أفاد أحدث الاستطلاعات لمركز المرأة والسياسة الأميركية لدى جامعة راتغرز في نيوجرسي بأن كلاً من الثنائي الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، نائب الرئيس السابق جو بايدن والسيناتورة كامالا هاريس، حققا أكبر تقدم بين أصوات النساء في التاريخ الحديث للانتخابات في الولايات المتحدة.
وطبقاً للمركز المعروف بحياديته ودقته يتقدم بايدن بين جميع الناخبات بمتوسط 18.6 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي الـ46 التي يرصدها، مع فجوة تراوح بين 23 نقطة مئوية في الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «الواشنطن بوست» مع شبكة «آي بي سي» الأميركية للتلفزيون و9 نقاط مئوية في استطلاع أجرته مجلة «الإيكونوميست» البريطانية. بل إن شبكة «فوكس نيوز» القريبة من الرئيس دونالد ترمب منحت بايدن تقدماً بفارق 18 نقطة بين الناخبات. وحصل بايدن على هامش واسع للغاية تصل نسبته إلى 34 في المائة بين الناخبات في استطلاع آخر أجرته شبكة «سي إن إن».
وأكد معهد بيو البحثي أن التقدم الضئيل لترمب بين الرجال غير كافٍ لمواجهة النساء اللواتي يهجرن معسكره الجمهوري، إذ إنهن يشكلن كتلة التصويت الأكبر بحسب الجنس في أميركا، موضحاً أنه منذ الثمانينات من القرن الماضي، فاقت نسبة الناخبات اللواتي يحق لهن التصويت عن نظرائهن من الرجال، ووصلت إلى 4 نقاط مئوية عام 2016. وعلى رغم أن المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون تفوقت على ترمب عام 2016 بفارق 15 نقطة بين النساء على مستوى البلاد، وصل ترمب إلى البيت الأبيض بكسبه نساء الضواحي البيضاء. وتشير الاستطلاعات الآن إلى أن هؤلاء النساء يودعن ترمب على نحو جعله يتوسل الحصول على أصواتهن. وناشدهن في تجمع حاشد في بنسلفانيا، قائلاً: «نساء الضواحي، هلّا تعجبون بي رجاء؟».
وإذ قدم أعذاراً عن نظرته المتحيزة ضد المرأة، أضاف: «أنقذت أحياءكن الملعونة»، في إشارة إلى المساكن الشعبية لمحدودي الدخل.
وأوردت صحيفة «النيويورك تايمز» أنه في عام 2016، دعمت الضواحي فوز ترمب بفارق أربع نقاط. أما الآن فهو يخسر هؤلاء الناخبين بهوامش تاريخية، تغذيها فجوة قياسية بين الجنسين. ويتقدم بايدن عليه بفارق 23 نقطة بين نساء الضواحي في الولايات المتأرجحة.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الغضب كبير أيضاً بين النساء السمراوات وذوات الأصول الإسبانية والنساء اللواتي يصفهن ترمب بأنهن «أجنبيات» ويحتقرهن علناً، وفي تغريداته على «تويتر»، يصفهن بـ«مجنونات» أو قليلات الذكاء، فضلاً عن أنه ينتقص من مظهرهن. وهو بدا عدائياً للغاية في وصفه لكمالا هاريس، قائلاً إنها «متوحشة» و«امرأة مجنونة»، وغير ذلك من الصفات. وسخر من تمكن المرأة من «كسر» السقف الزجاجي، مثلما فعلت كلينتون عام 2016، معتبراً أن هاريس ستلاقي المصير نفسه. وقال: «المرأة تكسر السقف الزجاجي. ولم ينجح الأمر بهذه الطريقة (...) ستكون هناك امرأة تكسر السقف الزجاجي. لن تكون هيلاري فقط. وأنت تعرفين من وإلا فلن تكون؟ لن تكون كامالا».
وفي موازاة ذلك، يشير المركز إلى زيادة ملحوظة في الدور الذي تضطلع به المرأة الأميركية ليس فقط في عمليات الاقتراع، بل أيضاً في الترشيحات، إذ سجل 584 امرأة (بينهن 227 عن الحزب الجمهوري و357 عن الحزب الديمقراطي) لمقاعد في مجلس النواب هذا العام، علماً بأن الرقم القياسي السابق وصل إلى 476 خلال الانتخابات النصفية لعام 2018. وفي مجلس الشيوخ، تقدمت 60 امرأة بطلبات للترشح، علماً بأن الرقم القياسي لعام 2018 بلغ 53 (23 للجمهوريين و37 للديمقراطيين).
فيما تشكل النساء، ولا سيما نساء الأقليات، قوة انتخابية ديمقراطية لا يستهان بها، يبدو أن التقدم الإجمالي لبايدن على المستوى الوطني بنسبة تراوح بين 10 و12 في المائة، مبني أيضاً على رجال صوتوا لمصلحة ترمب عام 2016 وينضمون الآن إلى معسكر بايدن. وأظهر استطلاع أجرته بيو أن 49 في المائة من الرجال يدعمون بايدن، مقابل 41 في المائة من الدعم لكلينتون.
على رغم كل ذلك، يعتقد ترمب أنه سيفوز بهامش كبير لأن هناك «أكثرية صامتة» ستظهر في يوم الانتخابات، ولأن «الناخبين الحقيقيين» لترمب لا يريدون الاعتراف لمنظمي الاستطلاعات بأنهم سيصوتون لمصلحة التجديد أربع سنوات إضافية لترمب في البيت الأبيض.
ترمب يتوسل أصوات نساء الضواحي... وبايدن يكسبهن
الفارق 18 نقطة مئوية و«الناخبون الحقيقيون» لا يكشفون سرّهم الآن
ترمب يتوسل أصوات نساء الضواحي... وبايدن يكسبهن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة