الدولار يتراجع بعد طرح البنك المركزي المصري عطاء استثنائيا للعملة الصعبة

إغلاق 13 شركة صرافة لتلاعبها بالأسعار

الدولار يتراجع بعد طرح البنك المركزي المصري عطاء استثنائيا للعملة الصعبة
TT

الدولار يتراجع بعد طرح البنك المركزي المصري عطاء استثنائيا للعملة الصعبة

الدولار يتراجع بعد طرح البنك المركزي المصري عطاء استثنائيا للعملة الصعبة

طرح البنك المركزي المصري يوم أمس عطاء دولاريا استثنائيا للمرة الرابعة منذ تطبيق آلية العطاءات الدولارية في البلاد، نهاية عام 2012، التي تهدف إلى السيطرة على احتياطي النقد الأجنبي وترشيد استخداماته.
وقال البنك المركزي، أمس، إنه طرح للبنوك المصرية عطاء غير دوري بمبلغ 1.5 مليار دولار أميركي، وذلك لمقابلة الطلبات القائمة لدى البنوك لتمويل استيراد السلع الاستراتيجية من سلع غذائية وتموينية وآلات وقطع غيار وسلع وسيطة ومستلزمات الإنتاج والأدوية والأمصال.
وتراجعت أمس أسعار الدولار في شركات الصرافة التي يعتمد الآن عليها أغلب المتعاملين، خاصة الأفراد والمستوردين لبيع العملة الصعبة أو شرائها.
وقال خالد فوزي الذي يرأس إحدى شركات الصرافة إن سعر الدولار تراجع في السوق، بعد طرح هذا العطاء ووصل إلى 7.2 جنيه، مقابل سعره خلال تعاملات الأحد الماضي البالغ 7.35 جنيه.
ووصل سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم التي تضع قيودا مشددة على تعاملاتها من العملة الصعبة إلى 6.96 جنيه للشراء و6.99 جنيه للبيع.
وتابع فوزي: «بالطبع السوق تأثرت بهذا العطاء، ولكن السعر الحالي للدولار لن يستمر، قد نستغرق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ليزول تأثير هذا العطاء ويعاود الدولار الارتفاع مجددا، هناك مشكلة في المعروض من الدولار في مصر، وهو ما يتسبب في ارتفاع سعره».
ومنذ تطبيق آلية العطاءات الدولارية، قام البنك المركزي بطرح نحو 154 عطاء دوريا، كان آخرها يوم الخميس الماضي، ووصل متوسط سعر الدولار خلال هذا الطرح إلى 6.952 جنيه.
وعلى صعيد متصل، أغلق البنك المركزي الذي يشرف على سوق الصرافة في مصر نحو 13 شركة صرافة خلال الأسبوع الماضي، لمدد وصلت إلى ثمانية أسابيع بسبب التلاعب في أسعار العملات.
يقول خالد: «قد يكون هناك تجاوزات بالفعل من قبل التجار، ولكن إغلاق شركات الصرافة ينشط السوق السوداء في مصر، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار أكثر من مستواه العادل الذي يتراوح ما بين 7.25 إلى 7.35 جنيه».
ويحاول البنك المركزي المصري السيطرة على سعر الدولار الذي واصل ارتفاعه منذ ثورة 25 يناير، وسط تراجع في احتياطي النقد الأجنبي الذي واصل تراجعه عن مستواه بنهاية 2010 عند 36.005 مليار دولار ليصل إلى 18.11 مليار دولار بنهاية عام 2011. واستمر في تراجعه حتى وصل في مارس (آذار) 2013 إلى 13.424 مليار دولار، ووصل قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي إلى 14.921 مليار دولار، ثم ارتفع بعد دعم دول الخليج لمصر في يوليو (حزيران) الماضي إلى 18.88 مليار دولار، ووصل بنهاية العام الماضي عند 17.031 مليار دولار.
وتضررت إيرادات البلاد من العملة الصعبة خلال الفترة الماضية بعد تراجع معدلات السياحة وانخفاض إيرادات قناة السويس.
وخفف البنك المركزي، مطلع الشهر الحالي، قيوده على تحويلات العملة الأجنبية إلى الخارج، وسمح بتنفيذ طلبات عملائها بالتحويل للخارج بما لا يجاوز مائة ألف دولار أميركي، أو ما يعادلها للعميل الواحد، وذلك مرة واحدة خلال العام، بعدما وضع قيودا عام 2011 يمنع بمقتضاها أي تحويلات إلى الخارج إذا قام العميل بتحويل نحو مائة ألف دولار.
وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أصدر المركزي قرارا يضمن فيه حصول المصريين على النقد الأجنبي، إذا ما قاموا بتحويل مدخراتهم بالنقد الأجنبي بالخارج إلى مصر لاستثمارها. وأصدر قرارا يسمح للأفراد الطبيعيين الذين يقومون بتحويل مدخراتهم من حساباتهم بالخارج إلى أحد البنوك العاملة في مصر بإعادة تحويل نفس القيمة إلى الخارج باسم الشخص الذي قام بالتحويل وذلك في حالة تصفية استثماراتهم في مصر سواء كليا أو جزئيا.
وفي مارس (آذار) من العام نفسه، قرر «المركزي» إعادة تفعيل آلية تضمن بشكل فعال تيسير خروج المستثمرين الأجانب بأموالهم عند رغبتهم في تصفية بعض استثماراتهم في البورصة المصرية وأذون وسندات الخزانة المصرية.



