وزير خارجية إيطاليا في رام الله بعد تل أبيب لتحريك المفاوضات

مؤكداً أن الاتفاقات مع العرب ستدفع قدماً بالقضية الفلسطينية

TT

وزير خارجية إيطاليا في رام الله بعد تل أبيب لتحريك المفاوضات

حاول وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، في رام الله، أمس الجمعة، حث السلطة الفلسطينية على تخفيف حدة معارضتها للاتفاقيات بين إسرائيل والدول العربية والتجاوب مع الرغبة الأوروبية في إعادة تحريك ملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، قائلا إنه مقتنع بأن هذه العلاقات ستفيد في نهاية المطاف وتدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام. ونقل إلى رام الله رسالة من وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، يدعو فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى المفاوضات.
واستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني، دكتور محمد اشتية، الوزير الإيطالي، بحضور وزير الخارجية رياض المالكي، وبحثا المستجدات السياسية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشاد اشتية بالعلاقات الفلسطينية الإيطالية المتينة، وبدور إيطاليا التي كانت دائما إلى جانب العدل والحق والقانون الدولي. ودعاها إلى كسر الأمر الواقع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في ظل ما يتعرض له حل الدولتين من تدمير منهجي بفرض إجراءات الاستيطان الإسرائيلية، وقرارات الإدارة الأميركية التي تجاوزت القانون الدولي. وقال: «هذا الوقت المناسب لأن يعمل الاتحاد الأوروبي ودوله على ملء الفراغ الذي تركته الإدارة الأميركية في العملية السياسية بتحيزها لإسرائيل، من خلال الاعتراف بفلسطين وإطلاق مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي والقرارات الأممية».
وفي تل أبيب قالت مصادر سياسية، إن الوزير الإيطالي الذي وقع مع أشكنازي على اتفاقي تعاون في مجال الثقافة والتعليم وأبدى موافقة حكومته على تسليم إسرائيل لقاحا ضد فيروس كورونا، نقل رسالة باسمه إلى القيادة الفلسطينية يحثها فيها على عدم البقاء خارج العلاقات المتنامية بين العرب وإسرائيل والانخراط فيها عن طريق استئناف المفاوضات السلمية. وأكد أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون مسيرة كهذه.
ومن جانبه، أكد الوزير دي مايو، أن إيطاليا لا تعترف بأي تغيير على الأرض فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وقال إن إيطاليا ما زالت ثابتة على موقفها من عدم شرعية وعدم قانونية المستوطنات، مؤكدا استمرارها في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، والتزامها بدورها في داخل الاتحاد الأوروبي لإحياء عملية السلام، وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وشدد الوزير دي مايو على أهمية انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الوزارية المشتركة العام المقبل، مشيرا إلى أنه تم تأجيل جلسة المشاورات التي كانت ستعقد بداية هذا العام بحكم انتشار جائحة «كورونا».
وكانت الحلبة السياسية الإسرائيلية قد انشغلت، أمس الجمعة، في تصريحات أدلى بها مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أعربوا فيها عن قلقهم من إعلان البيت الأبيض، الخميس، عن صفقة بيع 50 طائرة F35 للإمارات. وقالوا إنهم لم يتوقعوا أن تشمل الصفقة هذا العدد الكبير من هذه الطائرات. وأكدوا تخوفهم من تسرب معطيات. وعادوا إلى الحديث عن قدرة إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في واشنطن على تعطيل هذه الصفقة. واعتبر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن «الأمور ليست منتهية». وقال النائب المعارض موشيه يعلون، وزير الأمن الأسبق، إن هذه الصفقة تدل على أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خرق القواعد مرة أخرى وأخفى معلومات خطيرة وحساسة عن القيادات العسكرية.
لكن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، علق على إعلان البيت الأبيض، بالقول إن «الولايات المتحدة تواصل التزامها بأمن إسرائيل وتفوقها النوعي والتكنولوجي في الشرق الأوسط». ورد عليه أحد المسؤولين الأمنيين بالقول إن تصريحه هذا لا يدعو إلى الاطمئنان، وإن هناك مخاوف من أن تتسع الصفقة في حال إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترمب لولاية ثانية، فيبيع الطائرة نفسها إلى دول عربية أخرى. وقال: «ترمب أثبت أنه يهتم أولا بمصالح الولايات المتحدة، وبعد ذلك بمصالح حلفائها، وعندما تصل الأمور إلى المال، فإنه يتصرف بما يتلاءم مع ذلك».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».