منتدى جدة الاقتصادي يواجه معوقات تنظيمية بعد أن حقق المرتبة الثانية عالميا

توقعات بإقامته في موعد جديد قبل نهاية 2015

منتدى جدة الاقتصادي يواجه معوقات تنظيمية بعد أن حقق المرتبة الثانية عالميا
TT

منتدى جدة الاقتصادي يواجه معوقات تنظيمية بعد أن حقق المرتبة الثانية عالميا

منتدى جدة الاقتصادي يواجه معوقات تنظيمية بعد أن حقق المرتبة الثانية عالميا

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر في غرفة جدة، عن تأجيل منتدى جدة الاقتصادي في دورته الـ15، بسبب ظروف تنظيمية مع المتحدثين الذي أبدوا رفضهم الالتزام بالحضور في الموعد المحدد من قبل إدارة المنتدى.
وكان من المقرر أن يعقد المنتدى في العاشر من فبراير (شباط) المقبل، بعد أن أعلنت الغرفة عن طرح منافسة تنظيم المنتدى بين الشركات والمؤسسات المتخصصة، بناء على المعايير التي حددتها وثيقة طلب العروض المعتمدة.
وأوضحت المصادر أن اجتماعا على مستوى رئيس مجلس إدارة الغرفة يجري عقده لبحث الحلول الإدارية للتحديات التي واجهت المنتدى، وتحديد موعد جديد قبل نهاية العام الحالي، في سبيل المحافظة على مكانة وسمعة المنتدى الذي يُصنّف من المنتديات العالمية.
ويعد منتدى جدة الاقتصادي ثاني أهم الفعاليات الاقتصادية عالميا بعد منتدى دافوس الذي يُنظم سنويا في سويسرا، واكتسب أهمية كبيرة، نتيجة القضايا التي يتناولها الضيوف والمتحدثون الذين يُصنفون من أصحاب القرار والتجار الاقتصاديين على مستوى العالم.
وقال أحمد الغامدي الرئيس التنفيذي للعلاقات العامة والإعلام بالمنتدى: «إن منتدى جدة اكتسب صبغة اقتصادية خاصة لتركيزه على محاور اقتصادية بحتة، دون التطرق إلى الجوانب السياسية، كما يحدث في بعض المنتديات الاقتصادية التي تشهد تداخلا بين السياسة والاقتصاد، وهذا الأمر أسهم في أن يكون للمنتدى حضور على خريطة العالم، في مناقشته للتجارب والخبرات الاقتصادية التي تسهم في حل المشكلات والتحديات الخاصة بالتنمية في المجتمعات، ويقدم حلولا لها على مدار جلساته».
ولفت إلى أن المنتدى مضى عليه أكثر من 14 عاما، اكتسب القائمون عليه خبرات طويلة، أسهمت في تنويع وإثراء الطرح خلال المنتدى، وأصبحت الأسماء التي تتحدث في المنتدى تتمتع بخبرات طويلة، إلى جانب حضور أصحاب القرار من الجانب المحلي والدولي، مما أسهم في خلق مزيج من العمل التكاملي في مكان واحد، ليخرج في نهاية المنتدى برؤية واضحة تسهم في التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
وأشار إلى أن أهمية المنتدى تكمن في اهتمامه بدور القطاع الخاص، ومدى مساهمته في تطوير الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والعمل على تطوير قطاع الأعمال لرفع مستوى دخل الفرد، وفتح فرص العمل.
وكان المنتدى قد انطلق في عام 2000، وبدأ في طرح قضايا محلية وإقليمية وعالمية، وناقش خلال دوراته الماضية قضايا مهمة، تحدث فيها عن التغيير الذي يشغل المنطقة بأسرها.
ويرسم المنتدى الذي يُقام بشكل سنوي مستقبل الاقتصاد السعودي والخليجي خلال السنوات المقبلة، حيث تخطى كونه منبرا للتحدث وإلقاء أوراق العمل والتحاور عبر جلساته التي سجل فيها حضورا على خارطة الفعاليات الدولية، باستضافته كبار الشخصيات من رؤساء الدول والوزراء وصناع القرار الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم.
وتقدر تكاليف إقامة المنتدى بنحو 15 مليون ريال سنويا، حيث تُدفع جميع التكاليف من قبل الرعاة، وتُمول الفعاليات من خلاله، كما جرت العادة في أي منتدى أو ملتقى، وهذا يؤكد أن المنتدى مقنع اقتصاديا للشركات التي تشارك في رعايته بشكل سنوي.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»