صندوق النقد الدولي يحذر: رسوم ترمب ستدفع أسعار الفائدة للارتفاع عالمياً

غورغييفا في مؤتمر صحافي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في أكتوبر (أرشيفية - رويترز)
غورغييفا في مؤتمر صحافي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في أكتوبر (أرشيفية - رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي يحذر: رسوم ترمب ستدفع أسعار الفائدة للارتفاع عالمياً

غورغييفا في مؤتمر صحافي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في أكتوبر (أرشيفية - رويترز)
غورغييفا في مؤتمر صحافي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في أكتوبر (أرشيفية - رويترز)

حذَّر صندوق النقد الدولي من أن التوترات المحيطة بتهديد دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تجارية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض على المدى الطويل ومن شأنها أن تزيد من الضغوط التي يواجهها الاقتصاد العالمي في عام 2025.

وفي حديثها إلى الصحافيين في واشنطن يوم الجمعة، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن السياسة الاقتصادية العالمية تواجه «قدراً كبيراً من عدم اليقين» في عام 2025، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة التجارية لأكبر اقتصاد في العالم.

وقالت غورغييفا: «يتم التعبير عن حالة عدم اليقين هذه في الواقع على الصعيد العالمي من خلال ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل»، على الرغم من أنها أشارت إلى أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل قد انخفضت.

لقد عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض واعداً بتطبيق رسوم جمركية باهظة على الواردات إلى الولايات المتحدة من شركائها التجاريين، بما في ذلك فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 20 في المائة على جميع السلع. كما هدد باستهداف كندا والمكسيك - أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة الآن - بتعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة، وتطبيق 10 في المائة إضافية على السلع الصينية، مما قد ينذر ببداية حقبة جديدة من الحروب التجارية العالمية.

وينتظر حلفاء الولايات المتحدة بتوتر لمعرفة ما إذا كان الرئيس المنتخب لديه الرغبة في تطبيق الرسوم الجمركية الشاملة فور تنصيبه رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني)، أو ما إذا كان سيتريث ويتخذ نهجاً أكثر اتزاناً يصيب قطاعات محددة.

رقعة شطرنج وفي خلقيتها علما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي... فيما تبدو في الأفق بوادر صراع جديد على خلفية التعريفات الجمركية (رويترز)

وبالإضافة إلى السياسة التجارية، قالت غورغييفا إن هناك «اهتماماً كبيراً على الصعيد العالمي» بخيارات السياسة الاقتصادية الأوسع نطاقاً لإدارة ترمب القادمة، بما في ذلك الضرائب وجدول أعمالها الخاص بإلغاء القيود التنظيمية.

وأشارت إلى أن تأثيرات السياسة التجارية ستكون محسوسة بشكل خاص في البلدان «الأكثر اندماجاً في سلسلة التوريد العالمية وفي آسيا».

توقعات اقتصادية

واستعرضت غورغييفا بعضاً من التوقعات الاقتصادية العالمية القادمة لصندوق النقد الدولي لعام 2025، والتي سيتم نشرها في 17 يناير (كانون الثاني)، مشيرة إلى أن النمو العالمي «ثابت».

ومع ذلك، في إطار الصورة العامة، كان أداء النمو الاقتصادي الأميركي «أفضل قليلاً مما كنا نتوقعه»، في حين أن الاتحاد الأوروبي «متوقف إلى حد ما»، على حد قولها.

وأوضحت أن الصين تواجه ضغوط الانكماش وتحديات الطلب المحلي، في حين أن البلدان منخفضة الدخل «في وضع يمكن أن تؤثر فيه أي صدمة جديدة عليها بشكل سلبي للغاية».

وقالت إنه في عام 2025، ستظل البلدان تواجه تركة الاقتراض المرتفع خلال جائحة «كوفيد-19»، وستحتاج إلى إجراء ضبط أوضاع المالية العامة لوضع الدين العام «على مسار أكثر استدامة... لقد ثبت أنه من الصعب للغاية على السياسة المالية أن تتصرف على الفور، بالنظر إلى المشاعر العامة، وهذا يأخذنا إلى ما يمثل التحدي الرئيسي الذي يواجهنا في الصندوق - وهو معالجة معضلة النمو المنخفض والدين المرتفع».

وأضافت أنه مع تحرك التضخم في الولايات المتحدة نحو هدف «الاحتياطي الفيدرالي» والبيانات الجديدة التي أظهرت قوة سوق الوظائف، يمكن لـ«لاحتياطي الفيدرالي» انتظار المزيد من البيانات قبل إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.