برلمانيون ينتقدون مساندة الغنوشي لنائب تونسي وُصف بـ {الإرهابي»

TT

برلمانيون ينتقدون مساندة الغنوشي لنائب تونسي وُصف بـ {الإرهابي»

اعترضت مجموعة من الكتل البرلمانية التونسية، وفي مقدمتها كتلة الحزب الدستوري الحر والكتلة الديمقراطية، الممثلة لحزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب المعارضين، على إصدار رئاسة مجلس البرلماني، بقيادة راشد الغنوشي، بيان تضامن مع عبد اللطيف العلوي، النائب الممثل لـ«ائتلاف الكرامة»، وهو حزب إسلامي مؤيد لحركة النهضة، بعد أن قال إنه مهدد بالقتل، والذي وصفته بعض وسائل الإعلام التونسية سابقاً بـ«الإرهابي».
ودعت هذه الأحزاب المعارضة إلى سحب بيان المساندة، متهمة الغنوشي بـ«توظيف مؤسسة البرلمان لخدمة التحالفات السياسية الضيقة، وتبييض أعمال من مارس العنف، وتحويله إلى ضحية من خلال تقديمه كشخصية مهددة بالإرهاب». كما طالب مجلس البرلمان السلطات الأمنية والقضائية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتتبّع الجهات المتورطة في هذه التهديدات، واطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات.
ونددت كتلة الحزب الدستوري الحر المعارض، التي تتزعمها عبير موسى، بما سمتها «التجاوزات التي يقوم بها رئيس المجلس»، متهمة الغنوشي بإحداث «مؤسسة وهمية لا وجود لها في النظام الداخلي للبرلمان». في إشارة إلى مؤسسة رئاسة البرلمان. وقالت عبير موسي إن الغنوشي تعمد إصدار بيانات باسم البرلمان، دون عرضها على الكتل البرلمانية، ودون مناقشتها داخل مكتب البرلمان، على حد تعبيرها.
في السياق ذاته، قالت «الكتلة الديمقراطية» إنها «تفاجأت من إصدار مجلس نواب الشعب بيان مساندة لأحد النواب»، في إشارة إلى العلوي، وطالبت البرلمان بـ«سحب البيان فوراً لانحرافه بمؤسسة السلطة التشريعية نحو أجندات، وممارسات ديكتاتورية مرفوضة».
وطالبت الكتلة الديمقراطية بـ«ضرورة التنسيق بين رؤساء الكتل، وتداول هذه المسائل داخل الأطر المخصصة لذلك»، ونددت بـ«تعامل مؤسسة البرلمان بسياسة المكيالين في إرضاء الموالي، وتهميش المعارض»، على حد قولها.
وكان عبد اللطيف العلوي، النائب البرلماني عن «ائتلاف الكرامة» المثير للجدل، قد أعلن تلقيه تهديدات بالقتل، وحمّل المسؤولية لعبير موسي، وعدد من وسائل الإعلام التونسية التي وصفته بـ«الإرهابي»، وقال إن من هدده بالذبح «ينتمي إلى الاتجاه البورقيبي، ومن أتباع عبير موسي»، مؤكداً أن التهديدات التي وصلته تخضع لبحث الأمن الوطني وأجهزة مكافحة الإرهاب.
وأضاف العلوي أنه بات وعائلته «يعيشون تحت التهديد المباشر، نتيجة التحريض المتواصل ضده، ووصمه بالإرهاب والتكفير من المجرمين الحقيقيين المتمترسين وراء القنوات التلفزيونية والإذاعية»، على حد تعبيره، في انتظار الكشف عمن يقف وراء تلك التهديدات.
في غضون ذلك، كشفت رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض عن طرح أحزاب المعارضة اسم حسونة الناصفي، رئيس كتلة «الإصلاح الوطني» البرلمانية، لتولي رئاسة البرلمان عوضاً عن الغنوشي، وذلك خلال الجلسة البرلمانية التي عقدت نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي لسحب الثقة منه.
كما كشفت عن وجود مفاوضات متقدمة مع عدد من الكتل البرلمانية والأحزاب السياسية، وبعض النواب المستقلين، بخصوص رئيس جديد للبرلمان، واتهمت حزب «قلب تونس»، الذي يتزعمه نبيل القروي، وعدد من القوى الديمقراطية الأخرى بخذلانها في عملية سحب الثقة من الغنوشي.
وكانت عملية التصويت التي جرت آنذاك قد أسفرت عن موافقة 97 نائباً برلمانياً على سحب الثقة من الغنوشي، في حين أن نجاح إبعاد الغنوشي كان يتطلب جمع أصوات 109 نواب، يمثلون الأغلية المطلقة المطلوبة، وهو ما جعل أحزاب المعارضة تتهم حزب قلب تونس بخيانتها، وإنقاذ الغنوشي في آخر لحظة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».