شاشة الناقد: Fear

> إخراج: ‪إيفاليو كريستوف ‬
> بلغاريا | النوع: دراما اجتماعية (2020)(ممتاز)
ليس بعيداً عن الحدود مع ألمانيا هناك بلدة صغيرة أهلها جميعاً من البلغاريين الذين يعيشون في وئام ولو أنه وئام لا يخلو من زيف في العلاقات.
بطلة هذا الفيلم (زفتلانا يانشيفا) معلّمة مدرسة والمدرسة قفلت أبوابها. ها هي تقف وحيدة عند نافذة الصف تنظر إلى المشهد في الخارج. لا حركة ولا حياة. شجر بلا أوراق. سماء ملبّدة… إنه الخريف.
عندما تخرج للصيد ذات مرّة تعود بــ… رجل. طبيب أفريقي من مالي لاجئ غير شرعي يحمل حقيبة ويمشي في الطريق الريفي متجهاً إلى الحدود. في موازاة هذا الحدث هناك رئيس قسم البوليس الذي يحاصر ورجاله مجموعة من العرب الهاربين من شظى الحرب. هم أيضاً متجهون إلى ألمانيا. البلدية تمنحهم المدرسة المغلقة ليعيشوا فيها ثم تنقلهم إلى مكان آخر إلى أن يتم البت بأمرهم.
لكن بالنسبة للمرأة الوحيدة هي أمام مشكلة: هذا الرجل الأسود لا يمت إلى باقي المهاجرين ولم يجده رجال البوليس وعليها الآن، بعد أن رفض الجميع تسلمه، إيواءه في منزلها. في البداية هما غريبان خائفان، ثم تكتشف فيه الرجل الذي حُرمت منه. بالطبع هذا لن يمر برداً وسلاماً على جيرانها من أهل القرية. سينظرون إليها كساقطة. سيقذفونها بالحجارة والنظرات ثم سيحاول بعضهم بإيعاز من رجل كانت امتنعت عليه، حرق منزلها.
«خوف» هو فيلم جديد لم يُتح له دخول (حسب علمنا) لمهرجان ما، لكنه مُنجز لهذه الغاية. يتمحور حول وحدة امرأة خائفة من صغرها وازداد خوفها بعدما مات زوجها منذ 15 سنة والأفريقي الطيّب وسيلتها للتوقف عن الخوف.
كذلك هو فيلم عن العنصرية. في جوهره (ومن خلال العلاقة بين امرأة بيضاء وأفريقي) لا يبتعد كثيراً عن فيلم رينر فيرنر فاسبندر «علي أو: الخوف يأكل الروح»). تلك المرأة الألمانية التي لا يحبها أحد حتى قبل أن تؤوي إليها ذلك الرجل المغربي وتثير بذلك حنق محيطها الاجتماعي.
«خوف» مصوّر بالأبيض والأسود. رائع في توظيف المكان لخدمة المعنى الذي ينشده كل مشهد على حدة. إخراج جيد في مجمله مع تنفيذ واعٍ لدور اللقطة في المشهد مع تمثيل قابل للتصديق من الجميع.