الأهلي يغلق ملف «الكأس»... ويبدأ الإعداد للديربي

فلادان أشاد بلاعبيه رغم الخسارة أمام النصر

من مباراة الأهلي أمام النصر في نصف نهائي كأس الملك (تصوير: محمد المانع)
من مباراة الأهلي أمام النصر في نصف نهائي كأس الملك (تصوير: محمد المانع)
TT
20

الأهلي يغلق ملف «الكأس»... ويبدأ الإعداد للديربي

من مباراة الأهلي أمام النصر في نصف نهائي كأس الملك (تصوير: محمد المانع)
من مباراة الأهلي أمام النصر في نصف نهائي كأس الملك (تصوير: محمد المانع)

فتح الصربي فلادان مدرب الأهلي ملف الإعداد لمواجهة الغريم التقليدي الاتحاد السبت المقبل ضمن الجولة الثالثة من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي.
وبذل الجهازان الفني والإداري جهودا حثيثة خلال الساعات الماضية لإخراج اللاعبين من وقع الخسارة على يد النصر في نصف نهائي كأس الملك.
ويتطلع الفريق الأهلاوي لاستعادة انتصاراته التي تحققت له منذ انطلاقة المنافسات الرسمية من خلال الفوز في الجولتين الماضيتين على الباطن والوحدة. بينما يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب المسابقة برصيد 6 نقاط.
وسقط الأهلي في فخ الهزيمة أمام النصر 2 - 1 في المباراة التي شهدت تنافسا كبيرا بين الفريقين لخطف بطاقة النهائي الأغلى والتي جمعت الفريقين على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة وذلك عقب خسارته بهدفين مقابل هدف، وتقدم عمر السومة بهدف أول لصالح الأهلي بالدقيقة 19 ثم تمكن البرازيلي بيتروس من معادلة النتيجة بالدقيقة «45»، وخطف الأرجنتيني بيتي مارتينيز هدف الفوز بالدقيقة «85».
وشهدت المواجهة لمسة وفاء من لاعبي فريقي الأهلي والنصر للنجم الدولي حسين عبد الغني والذي أعلن اعتزال كرة القدم بعد مسيرة كروية استمرت لأكثر من 25 عاما في الملاعب السعودية، مثل خلالها اللاعب الفريقين في الكثير من المباريات على صعيد البطولات المحلية والرسمية. ودخل لاعبو الأهلي والنصر مُرتدين القمصان التي تحمل رقم (24) تكريما لحسين عبد الغني، وذلك قبل المباراة التي جمعت الفريقين، فيما تعثر وجود عبد الغني في ملعب المباراة بعد تعرضه لحادث سير حرمه من حضوره للتكريم الذي أعدته إدارتا الناديين.
وكانت بدايات عبد الغني بالفئات السنية للنادي الأهلي حتى صعد للفريق الأول في 1995 واستمر عطاؤه مع الراقي حتى 2008 حتى قرر خوض تجربة احترافية مع نوشاتلزاماكس لمدة موسم واحد. بينما لعب عبد الغني في فريق النصر النصر من 2009 حتى 2017 ورحل إلى فيريا البلغاري لموسم رياضي واحد قبل أن يعود للدوري السعودي عبر بوابة أحد ثم انضم إلى الأهلي من جديد في يناير 2019.
في المقابل، أبدى الصربي فلادان مدرب الأهلي رضاه عن أداء لاعبيه في مواجهة نصف النهائي رغم الخسارة.
وأشاد فلادان بأداء منافسه النصر واستغلاله الفرص بتسجيل هدفين حرمت فريقه من بلوغ النهائي الأغلى، مشيرا إلى أن فريقه لعب بشكل أفضل طوال المباراة وسنحت له فرص كثيرة ولم يستغلها بالشكل المطلوب، مضيفا «حاولنا التعديل بالدقائق الأخيرة ولم ننجح، وراض تماما عن الفريق وما قدمه اللاعبون».
ونفى مدرب الأهلي التقليل من منافسهم النصر قبل المباراة، مشيرا إلى احترامه لكافة الأندية.
فيما أبدى الصربي فيجسا محترف الأهلي، حزنه بعد توديع بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وقال في تصريح إعلامي: «طوال 90 دقيقة كنا مسيطرين على المباراة، وسنحت لنا الكثير من الفرص للتسجيل». وأضاف «لم نستغل الفرص بشكل مثالي، سنحت للنصر بعض الفرص القليلة، لكن الخصم استغلها وسجل هدفين وفاز في النهاية».
ووجه اللاعب الصربي رسالة لجماهير ناديه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام، حيث قال: «هذه ليست النتيجة التي أردناها إنها مختلفة، لكن علينا أن نتطلع إلى الأمام ونفوز بالمباراة التالية». وأضاف «علينا أن نقاتل حتى النهاية، المحاربون لا يفوزون دائما ولكنهم يقاتلون دائما حتى النهاية».
وكان الأهلي قد تعاقد مع فيجسا قادما من تجربته الناجحة مع بنفيكا البرتغالي، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية التي انتهت رسميا يوم الأحد الماضي.
من جانبه، وجه صامويل أوسو محترف الأهلي، رسالة كذلك للجماهير الأهلاية بعد ظهوره الأول بقميص النادي أمام النصر في نصف النهائي، وعبّر من خلال حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام قائلا: «لم تذهب الأمور كما خُطط لها لكن أنا سعيد جدا بمشاركتي الأولى مع هذا النادي العظيم، لا لخسارة الأمل لأن الأيام القادمة أفضل، هناك الكثير من الأمور العظيمة أمامنا».
وكان الأهلي قد تعاقد مع الجناح الغاني صامويل أوسو على سبيل الإعارة لموسم رياضي واحد قادما من الفيحاء، وذلك قبل إغلاق نافذة سوق الانتقالات الصيفية يوم الأحد الماضي.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.