مجموعة مينسك تجتمع اليوم مع طرفي نزاع قره باغ

استمرار القتال وسيطرة أذربيجان على بلدة واقعة بين الإقليم والحدود الإيرانية

TT

مجموعة مينسك تجتمع اليوم مع طرفي نزاع قره باغ

رغم الوساطات الدولية وثلاثة اتفاقات على وقف إطلاق النار، فإن القصف المتبادل بين القوات الأرمينية وأذربيجانية استمر أمس في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه. وتبادل الطرفان الاتهامات بقتل المدنيين جراء القصف في الإقليم والمناطق المحيطة به أمس (الأربعاء) في تصعيد للقتال المستمر منذ شهر والذي لم يتوقف. وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية أمس، كما جاء في تقرير «رويترز»، سيطرة أذربيجان على بلدة قوبادلي الواقعة بين الإقليم والحدود الإيرانية في مكسب عسكري يمكن فيما يبدو أن يصعّب التوصل إلى حل دبلوماسي. وتوسطت واشنطن في أحدث اتفاق على وقف إطلاق النار يوم الأحد. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجدد القتال بأنه «مخيب للآمال»، وحث وزير الخارجية مايك بومبيو الطرفين على العمل على التوصل لتسوية دبلوماسية. ومن المقرر أن تجتمع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تشكلت للتوسط في الصراع وتقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في جنيف اليوم (الخميس). وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقه في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، من التدخل المتزايد لمقاتلين من الشرق الأوسط. وقال إردوغان، أمس (الأربعاء)، إن تركيا مخلصة في جهودها لحل الصراع، وإنه يؤمن بإخلاص روسيا كذلك. وقال إنه أبلغ بوتين بأن أرمينيا تستعين بمقاتلين من الأكراد. وقالت أذربيجان، إن 14 قُتلوا في قصف لبلدة باردا شمال شرقي ناغورنو قره باغ. وقال مسؤولون مدعومون من أرمينيا في الإقليم، إن قصف أذربيجان لأكبر مدينتين بالمنطقة أسفر عن مقتل شخص واحد. وينفي كل طرف مزاعم الآخر.
وأثار أسوأ قتال في جنوب القوقاز منذ نحو 30 عاماً مخاوف من نشوب حرب أوسع قد تنجر إليها تركيا التي أعلنت دعمها القوي لأذربيجان، وروسيا التي تربطها معاهدة دفاعية بأرمينيا. ويدور الصراع أيضاً بالقرب من خطوط أنابيب تنقل الغاز والنفط من أذربيجان للأسواق الدولية. وناغورنو قره باغ إقليم معترف به دولياً جزءاً من أراضي أذربيجان، لكن يقطنه ويديره الأرمن. وسقط نحو 30 ألف قتيل في حرب على الإقليم دارت رحاها بين 1991 و1994. وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت في وقت سابق، إن قوات الأرمن قصفت مناطق سكنية في منطقة تارتار المجاورة وفي مقاطعة آقجبدي. وقال جهاز الطوارئ والإنقاذ في ناغورنو قره باغ، إن القصف طال خانكندي أكبر مدن الإقليم. وقالت وزارة الدفاع في ناغورنو قره باغ، حسب تقرير «رويترز»، إنها سجلت مقتل 1068 من جنودها منذ بدء القتال يوم 27 سبتمبر (أيلول). ولا تكشف أذربيجان عن خسائرها العسكرية. وقدّرت روسيا إجمالي عدد القتلى بنحو خمسة آلاف.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.