قطبا الكرة الإسبانية «الجريحان» يلتقيان في «كلاسيكو» فقد الكثير من بريقه

برشلونة يستضيف غريمه الأزلي ريال مدريد اليوم أمام مائة ألف مقعد... فارغ!

لاعبو ريال مدريد بعد الهزيمة من قادش الصاعد في المرحلة الماضية (أ.ف.ب)
لاعبو ريال مدريد بعد الهزيمة من قادش الصاعد في المرحلة الماضية (أ.ف.ب)
TT

قطبا الكرة الإسبانية «الجريحان» يلتقيان في «كلاسيكو» فقد الكثير من بريقه

لاعبو ريال مدريد بعد الهزيمة من قادش الصاعد في المرحلة الماضية (أ.ف.ب)
لاعبو ريال مدريد بعد الهزيمة من قادش الصاعد في المرحلة الماضية (أ.ف.ب)

بعدما كان يوماً أكثر المباريات ترقباً في عالم كرة القدم، فقد لقاء الـ«كلاسيكو» بين برشلونة وغريمه الأزلي ريال مدريد بعضاً من بريقه، غير أن المواجهة التي ستجمعهما على ملعب «كامب نو» في المرحلة السابعة من الدوري المحلي اليوم، ستحمل عناوين عدة. بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي نيمار، وأندريس إنييستا في السنوات الأخيرة، والأوروغوياني لويس سواريز والويلزي غاريث بيل هذا الموسم عن الفريقين، فقد الكلاسيكو كثيراً من بريقه، وكاد أن يتضاءل وهجه بشكل أكبر لو سمح برشلونة برحيل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل انطلاق الموسم الحالي.
عوامل عدة أثرت على ذلك، لا سيما غياب الجماهير عن الملاعب بسبب تداعيات وباء فيروس كورونا، حيث سيفتقد النادي الكاتالوني هتافات نحو مائة ألف مشجع. إضافة إلى ذلك، فإن المستويات المتذبذبة التي يقدمها الفريقان هذا الموسم لم تساهم في انتظار المباراة الحدث بلهفة كما جرت العادة، إلا أن رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس أكد أن «أي مباراة كرة قدم تفقد أهميتها إذا لعبت من دون جمهور. لكن كلاسيكو يبقى كلاسيكو». وتابع «أعتقد أنه بعد أكثر من 300 مباراة أقيمت خلف أبواب مغلقة، تبين أن العروض التي يقدمها اللاعبون على أرض الملعب لا تزال على حالها»، معتبراً أن «الكلاسيكو هو أهم مباراة كرة قدم بين الأندية في العالم. إنها علامة تجارية معروفة الآن بشكل جيد، وتجذب كثيرين من حولها».
ويدخل المدرب الهولندي رونالد كومان مباراته الأولى في الكلاسيكو ومهمته واحدة: إلحاق الهزيمة الثالثة على التوالي بغريمه الأزلي في غضون أسبوع، ووضع نظيره الفرنسي زين الدين زيدان تحت ضغط هائل. مني النادي الملكي بخسارة مفاجئة بهدف نظيف على أرضه أمام قادش الوافد الجديد إلى دوري الأضواء السبت الماضي في الـ«ليغا»، قبل أن يسقط أيضاً على ملعب «سانتياغو برنابيو» أمام شاختار دانييتسك الأوكراني 2 - 3 في مستهل مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي حقق لقبها 13 مرة رقم قياسي.
لم تكن حال برشلونة أفضل في الـ«ليغا» عندما سقط بدوره بنتيجة صفر - 1 أمام مضيفه غرناطة، إلا أنه عوض قارياً بفوز مقنع 5 - 1 على ضيفه فيرينتسفاروش المجري. إلا أنه بشكل عام لم تكن بداية كومان الذي خلف كيكي سيتيين مع نهاية الموسم الماضي مثالية، مع ثلاثة انتصارات، وتعادل وخسارة وهو يحتل المركز التاسع في الـ«ليغا» برصيد 7 نقاط من أربع مباريات، لكنه خاض مباراتين أقل من المتصدرين ريال سوسييداد وفياريال 11 نقطة.
ورغم استمرار معاناة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي يكافح لإيجاد مستواه مع الفريق حيث أبقاه كومان على دكة البدلاء أمام فيرينتسفاروش، بقي الهولندي مؤمناً باللاعبين الشباب لرد الجميل له، وخصوصاً أنسو فاتي الذي قال عن مباراة الكلاسيكو «ندخل إليها بأكبر حافز ممكن. إنه الكلاسيكو، وهي مباراة لطالما حلمت باللعب بها».
وسيعول كومان بالدرجة الأولى حتماً على ميسي أفضل هداف في تاريخ لقاءات الفريقين، والذي قدم مباراة كبيرة أمام الفريق المجري بعد يوم من تأكيد مدربه أنه «ليست لدي أي شكوك حيال أداء» الأرجنتيني، مضيفاً «يمكن لمردوده أن يكون أفضل من الذي رأيناه في الأيام القليلة الماضية». أما عن الدولي الفرنسي، فقال كومان إن «الشيء الوحيد الذي يمكنه القيام به هو العمل جاهداً لتغيير هذا الواقع».
لم يسبق لكومان وزيدان أن تواجها كلاعبين بعدما لعب الأول في صفوف النادي الكاتالوني بين عامي 1989 و1995، فيما وصل الثاني إلى فريق العاصمة الإسبانية في العام 2001 قبل أن يعتزل في 2006. ورغم أن ريال مدريد لا يبدو في أفضل أيامه، فقد يأخذ الثقة من سجل زيدان كمدرب في ملعب «كامب نو» الذي زاره في خمس مناسبات ولم يخسر خلالها أي مباراة انتصاران وثلاثة تعادلات، كما خسر النادي الملكي مباراة واحدة في آخر سبع زيارات إلى ملعب خصمه.
وقال زيدان عقب الخسارة أمام شاختار الأربعاء «أنا المدرب، علي إيجاد الحل، لم أجده اليوم وكان الأمر صعباً على لاعبي فريقي». ودفع زيدان غالياً أمام شاختار ثمن تفكيره في الكلاسيكو، بإبقائه على أبرز عناصره الأساسية على دكة البدلاء في مقدمتهم مواطنه كريم بنزيمة والبرازيلي فينيسيوس والألماني طوني كروس الذين دخلوا في الشوط الثاني، ولوكاس فاسكيز وإيسكو، كما قرر عدم المجازفة بإشراك القائد سيرخيو راموس لعدم تعافيه كلياً من الإصابة في الركبة.
ومن المتوقع أن يعود اللاعبون إلى التشكيلة الأساسية للملكي أمام برشلونة الذي واجهه تسع مرات كمدرب في جميع المسابقات وخسر مرتين فقط، كانتا في عقر دراه في البرنابيو. ويحتل ريال مدريد المركز الثالث في الدوري برصيد 10 نقاط من خمس مباريات من ثلاثة انتصارات، تعادل وهزيمة.
وفي أبرز المباريات الأخرى يستضيف أتلتيكو مدريد الثامن، فريق ريال بيتيس السابع اليوم، فيما سيحاول كل من ريال سوسييداد وفياريال البقاء في الصدارة عندما يستقبل الأول هويسكا غدا، بينما يحل الثاني ضيفاً على قادش المنتشي من فوزه على الملكي.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».