مايك بنس «صمام الأمان» في رئاسة ترمب

صاحب أسلوب هادئ مهما اشتدت ضراوة الحملات

مايك بنس «صمام الأمان» في رئاسة ترمب
TT

مايك بنس «صمام الأمان» في رئاسة ترمب

مايك بنس «صمام الأمان» في رئاسة ترمب

خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، نظر كثيرون من الجمهوريين إلى مايك بنس باعتباره "رهاناً آمناً» لمنصب نائب الرئيس في حملة دونالد ترمب. يرى البعض الآن أن الحاكم السابق لولاية إنديانا والنائب لمدة 12 عاماً في مجلس النواب، يشكل «صمام أمان» في الحملة الشرسة لهذا العام في المواجهة مع الديمقراطيين.
ينبثق ذلك الاعتقاد من الأسلوب الهادئ نسبياً - وربما المستقبل المشرق - لهذا الجمهوري البارز البالغ من العمر 61 عاماً. فهو ليس غريباً على السياسة الأميركية رغم أنه ظل بعيداً في غالب الأحيان عن دائرة الضوء خلال سنواته الأربع الماضية كنائب الرئيس الرقم 48 في الولايات المتحدة. لكنه اقترب أخيراً من فرصة تقديم أوراق اعتماده حين أصيب الرئيس ترمب بفيروس «كوفيد - 19» في أوج حملة إعادة انتخابه.
ولد مايك بنس عام 1959 في مدينة كولومبوس بولاية إنديانا، وهو أحد ستة أبناء لواحد من قدامى المحاربين في الجيش الأميركي إدوارد بنس الذي كان يملك سلسلة من محطات الوقود. وأنشأته أمه نانسي ككاثوليكي. وكانت عائلته من أنصار الديمقراطيين. وبعد المدرسة الثانوية، حصل مايك بنس على شهادة في التاريخ من كلية هانوفر عام 1981، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة إنديانا عام 1986. وهناك صار «مسيحياً بكل ما للكلمة من معنى». وتزوج من كارين عام 1985 بعد أن قابلها في كلية الحقوق. وأنجبا ثلاثة أطفال.
وترشح بنس للمرة الأولى للكونغرس عام 1988 وخسر أمام الديمقراطي فيليب شارب مرتين. وبعد الهزيمة الثانية، بدأ يستضيف برنامجاً حوارياً إذاعياً يومياً عنوانه «مايك بنس شو» إلى أن ترشح للمنصب مرة أخرى عام 1999 ونجح بشعاره «مسيحي ومحافظ وجمهوري بهذا الترتيب». 
وأثناء وجوده في مجلس النواب، ارتقى في صفوف الحزب الجمهوري ليصير رئيساً للجنة الدراسة الجمهورية ذات النفوذ. وعام 2009 صار رئيساً للمؤتمر الجمهوري. وعام 2011، ترشح كجمهوري لمنصب حاكم ولاية إنديانا وفاز بالسباق بنسبة أقل من 3 في المائة من الأصوات مقارنة بالديمقراطي جون غريغ.
وخلال فترة ولايته كنائب للرئيس، أدلى بـ13 صوتاً معطلاً في دوره الدستوري المزدوج كرئيس لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة - بما في ذلك تقديم مشروع قانون لإلغاء تمويل تنظيم الأسرة. ودافع بانتظام عن سياسات ترمب الذي عينه في فبراير (شباط) الماضي كقائد لفريق العمل المعني بفيروس «كورونا» في البيت الأبيض. وهو يواجه انتقادات لتعليقات حول حجم العدوى في الولايات المتحدة.



