عراقية تواجه حكماً بالإعدام بعد إلقائها طفليها في نهر دجلة

السيدة الموقوفة من قبل الشرطة والمتهمة بإلقاء طفليها في نهر دجلة (تويتر)
السيدة الموقوفة من قبل الشرطة والمتهمة بإلقاء طفليها في نهر دجلة (تويتر)
TT

عراقية تواجه حكماً بالإعدام بعد إلقائها طفليها في نهر دجلة

السيدة الموقوفة من قبل الشرطة والمتهمة بإلقاء طفليها في نهر دجلة (تويتر)
السيدة الموقوفة من قبل الشرطة والمتهمة بإلقاء طفليها في نهر دجلة (تويتر)

تواجه عراقية حكماً بالسجن المؤبد بعد قيامها بإلقاء طفليها (حر، ومعصومة) من فوق «جسر الأئمة» على نهر دجلة في بغداد، الجمعة الماضي. وأثار الحادث صدمة شديدة داخل الأوساط الشعبية العراقية، خصوصاً بعد أن انتشرت على نطاق واسع لقطة مصورة من كاميرا لمراقبة الجسر تظهر الأم وهي تقوم برمي طفليها.
وفي مقابل مطالبات كثيرة بتوجيه أقصى العقوبات للأم، تطالب اتجاهات أخرى بمعرفة ظروفها وما إذا كانت تعاني من اختلال نفسي، خصوصاً في ظل انفصالها عن زوجها (كما يؤكد الزوج) منذ أشهر والظروف المعيشية السيئة التي تعاني منها. ويوجه آخرون انتقادات لاذعة للظروف الاجتماعية الصعبة التي أوجدها النظام السياسي بعد 2003، وانعكاساتها الكارثية على حياة المواطنين العراقيين المعيشية.
وتنص المادة «406» من قانون العقوبات على الحكم بالإعدام في حالات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء خالد المحنا، أمس، إن السيدة الموقوفة لدى الشرطة والمتهمة بإلقاء طفليها في نهر دجلة ستحال إلى المحكمة وستوجه لها تهمة القتل العمد.
وذكر المحنا في بيان أن «المتهمة (نسرين) بقتل طفليها جانية، لأنها أقدمت على ارتكاب جريمة القتل العمد التي يعاقب عليها القانون العراقي بشدة»، مشدداً على «أهمية النظر إلى الواقعة من زوايا مختلفة؛ حيث تكررت حوادث قتل الأبناء 4 أو 5 مرات مؤخراً، وهو ما لم يكن موجوداً في المجتمع العراقي».
وأوضح المحنا أن «حوادث قتل الأبناء أمر خطير، وتجب دراسة أسباب ودوافع الوقائع التي دفعت بالمتهمة لارتكاب الجريمة، ووزارة الداخلية العراقية تقوم بدور اجتماعي؛ لأنها باتت قريبة للمواطن من خلال عدد من المؤسسات الشرطية؛ أبرزها الشرطة المحلية، وشرطة الأحداث، والشرطة المجتمعية، وشرطة حماية الأسرة والطفل».
وأعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، العثور على جثة الطفل الثاني الذي رمته أمه في نهر دجلة. بعد أن تمكنت من العثور على جثمان الطفل الأول الاثنين الماضي.
وقالت الداخلية إن «فرقة مختصة من النجدة النهرية تمكنت من انتشال جثة الطفلة بصعوبة بالغة لانعدام الرؤية في النهر ولانحدار جثتي الطفلين مسافة بعيدة ‏عن مكان الحادث».
بدوره، يقول اختصاصي الطب النفسي الدكتور جميل التميمي إن «معظم الدراسات النفسية تشير إلى أن قتل الأم أحد أطفالها، أو بالأحرى كل جرائم القتل التي تحدث على مستوى العائلة الواحدة، يقف خلفها في الغالب وليس بالمطلق، خلل نفسي لدى الجاني».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «المحاكم الغربية، وحسب اطلاعي، تقوم بإرسال المتهم في هذا النوع من الحوادث إلى لجنة نفسية قضائية لبيان قواه العقلية. إن قتل الأم طفليها جريمة قتل تتجاوز الدوافع الغريزية للإنسان ولا يفسرها في الغالب إلا وجود خلل نفسي؛ إذ قد تكون الأم مصابة بهلاوس أو أوهام رافقها اكتئاب حاد ظنت من خلاله أن أطفالها سيعيشون الألم، ولأنها لا تتحمل أن تراهم يتألمون ويتعذبون؛ سارعت إلى قتلهم لتنقذهم من الألم».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».