رامي صبري: أبحث عن الكلمات الغريبة لإرضاء أذواق المستمعين

اعتبر عام 2020 من أنجح مواسمه الغنائية

الفنان المصري رامي صبري
الفنان المصري رامي صبري
TT

رامي صبري: أبحث عن الكلمات الغريبة لإرضاء أذواق المستمعين

الفنان المصري رامي صبري
الفنان المصري رامي صبري

قال الفنان المصري رامي صبري، إنه يبحث عن الكلمات الغريبة والمختلفة لإرضاء أذواق المستمعين التي تغيرت خلال السنوات الأخيرة. وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن عام 2020 يُعد من أنجح مواسمه الغنائية؛ وخصوصاً بعدما حققت أغنيتاه الجديدتان «خليني أشوفك تاني»، و«مش مرتاحين» انتشاراً كبيراً عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة. وأوضح أنه فضَّل عدم طرح ألبومات غنائية خلال العام الجاري، لكي يكون موجوداً مع جمهوره باستمرار.
تحدث رامي صبري الذي طرح آخر ألبوماته الغنائية العام الماضي بعنوان «فارق معاك»، وتضمن 12 أغنية، عن أغنيتيه الجديدتين قائلاً: «النجاح الكبير الذي حققته أغنيتا (خليني أشوفك تاني) و(مش مرتاحين) كان مثيراً للدهشة بالنسبة لي، فالأغنيتان استطاعتا خلال 10 أيام أن تتصدرا مواقع التواصل الاجتماعي، وتصبحا ضمن الأغنيات الأكثر انتشاراً وتداولاً عبر موقع الفيديوهات (يوتيوب) في مصر، رغم أن إحدى هاتين الأغنيتين وهي (مش مرتاحين) عبارة عن تتر للمسلسل الدرامي (طلقتك نفسي)».
ورغم استمرار جائحة «كورونا» التي أثرت على مجال الغناء والفن في العالم كله، يرى صبري أن عام 2020 يعد من أهم وأنجح الأعوام في مسيرته الفنية؛ نظراً للأعمال الجيدة التي قدمها خلال الأشهر العشرة الماضية، وكانت بدايتها مع أغنية «حياتي مش تمام» التي يعتبرها واحدة من أهم وأنجح أغنياته خلال السنوات الماضية، والتي تجاوز عدد المستمعين لها حتى الآن 25 مليون مستمع، بالإضافة إلى أغنية «غريب الحب» التي كانت تتر مسلسل «فرصة ثانية» للفنانة ياسمين صبري، وحققت أيضاً نجاحاً كبيراً خلال شهر رمضان الماضي، بجانب أغنية «خطيرة» التي طرحت خلال عيد الأضحى، وظلت متصدرة قوائم الاستماع بمصر والوطن العربي لعدة أيام، بحسب صبري الذي وجَّه شكراً خاصاً لكل الشعراء والملحنين الذين شاركوه في نجاح تلك الأغنيات، وفي مقدمتهم الشاعر تامر حسين، والشاعر والملحن عزيز الشافعي، والشاعر أحمد علي موسى، والملحن مدين.
وعن عدم طرح ألبومات غنائية خلال العام الجاري، يقول صبري: «اعتدت طيلة مشواري الفني طرح ألبوم غنائي كل عام أو عامين، ولكنني اتخذت قراراً قبل بداية العام الجاري بعدم طرح ألبوم جديد، لأكون موجوداً مع جمهوري طوال أشهر العام، ولا أغيب عنهم مثلما كان يحدث في الماضي، فلا بد من أن نعترف بأن الألبوم الغنائي يحتاج إلى مجهود شاق وفترة عمل طويلة ومجهدة، وفي النهاية يُطرح مرة واحدة كاملاً، ويتسبب هذا الأمر في غياب المطرب لفترة زمنية طويلة حتى يعود لجمهوره مرة أخرى؛ لكن الأغنيات (السينغل) جعلتني موجوداً مع جمهوري طيلة العام، فمثلاً في عام 2020 كنت مع جمهوري في شهر فبراير (شباط) الماضي بأغنية (حياتي مش تمام)، ثم في شهر رمضان الكريم بأغنية (غريب الحب) والمرة الثالثة كانت في شهر أغسطس (آب) بأغنية (خطيرة)، والرابعة والخامسة كانت في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بأغنيتي (خليني أشوفك تاني) و(مش مرتاحين)، كما أن التركيز على الأغنية الواحدة أفضل بكثير؛ لأنك في النهاية تكون قد فعلت ما عليك، وتترك النجاح لله - عز وجل - ولجمهورك».
وأشار صبري إلى أنه يبحث دوماً عن الكلمة التي تبقى في أذهان المستمعين، قائلاً: «لا بد من أن يبحث المطرب دوماً عن الكلمة المبتكرة وغير المنتشرة، والغريبة، لذلك تجد أنني في السنوات الأخيرة قدمت أغنيات مثل (بتاع بنات)، و(أنا بابا)، و(أهد الدنيا)، و(خطيرة)، لكونها مفردات نادراً ما يتم استخدامها في الأغنية المصرية والعربية، فالمستمع يعي جيداً أن الكلمات المتكررة والعادية لم يعد لها النجاح والرونق نفسه، وعلى أي مطرب أن يسعى ويبحث عن الكلمات والمفردات الجديدة»؛ مشيراً إلى أن «الساحة الغنائية تغيرت كثيراً، وأذواق المستمعين تغيرت أيضاً، وأصبح الجمهور الآن أكثر وعياً وانفتاحاً على الثقافات الأجنبية، ويستمع لكافة أشكال الموسيقى وتطوراتها بسبب التكنولوجيا عكس ما كان يحدث في الماضي، كنا منغلقين».
رامي صبري الذي اعتاد التعاون مع شركات إنتاج متعددة خلال السنوات الماضية، اتخذ قراراً في بداية العام الجاري بالإنتاج لنفسه، قائلاً: «كافة الأغنيات التي أنتجتها لنفسي حققت النجاح المنشود على غرار أغنية (حياتي مش تمام)».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».