مصر: «الهيئة الوطنية» تنفي أي «شكاوى» أثرت على العملية الانتخابية

مواطنة مصرية تدلي بصوتها في اليوم الثاني (الأخير) للمرحلة الأولى من انتخابات برلمانية بالجيزة أمس (إ.ب.أ)
مواطنة مصرية تدلي بصوتها في اليوم الثاني (الأخير) للمرحلة الأولى من انتخابات برلمانية بالجيزة أمس (إ.ب.أ)
TT
20

مصر: «الهيئة الوطنية» تنفي أي «شكاوى» أثرت على العملية الانتخابية

مواطنة مصرية تدلي بصوتها في اليوم الثاني (الأخير) للمرحلة الأولى من انتخابات برلمانية بالجيزة أمس (إ.ب.أ)
مواطنة مصرية تدلي بصوتها في اليوم الثاني (الأخير) للمرحلة الأولى من انتخابات برلمانية بالجيزة أمس (إ.ب.أ)

نفت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، أمس، وجود أي شكاوى أو معوقات من شأنها التأثير على العملية الانتخابية، مع انتهاء اليوم الثاني (الأخير) للمرحلة الأولى من انتخابات برلمانية ستمتد لأسابيع. وصوت المصريون في 14 محافظة، أمس، لليوم الثاني (الأخير) من المرحلة الأولى للانتخابات، وسط إجراءات احترازية صحية وأمنية مشددة. وأعلنت الهيئة الوطنية انتظام عمليات التصويت داخل 10240 لجنة فرعية. ويُجرى التصويت وفقاً لقانون انتخابي جديد ينص على تخصيص 50 في المائة من مقاعد مجلس النواب المنتخبة، البالغ عددها 568، لقوائم مرشحين مغلقة معدة سلفاً تفوز بكل المقاعد في قطاع انتخابي إذا حصدت أغلبية الأصوات. ويخصص القانون باقي المقاعد الخاضعة للانتخاب لمرشحين فرادى، في حين يحق للسيسي تعيين ما يصل إلى 28 نائباً بشكل مباشر.
وقال المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: «تم فتح أبواب اللجان لاستقبال الناخبين الذين بدأوا يتوافدون وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من فيروس كورونا». وأشار رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات إلى أن «الهيئة لم ترصد أي شكاوى أو معوقات من شأنها التأثير على سير العملية الانتخابية، وأن غرفة العمليات المشكلة بالهيئة تواصل استقبال استفسارات أطراف العملية الانتخابية كافة، والرد عليها في الحال».
وتجرى المرحلة الثانية للانتخابات يومي السابع والثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على أن تُنظم جولتي إعادة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) ومطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
بدوره، أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس بعثة الجامعة لمتابعة الانتخابات، أن «هذه الانتخابات اتسمت بدينامية اقتراعية هادئة سلسة منتظمة بفضل التدابير القانونية والتنظيمية والإجرائية المتخذة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، والتدابير الأمنية واللوجيستية والوقائية المكثفة التي كان لها الأثر الإيجابي على حسن الأداء الانتخابي، وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم والقيام بواجبهم الوطني في أجواء آمنة».
ووفق بيان صدر عن الجامعة العربية أمس، فإن «المستوى التنظيمي الجيد للاقتراع يعكس إرادة سياسية واثقة لترسيخ مقومات دولة المؤسسات والمواطنة، ودعائم سيادة القانون، وتوطيد قواعد الاختيار الحر في انتخاب أعضاء هذه المؤسسة التي تضطلع باختصاصات دستورية حصرية وأساسية في المجال التشريعي، ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية».
وأكد خطابي أن التعديلات الدستورية لسنة 2019، بشأن تخصيص ما لا يقل عن ربع إجمالي عدد مقاعد أعضاء مجلس النواب للمرأة، شكل عاملاً مشجعاً محفزاً لتكريس صدارة المرأة المصرية للمشهد الانتخابي، في مؤشر قوي واضح على رغبة الدولة في تعزيز مكاسبها في الحقل السياسي والانتخابي، وفسح المجال أمام بروز تمثيلية نسائية حقيقية في الحياة النيابية.
ويتنافس أكثر من 4 آلاف مرشح في الانتخابات على 284 مقعداً، من أصل 568، بالنظام الفردي. كما تتنافس 8 قوائم على 284 مقعداً بنظام القوائم الحزبية. ومن بين القوائم المرشحة «القائمة الوطنية من أجل مصر» التي تمثل ائتلافاً سياسياً، بقيادة حزب «مستقبل وطن» الموالي للحكومة.



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.