تنظيم يهودي يخطط لاعتداءات تستهدف المتظاهرين ضد نتنياهو

TT

تنظيم يهودي يخطط لاعتداءات تستهدف المتظاهرين ضد نتنياهو

في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدأ يصد الانهيار في شعبيته، ويستعيد بعضاً من القوى التي خسرها في الشهور الثلاثة الأخيرة، كشف النقاب عن تنظيم يميني متطرف يقف وراء الاعتداءات على المتظاهرين ضد نتنياهو، ويخطط لتصعيد لدرجة تنفيذ عمليات إرهاب ومذابح ضدهم.
وقد نشرت تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية، وتسجيلات أخرى للقاءات بين أفراد هذه المجموعة، يتباهون فيها بالاعتداءات التي نفذوها حتى الآن ضد المتظاهرين، ويعبرون بكلمات قاسية عن كرههم وعدائهم لهؤلاء المتظاهرين.
وتعمل هذه المجموعة في بلدتي ريشون لتسيون ونس تسيونة، جنوب شرقي تل أبيب. ولكن الشرطة تحقق فيما إذا كانوا على صلة بالاعتداءات التي نفذت في تل أبيب وحيفا والخضيرة وقيسارية، وهي البلدات التي نفذت فيها اعتداءات دموية على المتظاهرين ضد نتنياهو، استخدمت فيها سكاكين وآلات حادة أخرى، فضلاً عن قنابل الغاز.
يذكر أن معارضي نتنياهو أصيبوا بخيبة أمل، إثر انخفاض عدد المتظاهرين في الأيام الأخيرة، وأعربوا عن خشيتهم من احتمال وقف عملية الانهيار في شعبيته. وزادت هذه المخاوف، أمس (الجمعة)، إذ نشرت صحيفة «معريب» نتائج استطلاع رأي دلت على ارتفاع في قوة حزب الليكود، بقيادة نتنياهو، مقابل الاستطلاعات التي نشرت في الشهور الثلاثة الأخيرة. فبعد أن انخفضت قوته من 36 مقعداً له اليوم إلى 26 مقعداً، ارتفعت قوته في الاستطلاع الجديد إلى 30 مقعداً. وبدا واضحاً أنه يسترد قوة مما خسره لصالح اليمين المتطرف، إذ إن تحالف أحزاب هذا اليمين (يمينا)، برئاسة نفتالي بنيت، الذي ضاعف قوته عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، وارتفع من 6 إلى 24 مقعداً، هبط في الاستطلاع الجديد إلى 20 مقعداً.
وقد لوحظ تراجع جدي في قوة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، برئاسة أيمن عودة، الممثلة حالياً بـ15 مقعداً، إذ تهبط حسب الاستطلاع الجديد إلى 12 مقعداً. وكان الاستطلاع السابق الذي نشرته الصحيفة في الأسبوع الماضي قد توقع حصول «المشتركة» على 14 مقعداً. وفسر معدو الاستطلاع تراجع «المشتركة» بأنه جاء بسبب تصريح 20 في المائة من ناخبيها بأنهم لا يعرفون حالياً لمن سيصوتون في الانتخابات المقبلة.
وحسب الاستطلاع، فإنه لو جرت انتخابات الكنيست الآن، لحصل الليكود على 30 مقعداً في الكنيست، و«يمينا» 20 مقعداً، ثم كتلة «ييش عتيد - تيلم»، برئاسة يائير لبيد وموشيه يعلون، 18 مقعداً، بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع السابق، ثم «المشتركة» 12، ثم حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس)، برئاسة وزير الداخلية أريه درعي، الذي يحافظ على قوته (9 مقاعد)، وحزب «كحول لفان»، برئاسة بيني غانتس وزير الأمن، الذي يتراجع إلى 9 مقاعد (له اليوم 18 مقعداً). ويأتي حزب اليهود الروس (يسرائيل بيتينو)، برئاسة أفيغدور ليبرمان، مع 8 مقاعد (له اليوم 7 مقاعد)، وبعده حزب اليهود الأشكناز المتدينين (يهدوت هتوراة)، ومثله حزب «ميرتس» اليساري، 7 مقاعد.
ووفقاً لهذه النتائج، فإن كلاً من كتلة اليمين برئاسة نتنياهو، وكتلة الوسط واليسار والعرب، تحصل على 46 مقعداً. ويبقى في الوسط حزبا بنيت وليبرمان مع 28 مقعداً. ورغم تحسن وضع نتنياهو، فإنه لن يستطيع تشكيل حكومة من الأحزاب المركبة لائتلافه اليوم. وسيكون عليه أن يوسع ائتلافه ليشمل أحد خصومه اللدودين من يمينا أو ليبرمان أو كليهما. وهذا بحد ذاته يجعله متردداً في التوجه لانتخابات جديدة، ويبحث عن بدائل قد يكون أفضلها تركيبة الحكومة الحالية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.