الرئيس الأميركي يطرح تحدياً غير مسبوق لنتائج الانتخابات

الرئيس الأميركي يطرح تحدياً غير مسبوق لنتائج الانتخابات
TT

الرئيس الأميركي يطرح تحدياً غير مسبوق لنتائج الانتخابات

الرئيس الأميركي يطرح تحدياً غير مسبوق لنتائج الانتخابات

تعد المحاولات التي يبذلها الرئيس دونالد ترمب لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، وتتجاوز الاستخدام الجريء للقوة السياسية الذي لجأ إليه الكونغرس عندما منح روذرفورد هايس الرئاسة إبان حقبة إعادة الإعمار.
تتراوح فرص ترمب في الفوز بالانتخابات الرئاسية الحالية بين بعيد المنال والمحال. ومع ذلك، فإن محاولاته أثارت مخاوف على نطاق واسع، وليس أقلها داخل معسكر بايدن المنافس.
وصرّح بايدن في مؤتمر صحافي في مدينة ويلمينغتون بولاية ديلاوير الخميس، قائلا: «أنا على يقين بأنه يعلم أنه لم يفز»، وذلك قبل أن يضيف قائلا: «إنه ما يواصل فعله الآن لأمر شائن حقا». ورغم أن بايدن قد وصف تصرفات الرئيس دونالد ترمب بأنها مثيرة للحرج السياسي البالغ، فإنه أقر بقوله: «هناك رسائل عميقة الضرر يبعث بها إلى جميع أرجاء العالم حول كيفية عمل الديمقراطية في الولايات المتحدة». ولم يبق أمام الرئيس دونالد ترمب سوى بضعة أسابيع كي يبذل قصارى جهده لإنجاح مساعيه، إذ إن أغلب الولايات التي يحتاج حرمان بايدن من أصواتها ستصادق على لائحة كبار الناخبين بحلول بداية الأسبوع المقبل. فيما يدلي الناخبون بأصواتهم في الاثنين 14 ديسمبر (كانون الأول)، ثم يقوم الكونغرس بفرز الأصوات في 6 يناير (كانون الثاني). وحتى إن تمكن ترمب من قلب أصوات كبار الناخبين لصالحه، فما تزال هناك ضمانات أخرى سارية ومعمول بها، على افتراض أن الشخصيات النافذة في مواقع السلطة لا ترضخ لإرادة الرئيس المنتهية ولايته.
وأولى هذه الاختبارات سوف تشهدها ولاية ميشيغان، التي يبذل فيها الرئيس ترمب قصارى جهده من أجل إقناع المجلس التشريعي بإلغاء هامش فوز جوزيف بايدن البالغ 157 ألف صوت. ولقد اتخذ الرئيس ترمب خطوة استثنائية أخرى تتمثل في دعوة وفد من الشخصيات الجمهورية البارزة في الولاية إلى زيارة البيت الأبيض، على أمل منه أن ينجح في إقناعهم بتجاهل نتائج التصويت الشعبي في الولاية.
وصرح مايك شيركي، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بولاية ميشيغان قائلا يوم الثلاثاء الماضي: «لا يمكن لهذا أن يحدث أبدا، سوف ننفذ القانون ونتابع سير العملية الانتخابية».
كما يمكن لغريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية أن تبعث إلى الكونغرس بقائمة انتخابية منافسة استنادا إلى التصويت الانتخابي، فيما تم تجاهل الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات. ومن شأن هذا النزاع أن يخلق قدرا كبيرا من الإرباك، يدفع مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس إلى التدخل لتسوية الخلافات في خطوة غير معهودة في العصر الحديث. ويوفر القانون الفيدرالي التي يرجع تاريخه إلى عام 1887، والذي جرى تمريره كرد فعل على انتخاب راذرفورد هايس، الإطار العام لحل هذا النوع من الخلافات.
وولاية ميشيغان وحدها لن تشكل فارقا كبيرا أو كافيا بالنسبة إلى دونالد ترمب. فإنه في حاجة ماسة أيضا إلى ولايتين أخريين تنضمان إلى جهود قلب نتيجة الانتخابات. ومن أبرز تلك الولايات هناك ولاية جورجيا وأريزونا، اللتان اختارتا انتخاب ترمب في انتخابات عام 2016 الرئاسية، فضلا عن المجالس التشريعية فيهما الخاضعين تماما لسيطرة أعضاء الحزب الجمهوري.
تذكّر الجهود والضغوط الراهنة التي يمارسها الرئيس ترمب بما حدث في عام 1876. ففي ذلك العام، كان راذرفورد هايس يشغل منصب حاكم ولاية أوهايو، وليس رئيس الولايات المتحدة. وكان الرئيس الفعلي وقتذاك هو يوليسيس إس. غرانت، إلا أن راذرفورد هايس فاز في الانتخابات الرئاسية عن طريق التلاعب بالأصوات الانتخابية في ثلاث ولايات أميركية، وأصبح منذ ذاك يُعرف باسم «السيد المحتال».

* خدمة «نيويورك تايمز»