ليبيا تقاوم الوباء بمزيد من تدريب الأطباء وحملات التوعية

جانب من فرق «الرصد والمتابعة» بغرب ليبيا بعد انتهائهم من دورة تدريبية على مكافحة «كورونا» (المركز الوطني)
جانب من فرق «الرصد والمتابعة» بغرب ليبيا بعد انتهائهم من دورة تدريبية على مكافحة «كورونا» (المركز الوطني)
TT

ليبيا تقاوم الوباء بمزيد من تدريب الأطباء وحملات التوعية

جانب من فرق «الرصد والمتابعة» بغرب ليبيا بعد انتهائهم من دورة تدريبية على مكافحة «كورونا» (المركز الوطني)
جانب من فرق «الرصد والمتابعة» بغرب ليبيا بعد انتهائهم من دورة تدريبية على مكافحة «كورونا» (المركز الوطني)

كثفت السلطات الطبية في ليبيا من معدلات تدريب الأطباء والاختصاصيين، بمساعدة منظمات دولية، على كيفية التصدي لـ«كوفيد - 19»، بينما تتصاعد نسبة الإصابات بالفيروس مسجلة أرقاماً تقارب الألف حالة يومياً في غالبية المدن والبلدات. وبحسب إحصائية المركز الوطني لمكافحة الأمراض قفز العدد التراكمي للإصابات إلى أكثر من 55 ألف حالة، وتعافى 29965. بينما توفي 800 آخرون، وسط أجواء من الخوف من تفاقم الأوضاع بالبلاد.
وقال المركز الوطني إنه نظم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، دورة تدريبية لفرق الرصد والاستجابة السريعة حول المستجدات في جائحة «كورونا»، مشيراً إلى أن هذه الدورة تعد من ضمن سلسلة متواصلة ينظمها المركز بالتعاون مع المنظمة، وتتناول عدداً من الموضوعات الهامة حول الفيروس. وتهدف الدورة، وفقاً للمركز، إلى تعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الأوبئة التي تحدث على الصعيد العالمي ويتم خلالها تعريف المشاركين بأدوات وأنشطة تقصي الجائحة والتعامل معها.
في السياق ذاته، انتهى المركز من الإشراف على تدريب 200 عنصر طبي مقسمين إلى خمس دفعات على مستوى ليبيا، سواء في اجتماعات مغلقة بالمركز أو عبر نقل المحاضرات على شبكة الإنترنت (أونلاين) لـ14 مدينة ليبية منها زوارة وصبراتة والزاوية وطرابلس والخمس ومصراتة وسرت وبنغازي والبيضاء. ونوه المركز بأن هذه الدورات تهدف إلى «تطوير أداء الأطباء وكيفية التعامل مع حالات جائحة كورونا، وللرفع من مستوى جهوزيتهم لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمرضى».
وفيما جاءت طرابلس على قائمة الإصابات بـ448 حالة، مقارنة بباقي المدن، أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمجابهة كورونا ببلدية مصراتة، تسجيل 39 حالة إصابة جديدة بفيروس، مضيفة أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أعلن تماثل 47 حالة للشفاء. وفي وقت تم الكشف عن إصابة 3 أطباء بمستشفى ابن سينا بمدينة سرت، أثنى رئيس المجلس التسييري للبلدية سالم عامر، على الأطباء والعناصر الطبية المساعدة والكادر الإداري بالمستشفى «على ما يبذلونه من جهود لتقديم الخدمات العلاجية والتشخيصية لكافة المرضى والمترددين عليه بالبلدية والبلديات المجاورة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.