مايك بنس... ورقة هادئة رابحة في حملة ترمب «العاصفة»

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال لقاء انتخابي في ولاية نورث كارولاينا (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال لقاء انتخابي في ولاية نورث كارولاينا (رويترز)
TT

مايك بنس... ورقة هادئة رابحة في حملة ترمب «العاصفة»

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال لقاء انتخابي في ولاية نورث كارولاينا (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال لقاء انتخابي في ولاية نورث كارولاينا (رويترز)

خلف الرئيس دونالد ترمب، يقف نائبه مايك بنس الهادئ والمحافظ للغاية والمسيحي الورع الذي قد يتمكن من إقناع الناخبين المتدينين، القاعدة الناخبة التي يعتبر تصويتها حاسما للفوز بولاية ثانية الثلاثاء المقبل.
بابتسامته الخجولة وشعره الأبيض المصفف على الدوام، يبدو أسلوب مايك بنس (61 عاما) على تناقض تام مع شخصية دونالد ترمب المثيرة للجدل منذ أربع سنوات.
وحين يهاجم ترمب بانتظام خصومه او وسائل الإعلام الكبرى، يحافظ بنس على هدوئه. وبينما يؤكد الرئيس المطلّق مرتين أنه مؤمن لكنه لا يذهب الى الكنيسة كثيرا، لا يتوقف بنس عن تأكيد تدينه، وهو المعروف عنه انه يرفض البقاء وحيدا في غرفة مع امرأة ليست زوجته كارين.
ويترك مايك بنس بكل طيبة خاطر الأضواء للرئيس ويعمل في الظل مع الكونغرس والمسؤولين الجمهوريين أو يقوم بمهمات دبلوماسية حساسة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
عينه دونالد ترمب على رأس الخلية التي تولت إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في مارس (آذار)، وكانت تصريحاته في هذا الشأن مدروسة على الدوام بعيدا عن الاستفزازات او التقديرات او المعلومات غير الدقيقة التي يطلقها الرئيس، وكل ذلك مع الحرص على ألا يكون أبدا في تناقض مع ترمب.
ويشيد أنصار الأخير بولائه فيما يندد منتقدوه بما يعتبرونه تملقا أتاح له البقاء في منصبه.
في مواجهة منافسته كامالا هاريس خلال المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، كان منضبطا في إجاباته لكن بالنسبة لادائه تبقى عالقة في الاذهان الذبابة التي حطت على شعره الابيض لمدة دقيقتين.
وبنس محام عمل سابقا مقدم برامج اذاعية. وهو يعرف جيدا كواليس واشنطن ويحظى بتقدير من الجمهوريين بعدما كان عضوا في مجلس النواب من 2001 حتى 2013 والمسؤول الثالث في الحزب من 2009 الى 2011.
ومايك بنس ودونالد ترمب لم يكونا متقاربين بشكل خاص في البداية قبل أن يختاره ليشغل منصب نائب الرئيس في 2016. وقد سرت شائعات بان ترمب فكر في تغيير بنس هذا العام لإعطاء حملته دفعاً جديداً. لكن الرئيس استفاد من علاقاته الوثيقة بالناخبين المسيحيين البيض، وهم عادة متقدمون في السن، ولعبوا دورا رئيسيا في فوزه قبل أربع سنوات.
«إنه صلب كالصخرة. لقد كان نائب رئيس رائعا»، هكذا وصفه ترمب في أغسطس (آب) الماضي. وأضاف أنه «يحظى باحترام جميع المجموعات الدينية ، من الإنجيليين وغيرهم».
وبنس الحاكم السابق لولاية انديانا الذي نشط جدا في الحملة الانتخابية وخصوصا في ولاية الوسط الغربي للولايات المتحدة يصف نفسه بأنه «مسيحي، محافظ وجمهوري وبهذا الترتيب»، علماً أنه وُلد كاثوليكياً لكنه غيّر مذهبه لاحقاً وصار إنجيلياً.
وحين كان حاكما لولاية إنديانا، برز كمدافع عن القيم العائلية التقليدية ومناهض للاجهاض وزواج المثليين. واعلن اخيرا رفضه استضافة لاجئين سوريين في ولايته.
وقد وقّع بنس بصفته حاكم ولاية قوانين تجعل الاجهاض أكثر صعوبة في إنديانا. وتعرض لانتقاد شديد لدفاعه في 2015 عن قانون حول الحرية الدينية اعتبره معارضوه وسيلة تمييز ضد المثليين.
لكن مواقف بنس صبت في مصلحة ترمب في صفوف المحافظين التقليديين وخصوصا الانجيليين بعدما أبدوا ترددا كبيرا حيال شخصية رجل الاعمال.
كذلك، اضطلع بنس بدور في انتصارات دونالد ترمب في ولايات الحزام الصناعي الممتد في شمال شرق الولايات المتحدة، وهي منطقة شهدت تراجعا اقتصاديا ومن أبرز ولاياتها إنديانا وأوهايو المجاورة. وشكل ذلك عاملا حاسما لفوزه في السباق الرئاسي.
في العام 2017، أكد المستشار الرئاسي السابق ستيف بانون دوره الحاسم في الانتخابات. وقال لمجلة «نيويوركر» إن «ترمب حصل على أصوات القوميين الشعبويين، لكن بنس هو الأساس»، مؤكدا أنه «من دون بنس لا نكسب».
والحصول على دعم هذه القاعدة المتدينة قد يكون هذه المرة أيضا حاسما للفوز بولاية ثانية. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيو أن اميركيا من اصل أربعة هو إنجيلي. وهذه الطائقة هي الأبرز في البروتستانتية الأميركية، وتتقدم على الكاثوليك والبروتستنات التقليديين.



