تمسك مصري ـ سوداني بـ«اتفاق ملزم» يضمن قواعد ملء السد الإثيوبي وتشغيله

وزراء الخارجية والري للدول الثلاث يستأنفون المفاوضات برعاية أفريقية

الرئيس المصري خلال استقباله رئيس مجلس السيادة السوداني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال استقباله رئيس مجلس السيادة السوداني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

تمسك مصري ـ سوداني بـ«اتفاق ملزم» يضمن قواعد ملء السد الإثيوبي وتشغيله

الرئيس المصري خلال استقباله رئيس مجلس السيادة السوداني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال استقباله رئيس مجلس السيادة السوداني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

جددت مصر والسودان، أمس، تمسكهما بضرورة التوصل إلى «اتفاق قانوني ملزم»، يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل «سد النهضة» الإثيوبي، بما يحقق المصالح المشتركة لـ«جميع الأطراف». واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بقصر «الاتحادية» في القاهرة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، بالتزامن مع اجتماع وزاري دعت إليه جنوب أفريقيا، بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، لوزراء الخارجية والموارد المائية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بهدف إعادة إطلاق مفاوضات «سد النهضة»، والتي كانت قد توقفت منذ نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي. وشدد الزعيمان المصري والسوداني، على «الأهمية القصوى» لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها «مسألة أمن قومي».
وتشيد إثيوبيا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بهدف «توليد الكهرباء»، وتخشى مصر والسودان من تأثيره على حصتيهما من المياه، فضلاً عن تأثيرات بيئية واقتصادية أخرى. وتطالب البلدان باتفاق قانوني ملزم يشمل النص على قواعد أمان السد، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات. وعقب 7 أسابيع من تعثر المفاوضات، التي تجري بمشاركة عدد من الخبراء الأفارقة ومراقبين دوليين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقد وزراء الخارجية والمياه في السودان ومصر وإثيوبيا، أمس، اجتماعاً لمناقشة ترتيبات المفاوضات ومدى إمكانية تسوية الخلافات الفنية والقانونية. وأبدت مصر، بحسب بيان لوزارة الخارجية، أمس، استعدادها لـ«الانخراط في مفاوضات فعالة وجادة»، من أجل تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي على مستوى القمة، في 16 أغسطس الماضي، والتي وجهت الدول الثلاث بالتفاوض من أجل إبرام اتفاق «قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالحها المشتركة ويؤمن حقوقها المائية». وجاء استئناف المحادثات بعد تصريحات حادة أطلقاها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، (الجمعة) الماضية، عبر فيها عن تفهمه للغضب المصري من إثيوبيا، وقال إن «الوضع خطير للغاية، وإن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة، وقد ينتهي بها الأمر لتفجير السد»؛ ما أثار ردود فعل غاضبة من حكومة أديس أبابا، التي اتهمت (ترمب) بالتحريض على الحرب بين البلدين.
من جهة أخرى، وضمن لقاء السيسي - البرهان، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي أكد موقف بلاده الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في جميع الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين. وأشار الرئيس السيسي، بحسب البيان الرئاسي، إلى متابعته الحثيثة لكل التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليمياً ودولياً، مؤكداً مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان في صياغة مستقبل بلادهم، ورحب بكل الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين. ونقل عن الفريق البرهان تأكيده حرص السودان على مواصلة التنسيق مع مصر في جميع الملفات محل الاهتمام المتبادل. واستعرض رئيس مجلس السيادة السوداني تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً في جوبا على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، معرباً في هذا الخصوص عن تقدير بلاده للدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة.



مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة... والدبابات تتوغل في خان يونس

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة... والدبابات تتوغل في خان يونس

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)

توغلت دبابات إسرائيلية في الأحياء الشمالية في خان يونس بجنوب قطاع غزة، اليوم (الأربعاء)، وقال مسعفون فلسطينيون إن ضربات جوية إسرائيلية قتلت 47 شخصاً على الأقل في أنحاء القطاع.

ووفقاً لـ«رويترز»، قال سكان إن الدبابات توغلت في خان يونس بعد يوم واحد من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة، قائلاً إنه يجري إطلاق صواريخ من المنطقة.

ومع سقوط قذائف بالقرب من المناطق السكنية، فرّت الأسر من ديارها واتجهت غرباً نحو منطقة أُعلن أنها منطقة إنسانية آمنة في المواصي.

وقال مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لم تعد هناك مناطق آمنة في غزة، وإن معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا بضع مرات.

وفي وقت لاحق من اليوم (الأربعاء)، قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية على منطقة خيام للنازحين في المواصي قتلت 17 شخصاً على الأقل وأدت إلى إصابة عدد كبير.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن الهجوم أدى إلى اشتعال نيران في خيام تؤوي عائلات نازحة.

وأضاف أن غارة جوية إسرائيلية أخرى أصابت 3 منازل في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة لانتشال آخرين مدفونين تحت الأنقاض.

وقال مسعفون إن 11 شخصاً قُتلوا في 3 غارات جوية على مناطق في وسط غزة، بينهم 6 أطفال ومسعف. وأضافوا أن 5 من القتلى لقوا حتفهم بينما كانوا ينتظرون في طابور أمام أحد المخابز.

وأضاف المسعفون أن 9 فلسطينيين آخرين قُتلوا بنيران دبابة في رفح بالقرب من الحدود مع مصر.

ولم يدلِ الجيش الإسرائيلي حتى الآن بتعليق على تقارير المسعفين.

وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المستشفى لليوم الخامس على التوالي، ما أدى إلى إصابة 3 من أفراد الطاقم الطبي، أحدهم على نحو خطير، مساء الثلاثاء.

ضربات طائرات مسيرة

قال أبو صفية: «الطائرات المسيرة تسقط قنابل معبأة بالشظايا التي تصيب كل مَن يجرؤ على التحرك، الوضع حرج للغاية».

وقال سكان في 3 بلدات؛ هي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن القوات الإسرائيلية فجّرت عشرات المنازل.

ويقول الفلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي يحاول إبعاد الناس عن الطرف الشمالي لقطاع غزة من خلال عمليات الإخلاء القسري والقصف بهدف إنشاء منطقة عازلة.

وينفي الجيش الإسرائيلي هذا ويقول إنه عاد إلى المنطقة لمنع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من إعادة تجميع صفوفهم في المنطقة التي أخلاها منهم قبل ذلك.

في سياق متصل، أفاد تلفزيون «الأقصى» الفلسطيني بمقتل 25 شخصاً في قصف إسرائيلي على مربع سكني في مدينة غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منزلاً في محيط شارع النفق بحي الشيخ رضوان في شمال المدينة.

كما قال مسؤول صحي فلسطيني إن هجوماً إسرائيلياً على مخيم في غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً.

وقال عاطف الحوت، مدير مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، إن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة 28 شخصاً بجروح.

وذكرت القوات الإسرائيلية أن طائراتها استهدفت قياديين في «حماس»، «متورطين في أنشطة إرهابية» في المنطقة. وأضاف أن الغارة تسببت في حدوث انفجارات ثانوية، ما يشير إلى وجود مواد متفجرة في المنطقة.

ولم يكن من الممكن تأكيد الادعاءات الإسرائيلية بشكل مستقل؛ حيث إن الغارة يمكن أن تكون قد أشعلت وقوداً أو أسطوانات غاز طهي أو مواد أخرى في المخيم.