الأردن يعيد فتح معابره البرية مع السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل

TT

الأردن يعيد فتح معابره البرية مع السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل

أعاد الأردن أمس (الخميس) فتح معابره الحدودية مع السعودية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة بعد نحو سبعة أشهر على إغلاقها بسبب جائحة كوفيد - 19.
وذكرت تلفزيون «المملكة» الرسمي، أن «ثلاثة معابر حدودية برية استأنفت عملها لاستقبال المسافرين الخميس، بعد إغلاق دام أشهرا». وأضاف أن هذه المعابر «اقتصرت على مركز حدود المدورة (مع السعودية)، وجسر الملك حسين وجسر الشيخ حسين (مع الأراضي الفلسطينية وإسرائيل)، وفق إجراءات وضوابط لأعداد المسافرين خاصة بكل معبر».
وطبقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، من المقرر أن يستقبل كل من مركز حدود المدورة (جنوب المملكة)، وجسر الشيخ حسين (شمال غربي) مائة مسافر يوميا، فيما سيستقبل جسر الملك حسين (غرب) 150 مسافرا.
وعلى القادمين إلى المملكة من هذه المعابر التسجيل في منصة إلكترونية مخصصة تدعى «فيزيت جوردان» وعمل فحص كورونا (بي سي آر) قبل خمسة أيام من قدومهم للمملكة كي يحصلوا على موافقة «كيو آر كود» ليدخلوا المملكة.
وسيخضع المسافر لفحص جديد لدى وصوله المملكة وحجر صحي منزلي لمدة أسبوع في حال كان سليما، وحجر منزلي لمدة 10 أيام في حال كان مصابا.
وكان الأردن أغلق حدوده البرية والمطارات في منتصف شهر مارس (آذار) لاحتواء تفشي وباء كوفيد - 19، وكان يسمح فقط بعبور الشاحنات المحملة بالسلع والبضائع.
وأعادت المملكة فتح المطار في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وبعد أن نجح في الحد من الإصابات في الربيع والصيف يشهد الأردن منذ مطلع سبتمبر ارتفاعا قياسيا في عدد الإصابات.
وبلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المملكة حتى مساء الأربعاء 700 وفاة ونحو 61942 إصابة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.