«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قدم الادعاء «الأكثر جنوناً» بشأن مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن، حيث زعم فريق ترمب أن أقماراً صناعية إيطالية زورت الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي أصدرت، أمس (الثلاثاء)، مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني بعثها فريق ترمب لكبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية لإثبات مزاعم تزوير الانتخابات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الرسائل توضح بالتفصيل أن فريق ترمب قدم مزاعم لا أساس لها من الصحة تتضمن نظريات مؤامرة، وكذلك ترسم صورة واضحة لعدم وضع أي اعتبارات للخطوط التقليدية بين البيت الأبيض ووزارة العدل بالمسائل المتعلقة بترمب شخصياً.
ووصفت «واشنطن بوست» بعض الرسائل بأنها «مذهلة»، حيث تكشف أن الإدارة التي كانت تقود الولايات المتحدة كانت تعتقد بنظرية تآمرية لم يسمع بها من قبل تزعم بأن أقماراً صناعية إيطالية استخدمت في تزوير العملية الانتخابية.
وأوضحت الصحيفة أن مارك ميدوز كبير مساعدي ترمب أرسل في الأول من يناير (كانون الثاني) برسالة إلى المدعي العام بالإنابة جيفري روزن تضمنت مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لضابط استخبارات سابق يدعى براد جونسون يشرح بالتفصيل ما أطلق عليه اسم «نظرية المؤامرة الإيطالية» تزعم أن أشخاصاً على صلة بشركة إيطالية تدعى «ليوناردو» استخدموا أقماراً صناعية لتزوير الأصوات في المراكز الحضرية في الولايات الرئيسية لصالح بايدن.
وقالت الصحيفة إن القائم بأعمال نائب المدعي العام ريتشارد دونوغ وصف تلك المزاعم بأنها «جنون تام» بعدما بعث جيفري روزن له برسالة كبير مساعدي ترمب.
وأكدت «واشنطن بوست» أن وكالة «رويترز» للأنباء وصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أجرتا تحقيقاً بشأن تلك المزاعم ووجدتا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن تلك المزاعم سبق أن تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يقدمها فريق ترمب.
وقالت رئيسة لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي كارولين مالوني: «تظهر هذه الوثائق أن ترمب حاول إفساد أهم وكالة لإنفاذ القانون في بلادنا، في محاولة سافرة لإلغاء انتخابات خسرها».
وتأتي هذه الوثائق في وقت يواصل خلاله المشرعون الأميركيون التحقيق في هجوم أنصار ترمب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير لمحاولة عرقلة التصديق على فوز بايدن بالانتخابات، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.