جسده، ومن تشوش في الرؤية وصداع شديد».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.