مؤسس «فيسبوك» يدعو المستخدمين إلى اقتراح هدف شخصي له في العام الجديد

قرارات زوكربيرغ لعام 2015.. قراءة كتاب كل أسبوعين

مؤسس فيسبوك زوكربيرغ («الشرق الاوسط})
مؤسس فيسبوك زوكربيرغ («الشرق الاوسط})
TT

مؤسس «فيسبوك» يدعو المستخدمين إلى اقتراح هدف شخصي له في العام الجديد

مؤسس فيسبوك زوكربيرغ («الشرق الاوسط})
مؤسس فيسبوك زوكربيرغ («الشرق الاوسط})

يُعرف عن مارك زوكربيرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، بتعهداته الغريبة التي يقطعها على نفسه مع بداية كل عام، وكان حظ 2015 منها قراره بقراءة كتاب كل أسبوعين.
لذا لم يكن مستغربا تدشينه صفحة «عام الكتب» بموقعه الاجتماعي الأبرز، التي قوبلت باستحسان أكثر من 62 ألف شخص بعد 24 ساعة من إطلاق الصفحة بوصفها ناديا للقراءة، وذلك عقب دعوته الآخرين للانضمام إليه للقراءة والمطالعة، وفق تعهدات العام الجديد.
ودعا زوكربيرغ القراء للنقاش والمشاركة بنقاط محددة بعد قراءة كتاب، ويتضمن نادي القراء اختيار كتب مختلفة وقضايا معينة للنقاش، علما بأن القرآن والإنجيل من أبرز الكتب المقدسة التي طرحت للنقاش.
ودعا زوكربيرغ، مؤسس ورئيس شركة موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مستخدمي الموقع من كل أنحاء العالم إلى طرح ما لديهم من أفكار عما يمكن أن يكون هدفا شخصيا له في العام الجديد. ووجه زوكربيرغ، الملياردير ومؤسس أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، الدعوة إلى مستخدمي الموقع لكي يقدموا له أفكارهم من خلال رسالة بثها عبر الموقع، قال فيها: «في كل عام كنت أواجه تحديا لتوسيع إدراكي ومعرفة شيء ما عن عالم ما وراء عملي في (فيسبوك)»، ثم كتب مجموعة من التحديات السابقة التي تغلب عليها منها: تعلم اللغة الصينية (ماندرين)، وارتداء رابطة عنق يوميا، وتوجيه رسالة شكر بشكل يومي.. إلخ. وأضاف في الرسالة: «في عالم السؤال والإجابة الذي نعيشه اليوم، سألني أحد الأشخاص عن التحدي الذي سأواجهه في العام الجديد، وقلت أنا أحب الأفكار التي تأتي من مجتمعي. لدي فكرة عن التحدي المقبل بالنسبة لي، لكنني منفتح أمام أي أفكار للعام الجديد الذي بدأ رسميا».
ومن بين الأفكار التي وصلت بالفعل إلى زوكربيرغ، إضافة خاصية إجراء المكالمات الهاتفية عبر موقع «فيسبوك»، التي قال زوكربيرغ إنها موجودة بدرجة ما في خدمة «فيسبوك ماسنجر». ومن المقترحات الأخرى أن يجري زوكربيرغ محادثة كل يوم مع شخص جديد لا يعرفه على مدار العام. ورد الملياردير الأميركي الشاب أنه فعل ذلك بالفعل. واقترح أحد الأشخاص أن يقدم زوكربيرغ درسا يوميا لمدة ساعة لتلاميذ الصف الثالث الثانوي، حيث قال إنه فعل ذلك من قبل.
وأشار موقع «بي سي ماغازين» المتخصص في موضوعات الكومبيوتر والتكنولوجيا إلى أن الاقتراح الذي لم يعلق عليه زوكربيرغ رغم أنه حظي بإعجاب 2527 مستخدما آخر، كان: «تسديد قرض دراسي لأحد الأشخاص يوميا».



هل تنجح مساعي دمج صُنّاع المحتوى داخل غُرف الأخبار؟

صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
TT

هل تنجح مساعي دمج صُنّاع المحتوى داخل غُرف الأخبار؟

صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)

يبدو أن ثمة تطوراً جديداً ربما يظهر داخل «غرف الأخبار»، بعدما سعت صحف بارزة، مثل «واشنطن بوست»، لاجتذاب صُنّاع المحتوى بهدف «تعزيز التواصل مع الجمهور»، في حين أثارت مساعي دمج صُنّاع المحتوى (المؤثرون) داخل غُرف الأخبار تساؤلات بشأن «ضمانات التوازن بين المعايير المهنية والتكيّف مع تطلّعات الجمهور».

ووفق تقرير معهد «رويترز لدراسة الصحافة»، العام الماضي، فإن «الجمهور من الفئات الأقل من أربعين عاماً يعيرون اهتماماً أكبر لصُنّاع المحتوى، أو ما يطلقون عليهم لقب (مؤثرون)، بوصفهم مصدراً للمعلومات وكذلك الأخبار».

