أفغانستان تعلن مقتل «أبو محسن المصري» الرجل الثاني في «القاعدة»

صُفّي بعملية خاصة بولاية غزني ** ارتفاع حصيلة قتلى تفجير انتحاري في كابل إلى 30 شخصاً

أبو محسن المصري القيادي البارز في «القاعدة» مُدرج على قائمة «إف بي آي» للإرهابيين المطلوبين (إ.ب.أ)
أبو محسن المصري القيادي البارز في «القاعدة» مُدرج على قائمة «إف بي آي» للإرهابيين المطلوبين (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان تعلن مقتل «أبو محسن المصري» الرجل الثاني في «القاعدة»

أبو محسن المصري القيادي البارز في «القاعدة» مُدرج على قائمة «إف بي آي» للإرهابيين المطلوبين (إ.ب.أ)
أبو محسن المصري القيادي البارز في «القاعدة» مُدرج على قائمة «إف بي آي» للإرهابيين المطلوبين (إ.ب.أ)

قالت سلطات الأمن الأفغانية إن قواتها قتلت أبو محسن المصري، القيادي البارز في تنظيم «القاعدة». وكان المصري مُدرجاً على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي للإرهابيين المطلوبين أكثر من غيرهم. ويُعتقد أنه كان الرجل الثاني في قيادة التنظيم، بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الانتحاري الذي نفذه تنظيم «داعش» في كابل أول من أمس، إلى 30 قتيلاً. وقالت المديرية الوطنية للأمن في أفغانستان مساء أول من أمس، إن قواتها قتلت أبو محسن المصري في عملية خاصة بولاية غزني شرق البلاد. وأضافت المديرية أنه كان القائد الأعلى للتنظيم في شبه القارة الهندية.
وكان المصري متهماً في الولايات المتحدة بتزويد منظمة إرهابية أجنبية بالعتاد والموارد، فضلاً عن التخطيط لقتل مواطنين أميركيين.
وكان القيادي المصري الجنسية يُعرف أيضاً باسم حسام عبد الرؤوف، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وأكد كريس ميلر رئيس المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب مقتل المصري في بيان، قائلاً إن «إبعاده... عن ساحة القتال يمثل انتكاسة كبيرة لتنظيم إرهابي يعاني باستمرار من خسائر استراتيجية ساعدت فيها الولايات المتحدة وشركاؤها». وقال ميلر إن فقد «القاعدة» للمصري «يسلط الضوء على تراجع فاعلية التنظيم الإرهابي».
وأصدرت الولايات المتحدة مذكرة توقيف فيدرالية بحقه في عام 2018، بعد اتهامه بالتآمر لقتل مواطنين أميركيين وتقديم دعم مادي وموارد لمنظمات إرهابية أجنبية، وفقاً لمعلومات على موقع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقال مكتب «إف بي آي» إن ناشط «القاعدة»، الذي أُطلق عليه أيضاً اسم حسام عبد الرؤوف، هو مواطن مصري ولد عام 1958. إلى ذلك، رأى وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أمس، أن مقتل المصري يكشف عن العلاقة بين «طالبان» و«القاعدة»، من دون أن يذكر أي تفاصيل. وكتب الوزير الأفغاني في تغريدة على «تويتر»: «مقتل المصري أحد العناصر الرئيسية في (القاعدة) على يد المديرية الوطنية للأمن يكشف عن صلات وثيقة بين (طالبان) والجماعات الإرهابية التي تعمل ضد الحكومة الأفغانية وشعبها». وأضاف: «ما زالوا على علاقات وثيقة مع الجماعات الإرهابية وهم يكذبون على أطراف مختلفة».
وكانت «طالبان» أمنت عندما حكمت أفغانستان ملاذاً لتنظيم «القاعدة» في الأراضي الأفغانية. وكان هذا سبب غزو الولايات المتحدة للبلاد بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وذكر مصدر في الاستخبارات الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم كشف هويته، أن مساعداً للمصري كان «على اتصال مع طالبان» اعتقل خلال العملية في ولاية غزنة المنطقة المضطربة التي يتمتع فيها مقاتلو «طالبان» بوجود قوي.
ويعتقد أن أبو محسن المصري كان يشارك في إدارة العمليات اليومية للتنظيم، وربما كان الرجل الثاني في تولي قيادة التنظيم خلفاً للظواهري.
وتزامنت عملية تصفية المصري مع مقتل 30 شخصاً وجرح أكثر من 70 آخرين، في انفجار انتحاري استهدف، أول من أمس، مركزاً تعليمياً في العاصمة كابل، وفقاً لمصادر أمنية أفغانية. وتبنى تنظيم «داعش»، الاعتداء الذي وقع قرب مركز طبي في العاصمة الأفغانية.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشهر الماضي، إن قياديي تنظيم القاعدة الذين لا يزالون في أفغانستان تقلّ أعدادهم عن مائتين.
ووقع الحادث بمنطقة «داشت إي بارشي». وكان مهاجم انتحاري قد حاول دخول المركز أمس، لكنه فجر نفسه، عندما اقترب منه حراس الأمن. وتابع المسؤولون أن «معظم الضحايا من الشبان والمراهقين». وقال طالب بالمركز لقناة «طلوع نيوز» إن الانفجار وقع بينما كان الطلاب يغادرون. وأدى الهجوم إلى غضب وإدانة واسعة النطاق في أفغانستان وخارجها. وذكر القصر الرئاسي في بيان أنه ينبغي على حركة «طالبان» أن توافق على وقف لإطلاق النار. وقال الممثل المدني لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، ستيفانو بونتيكورفو: «إن إزهاق أرواح الشباب الأبرياء أمر غير مقبول على الإطلاق». ويشهد الشهر الجاري مرور 19 عاماً على الغزو الأميركي لأفغانستان للإطاحة بحكم حركة «طالبان» التي أوت مسلحي تنظيم «القاعدة» الذين نفذوا هجمات ضد الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وشرعت الولايات المتحدة في سحبٍ تدريجي لقواتها من أفغانستان بعد توقيع اتفاق تاريخي مع «طالبان» في فبراير (شباط) الماضي. وينص الاتفاق على مغادرة القوات الأجنبية لأفغانستان بحلول مايو (أيار) 2021 مقابل ضمانات من «طالبان» تتعلق بمكافحة الإرهاب. ووافقت حركة «طالبان» على التفاوض مع الحكومة الأفغانية بشأن وقف دائم لإطلاق النار وعلى تقاسم السلطة بطريقة ما. وانطلقت المفاوضات الأفغانية - الأفغانية في الدوحة الشهر الماضي. ورغم إجراء المحادثات، شهدت أعمال الاقتتال بين مسلحي «طالبان» والقوات الحكومية احتداداً في الأسابيع الأخيرة. وقال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد الأسبوع الماضي، إن حركة «طالبان» وافقت على إعادة ترتيب التزاماتها بموجب اتفاق لسحب القوات والحدّ من أعداد الضحايا في البلاد. وبدأت الولايات المتحدة سحب قواتها تدريجياً من أفغانستان بعد إبرام اتفاق تاريخي مع «طالبان» في فبراير الماضي، كما بدأت عملية السلام بين «طالبان» والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.



وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.