كما أشارت دراسة استقصائية ضمن مبادرة «بيو-نايت» الأميركية، المعنية برصد التغيرات في كيفية استهلاك الأخبار والمعلومات، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أن أكثر من خُمس البالغين في الولايات المتحدة يعتمدون بانتظام على «المؤثرين» للحصول على الأخبار.

ومع ذلك، فإن معظم هؤلاء «المؤثرين» الذين ينشرون الأخبار لا ينتمون إلى مؤسسات إخبارية ولا يخضعون لتدريب صحافي. وحسب دراسة أجرتها منظمة «اليونيسكو» ونُشرت نتائجها، نهاية نوفمبر الماضي، فإن غالبية هؤلاء المؤثرين (62 في المائة) لا يتحقّقون من صحة المعلومات التي يشاركونها مع جمهورهم، ما يُثير مخاوف من انتشار «المعلومات الزائفة».

ومعروف أن ثمة تجارب بدأت تخوضها أخيراً غرف الأخبار للدمج بين الصحافي المدرب وصانع المحتوى صاحب الكاريزما والجمهور. وظهرت، في هذا الإطار، نماذج؛ مثل: «واشنطن بوست»، والمنصة الأميركية «مورنينغ بيرو» التي أطلقت بالفعل مبادرات يقودها صُنّاع محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، غير أن الاتجاه لا يزال قيد التجربة والتقييم، حسب ما يبدو.

الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا»، مهران كيالي، رهن نجاح تجربة دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار بـ«تنظيم العلاقة بين الطرفين»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «على غرف الأخبار أن توفّر لصُنّاع المحتوى أدوات؛ مثل: التحقق من المصادر، والالتزام بأخلاقيات الصحافة، في حين يقدّم صُنّاع المحتوى خبراتهم في الإبداع الرقمي وفهم الجمهور على المنصات الحديثة». وأضاف: «كما يجب تقنين العلاقة من خلال وضع إطار واضح يحدّد المسؤوليات وأسلوب العمل».

غير أن كيالي أشار إلى «تحديات أمام تجربة دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار»، قائلاً: «هناك نظرة سلبية من قِبل بعض الصحافيين التقليديين تجاه صُنّاع المحتوى، بل هم يعدونهم دخلاء على المهنة، رغم امتلاكهم جمهوراً واسعاً وتأثيراً كبيراً». وأضاف: «بعض المؤسسات الصحافية تعاني صعوبة التكيّف مع أسلوب المحتوى السريع والبسيط الذي يتناسب مع منصات التواصل الاجتماعي، خشية خسارة الصورة الوقورة أمام الجمهور».

وعدّ كيالي أن غرف الأخبار قبل أن تستعين بصُنّاع المحتوى، هي بحاجة إلى «التجهيزات والإجراءات التي تمكّن الصحافيين من إنتاج ونشر محتوى رقمي جذاب بسرعة».

وعن الحلول لتجاوز هذه التحديات، أوضح الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» أنه «يجب على المؤسسات تحديث سياساتها وتوفير الدعم الفني والتدريب اللازم للصحافيين، مع تغيير النظرة السلبية تجاه صُنّاع المحتوى والبحث عن تعاون».

وأشار كذلك إلى أهمية تحقيق التوازن بين المهنية والتطوير، قائلًا: «بعض غرف الأخبار تحتاج إلى تعزيز مصداقيتها بالالتزام بمبادئ الصحافة، من خلال تجنّب المصادر غير الموثوقة وتدقيق المعلومات قبل نشرها»، و«لجذب الجمهور، يجب تقديم محتوى يلامس اهتماماته بأسلوب مبسط مع استخدام أدوات حديثة مثل الفيديوهات القصيرة؛ مما يضمن الجمع بين الدقة والجاذبية لتعزيز الثقة بعصر المنافسة الرقمية».

المحاضرة في الإعلام الرقمي بالجامعة البريطانية في القاهرة، ياسمين القاضي، ترى أن بعض المؤسسات الإخبارية لا تزال تعتمد الاستراتيجيات «القديمة» نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سنوات تبنّت بعض وسائل الإعلام مفهوم (التحويل إلى منصات) من خلال جمع المعلومات وتدقيقها، وهو الدور الأصيل للصحافة، ثم نشرها بأسلوب يحاكي وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن هذا الاتجاه ربما لن يكون كافياً في ضوء احتدام المنافسة مع صُنّاع المحتوى، مما أفرز اتجاه الاستعانة بـ(المؤثرين)».

وأوضحت القاضي أن «الغرض من دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار، هو تقديم المعلومات المدققة بأسلوب مبتكر». وأضافت أن «الاستعانة بشخصية مؤثرة لنقل المعلومات لا تعني بالضرورة المساس بمصداقية المحتوى ودقته، فالأمر يعتمد على مهارة كُتّاب المحتوى، فكلما كان الكُتاب صحافيين محترفين يسعون لتطوير أدواتهم ضمنت منصة الأخبار تقديم معلومات دقيقة وموثوقة».